العدد 2332 - الجمعة 23 يناير 2009م الموافق 26 محرم 1430هـ

القطان يدعو إلى نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف

أكد خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير في خطبة الجمعة أمس الشيخ عدنان القطان ضرورة أن يعمل مثقفو الأمة وقادتها على نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف. موضحا أن المحن العظيمة التي تمر بها الأمة الإسلامية مدعاة لاكتساب القوة وتوحيد الصفوف ضد الأعداء وإعادة الهيبة للأمة الإسلامية بعد تعرضها للاعتداءات الغاشمة.

وقال القطان: «إن أمتنا الإسلامية تمر في هذا الزمان بساعات رهيبة، وبمحن عظيمة ونوازل شديد ونكبات ومصائب متلاحقة، لقد تغير حال الأمة وتبدل واقعها، كدوحة نخر جدعها فغدت أمة الأمجاد أمة الفرق المتناحرة، والأمة لا تخرج من نكبة إلا وتصعق بأخرى، وماذا أعظم من سلب الحقوق والاعتداء على المقدسات في فلسطين». وتابع «هناك كثير من الأمم مرت بفترة من السنين العجاف، وسلكت الدرب نفسه... أمة نسيت خالقها فأنساها ذاتها وسلطت عليها عدوها، وأسوأ ما يمكن أن يصيب الأمة أن يصبح الدين لهوا، وإن للمعاصي سلبيات ولا تزال تهدم الأمم الحاضرة. ولسنا على رغم ذلك مع المتشائمين، فالتشاؤم والإيمان لا يلتقيان، إن محنة فلسطين أكثر المحن، ولكن هذه الأمة لم تيأس ولم تستلم حتى نصرها الله على أعدائها».

وأوضح «في تاريخ الأمم كبوات، ولكن الأمة الحية تنهض من ألامها وأحزانها، وتكون هذه الآلام باعثا للنصر والانتصار على الآلام، ويجسد التاريخ أن أمثال هذه الأمم أنجبت الأبطال، وأن الأحداث الجسام التي تمر بها الأمة تحركها للتفكير السليم والعمل الجاد لمواجهة المعتدي واستعادة الأمجاد، ففي مثل هذه الأحداث تنجب الأمم الأبطال والعلماء».

ونوه القطان إلى «إن هذه الأحداث التي مرت بالأمة قدر مكتوب عليها، لتنهض من كبوتها، وترص صفوفها تحت راية واحدة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» مع الصدق مع الله ونصرته «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم» (محمد:7). فلابد من التواصل للخروج من هذا الواقع الأليم ولكنه مؤقت ستتجاوزه هذه الأمة، فهذه الأخبار تتوالى على المسلمين وتنقل ما يحدث في غزة إذ لم يذق هذا الشعب الأعزل طعم الأمن منذ سلب اليهود أرضه، ومع ذلك يبقى الشعب صامدا برجاله ونسائه وأطفاله ومجاهديه... إنها صور اعتزاز وفخر، قبالها مناظر للهمجية الصهيونية لا تعرف للإنسانية معنى، وإنها لمآس يقشعر لها البدن وتذرف العين دمعها، وكيف لا يتحرك ضمير العالم وهو ينظر الاحتلال الصهيوني يمارس المجازر الآثمة ضد المدنيين الآمنين». واستطرد «إنه لمنظر مريع، منظر تقاتل فيه الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة، ضد شعب ليس لديه إلا الحجر والأسلحة الخفيفة، وينظر لدماء الأطفال وأشلاء النساء والرجال تتناثر في كل مكان. تفننوا في قتل الأطفال والنساء والشيوخ. الفتن في فلسطين وفي المنطقة سببها الصهاينة الذين يوقدون نار الحرب فيطفئها الله، وقتلوا الأطفال الرضع والشيوخ والنساء، حتى تجاوز الاستكبار الصهيوني حدوده، وسفك الدماء وأقام المذابح في المدن والمخيمات والملاجئ ومارس كل الأعمال الخارجة على القانون من قتل وتمثيل بالجثث، ولكن هيهات هيهات، فقد قدم الشعب الفلسطيني التضحيات وأنه لا استسلام ولا هوان وإن الجهاد ماض حتى النصر».

وقال: «لقد جاهد هذا الشعب ورابط فما هدن ولا استكان، ولا أعطى الدنية يوما، فيواصل المقاومة المشروعة مقدمة شهيدا وراء شهيد، علموا الأمة كيف تعيش عزيزة كريمة وكيف تموت عزيزة، والأمة التي تعرف الميتة الشريفة يهبها الله شرف الحياة والممات، وإن الله لناصرهم عما قريب، لأنهم عايشوا الألم والمعاناة والحصار والتشريد والقتل والتعذيب، فكانوا الصفوة والرموز في التضحية». ودعا القطان جموع المسلمين إلى تلبية نداء الأوقاف السنية لأداء صلاة الاستسقاء في عدد من المصليات في مدينة عيسى ومدينة حمد والرفاع، مشيرا إلى ضرورة الحرص عليها عملا بسنة رسول الله (ص)، وأوضح أن المسلمين يلجأون لهذه الصلاة حين يحبس المطر عن بلادهم. ونوه القطان بضرورة الإكثار من الدعاء والصدقات والتوبة.

العدد 2332 - الجمعة 23 يناير 2009م الموافق 26 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً