العدد 2332 - الجمعة 23 يناير 2009م الموافق 26 محرم 1430هـ

مطر: المسجد هو المدرسة الأولى التي تخرّج منها الصحابة

الوسط - محرر الشئون المحلية 

23 يناير 2009

ركز إمام جامع أبي بكر الصديق (رض) في منطقة الحورة الشيخ علي مطر في خطبته أمس على المساجد ودورها في تثقيف الناس، مركزا على مساجد غزة وكيف قام الإسرائيليون بهدمها، لخوفهم من دورها الفاعل في ثقافة المقاومة. واستهل حديثه قائلا:

«لقد استهدف الصهاينة في عدوانهم على غزة كل شيء فلم يسلم البشر ولا الحجر، ومن جملة ما أستهدف من قبل القصف البري والجوي والبحري مساجد غزة حيث دمرت المساجد، والسؤال الآن لماذا استهدفت المساجد، والجواب لأسباب كثيرة منها كما وصلنا من أخبار أن المقاتلين والمجاهدين في غزة تخرجوا من المساجد، والمساجد في غزة لا تغلق أبوابها، وقلوب الناس معلقة بها، ومن مساجدها تنطلق الدورات الشرعية في الفقه والعقيدة والأحكام، إضافة إلى دورات السباحة واللياقة البدنية».

وأضاف مطر: «المساجد في غزة تعد الركيزة الأساسية لتوجيه الرأي العام. وهذا يذكرنا بما فعله ملوك الإفرنجة في بلاد الأندلس بعد الاستيلاء عليها من هدم بعض المساجد وتحويل بعضها إلى كنائس ومتاحف وأماكن للحيوانات، ولا يزال أعداء المسلمين يخافون من المساجد وكثرتها».

واستطرد مطر: «لا يخفى ما للمسجد من أهمية كبيرة وعظيمة في حياة المسلمين، فالمسجد رمز للإسلام وحصن للإيمان والفضيلة والعقيدة، وهو المدرسة الأولى التي تخرج منها الصحابة وأئمة الدين والفقهاء والعلماء وهو مكان اجتماع المسلمين خمس مرات كل يوم إضافة إلى اجتماعهم الأسبوعي يوم الجمعة واجتماعهم السنوي في المساجد والمصليات في العيدين، واجتماعهم الموسمي وحسب الأحداث في الكسوف والخسوف وصلاة الجنائز، وصلاة الاستسقاء».

وأوضح أن المسجد مركزا للعلم وللمؤتمرات والتشاور والتناصح ففيه يلتقون ويتشاورون ويتعارفون ويتآلفون وعلى البر والتقوى يتعاونون. فالمسجد يجمع جميع فئات الناس العالم والجاهل والصغير والكبير والصحيح والمريض والغني والفقير والذكر والأنثى.

ثم تطرق مطر إلى أنه من ضمن وظائف المسجد الأساسية إقامة الصلوات ولهذا وجبت المحافظة عليها والحرص على ارتياد المساجد من صلاة الفجر إلى العشاء مع الجماعة فهذا مظهر من مظاهر القوة ورص الصفوف، وهذا يحتاج إلى الدعم والتواصي لنجعل عدد المصلين في صلاة الفجر كعددهم في صلاة الجمعة أو قريبا من ذلك، عندها ننتظر النصر المكين والغلبة على الأعداء، وذلك لنحيي ونعيد الدور الريادي للمسجد، في الاجتماع للصلاة وحلقات القرآن ودروس العلم المعرفة.

وذكر مطر أن المسجد مكان لجمع الناس وتوحيد صفوفهم ولم شملهم وكلمتهم لهذا وجب على أئمة المساجد والخطباء التركيز على نقاط الاتفاق بالكلمة الجامعة الحكيمة، والبعد عن الخلاف والشقاق وأسبابهما، بل يجب على إمام المسجد وعلى الخطيب أن يكون محايدا صاحب قلب كبير وحب يسع الجميع وبعيدا عن الخلافات السياسية والاجتهادات السياسية وإسقاطاتها، وبعيدا عن التحزبات والتكتلات والدعاية للجمعيات وغيرها مراعيا للمصلحة والمنفعة العليا للوطن.

وما يدل على أهمية المسجد في الإسلام أن النبي الكريم (ص) أهتم به لما قدم المدينة مهاجرا حيث أسس مسجد قباء، ثم دخل المدينة وأمر ببناء المسجد النبوي المبارك وحمل الحجارة مع أصحابه وهم يقولون ويرددون اللهم لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة.

وقد جاءت نصوص كثيرة ترغب في إعمار المساجد الإعمار الحسي والمعنوي منها على سبيل المثال قوله تعالى : «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الأخر» (التوبة: 81).

و قوله تعالى «في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ» (النور: 36).

و بين النبي (ص) فضل وأجر بناء المساجد وأمر بتنظيفها وصيانتها وتطييبها وهذه مسئولية الناس وإدارة الأوقاف وهي أمانة يجب مراعاتها.

وبين أن المساجد من أحب البلاد والبقاع إلى الله تعالى وأن من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة رجل قلبه معلق بالمساجد.

وأن المسجد بيت كل تقي،... إلى آخر تلك النصوص المباركة التي تحث على ارتياد المساجد وإحياء دورها في المجتمع.

فعلينا أن نقوي صلتنا بمساجدنا ونعود صغارنا على ارتيادها فمن شب على شيء شاب على حبه، ولنكن على حذر من الشبهات التي يثيرها البعض بأن الأبناء إذا تربوا في المساجد وقعوا في الغلو والتشدد والإرهاب.

وهذا غير صحيح فالشواهد عندنا كثيرة بالمتابعة والملاحظة على مر سنوات طويلة أثبتت أن الأبناء الذين يتربون في المساجد ويداومون على حفظ القرآن والعلم ويعلمون العقيدة الصحيحة هم أبعد الناس عن الغلو والتطرف والتشدد والإرهاب والإرجاف، لأن أساسهم صحيح، بل كما رأينا من هؤلاء الصبيان والشباب الذي تربوا في حلق الذكر في المساجد من تفوق في الدراسة واستقامة وحسن خلق.

العدد 2332 - الجمعة 23 يناير 2009م الموافق 26 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً