بعيدا عن لغة الإعلام دعونا نضع النقاط على الحروف ونلزم وزارة العمل بما ألزمت به نفسها لنفتح جرحا اكاديميا مازال غائرا في قلوب المئات من ابنائنا بل الآلاف لنضع انفسنا وكل وزارات الدولة وكل الجامعات وعلى رأسها جامعة البحرين وبلا مواربة أو مجاملات حتى نحقق حلما طالما راود الآلاف من ابنائنا من خريجي معهد البحرين للتدريب وهم يرون كيف يرفضون وترفض شهاداتهم من قبل مؤسسات الدولة ومن قبل جامعة البحرين. ونحن في الصحافة سنسعى جاهدين للدفاع عن هذه القضية الوطنية التي باتت تؤرق ابناءنا عن السر الكامن في عدم الاعتراف بشهادة فتحت لها الأبواب في كثير من جامعات العالم وهي شهادة تدل على تميزها وأغلقت في وجهها أبواب الجامعات المحلية بما فيها جامعة البحرين. ويبقى السؤال يضغط على ضميرنا الاكاديمي والانساني والوطني لماذا ترفض جامعة البحرين قبول خريجي معهد البحرين للتدريب على رغم أن كلا المؤسستين تتم رعايتهما ماليا من قبل الدولة؟ هناك أمنية طرحتها الدولة سابقا انها ستسعى لتحقيق الاعتراف. والغريب في الأمر ان الاعتراف لا يحتاج لا إلى عصا موسى ولا إلى خاتم سليمان ولا إلى مصباح علاء الدين، كل ما في الأمر ان تعمد الدولة بقرار ترسله لوزارات الدولة ولجامعة البحرين وتنحل قضية هؤلاء الخريجين الذين صبروا سنين طويلة، ووزراء العمل المتعاقبون يقدمون لهم وَهْم تفاحة القبول، وتمر الأشهر والسنون، ويتقادم العمر ودموع هؤلاء الخريجين تبل عتبات أبواب جامعة البحرين تبحث عن لغز عدم القبول فلا تجد إجابات مقنعة في ذلك وتخرج علينا وزارة العمل كل صباح بتنويمة جديدة وبآمال عريضة وبعربات تجر خلفها عدد الجامعات الغربية في اوروبا واميركا تقبل وتعترف بالشهادة فتبكينا اكثر من ان تضحكنا! فلو كان هؤلاء من منتسبي الحلقة الأضعف من طبقات الفقراء يمتلكون مالا فهل سيبقون طيلة هذه الاعوام يتصدقون الاعتراف بشهادة المعهد من هذا الوزير أو من تلك الجامعة؟ لو كانوا يمتلكون المال لسافروا وهاجروا لاكمال دراستهم والكل يطالب جامعة البحرين بالقبول.
لقد تفاجأت بما تفاجأ به العشرات من خريجي المعهد بطريقة الدفاع المستميت للأخ نادر الملاح ومن تجشمه عناء المبادرة واقتحام المجهول في قضية يعرف ذاته انها خاسرة.
فما الفائدة من شهادة يعترف بها خارجيا وتغلق في وجهها الأبواب الحديد المقفلة بعقول التأدلج والتميزات الاثنية؟ أليس من المضحك أن تعترف جامعات اميركية أو بريطانية عريقة بشهادة لا تعترف بها جامعة البحرين؟ أليس هذه واحدة من معجزاتنا البحرينية السبع؟ لا احد يستطيع ان يطعن في مستوى وتميز شهادة المعهد فهم يمتلكون - طبعا بفضل قوة المنهج التعليمي في المعهد - قوة المادة التي اجتمعت مع خبرة التدريب لذلك ما دامت وزارات الدولة كلها تعترف بالشهادة فاننا نطالب كل مسئول، بل كل وزير في هذه الوزارات بالخروج على الصحافة بتصريح يظهر فيه اعتراف كل وزارة بشهادة المعهد. فهذه القضية لابد من حسمها ولا يوجد أي مبرر لا وطني ولا اخلاقي ولا أكاديمي ببقاء مثل هذا الاعتراف عالقا في الهواء. واعتقد انه يجب على جامعة البحرين أن تخرج بنفسها من مخلفات المرحلة السابقة من أيام قانون أمن الدولة عندما عسكرت الجامعة فعاشت اتعس أيام لحظاتها المهنية. فتلك مرحلة ولت بلا رجعة والأمل يحدونا بقبول الجامعة للشهادة حتى تقطع كل الطرق لأي تفسير سياسي من عدم قبول الاعتراف بشهادة توفرت فيها كل معايير القبول الا انها مازالت تدفع الثمن
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 396 - الإثنين 06 أكتوبر 2003م الموافق 09 شعبان 1424هـ