جميع المؤشرات تدل على أن جزيرة المحرق ستصبح عن قريب أهم منطقة اقتصادية في البحرين. وقد تأكد ذلك خلال هذا الاسبوع بعد ان وقّع الوفد المرافق لسمو رئيس الوزراء خلال زيارته لايرلندا اتفاقا مع واحدة من أهم الجامعات الطبية في العالم (الكلية الملكية الايرلندية للجراحين). وهذه الكلية ستكون فرعا للكلية الأم في ايرلندا وستفتح ابوابها العام المقبل بقبول خمسين طالبا في الطب وسيرافق ذلك مستشفى يتدرب فيه الطلاب يرتبط بالمستشفى المركزي الجديد الذي سيفتتح في المحرق.

الكلية الطبية ستمنح شهادات الجامعة الام وستحمل كل مواصفاتها وستكون البحرين قبلة لطلاب الطب من البلدان الاخرى، بينما ستخصص مقاعد للبحرينيين المتفوقين. والكلية الطبية تترافق مع تطويرات هائلة لجزيرة المحرق تشمل المنطقة الصناعية الجديدة ومركز الحاضنات الصناعية ومعهد الشيخ خليفة للتدريب المتطور وفنادق ومجمعات تسوق وتوسعة للمطار مع تسهيلات للمسافرين لزيارة محلات التسوق والسينما، بالاضافة إلى المنتجعات السياحية والجسر الجديد، واختيار فيلل «امواج» لتصوير البرنامج التلفزيوني «الأخ الاكبر» وتطوير منطقة البسيتين التي تحتوي على مؤسسات متنوعة بما في ذلك المدرسة الفرنسية.

المحرق إذن ستصبح أهم منطقة اقتصادية متطورة اقيمت وتقام بنيتها التحتية لمتطلبات القرن الحادي والعشرين بما في ذلك اختيارها مدينة صحية، بمعنى ان كل هذا التطور لن يؤثر على بيئتها ومستوى الحياة فيها، سواء كان ذلك بالنسبة للصحة أو البيئة أو الاقتصاد أو التعليم.

كل هذه الاخبار سارة لكل البحرينيين وليس فقط لأهالي المحرق الذين كانوا دائما في الصدارة خلال العقود الماضية وشاركوا بصورة مباشرة في تطوير الحركة السياسية والفكرية والاقتصادية في البحرين.

والتطويرات «المحرقية» بإمكانها ان تصبح انموذجا للتطويرات التي يتطلع لها ابناء الوطن في باقي المناطق، اذ ان هناك امكانات واسعة تنتظر الاستغلال الأمثل والاستراتيجية الواضحة والارادة المتواصلة.

ولعل جزيرة سترة ستصبح على الطرف الآخر، لأنها كانت أول منطقة صناعية احتوت على الصناعات الكبرى سواء كان داخلها أو بالقرب منها واستفاد ابناؤها في الماضي بحيث ان شباب النويدرات مثلا كانوا في فترة من الفترات اكثر الشباب تعليما وتدريبا بسبب قربهم من بابكو. وجزيرة سترة في طريقها إلى التطوير بعد إعلان جلالة الملك عن النية لإنشاء مجمع تجاري متكامل يكون نواة للخدمات التي يحتاجها اهل المنطقة التي تعتبر من افقر المناطق. وكذلك هناك السعي الحثيث للمصانع للأخذ بافضل الحلول المتبعة للحفاظ على بيئة سترة، وأملنا ان نستفيد من الخبرات التي تتراكم حاليا لكي يعم خيرها كل أرجاء البحرين، وهذا ما نتوقع حصوله.

ان عجلة التنمية لابد لها ان تتوسع في منطقة معينة ثم تبدأ المناطق الاخرى على الطريق نفسه. البحرين تتجه إلى المزيد من الحركة التنموية، واختيار المحرق مركزا لافتتاح فرع لواحدة من أهم الجامعات الطبية في العالم يؤكد ذلك، ويفرحنا جميعا