بدأ فريق طبي من مندوبي وزارات الصحة في دول الخليج العربي نقاشه صباح أمس لاعتماد جامعة الخليج العربي كمركز للطب المبني على البراهين، فيما يعتبر هذا النقاش استجابة لمقترح تقدم به وزير الصحة خليل حسن في يناير/كانون الثاني الماضي في اجتماع وزراء الصحة في دول الخليج على اعتبار اعتماد أسلوب التدريس في الجامعة على البراهين.

وفي الاجتماع الذي عقد صباح أمس في فندق الخليج ناقش أعضاء الفريق المشكل من دول مجلس التعاون واليمن المذكرة التي قدمها وزير الصحة بشأن تبني كلية الطب في جامعة الخليج العربي كمركز خليجي للطب المبني على البراهين.

وقد مثل البحرين في الفريق الاستشاري حسام حمدي فيما ترأس الاجتماع المدير العام للمكتب التنفيذي لوزراء الصحة في دول الخليج العربي توفيق خوجة، فيما يعتبر هذا الاجتماع هو الأول من نوعه والذي يعقد بعد الاجتماع غير الرسمي بين أعضاء الدول الخليجية الذين حضروا مؤتمر منظمة الصحة العالمية الأخير في جنيف والذي تم فيه نقاش هذا الموضوع على هامش المؤتمر.

وقد اعتمدت المذكرة التي قدمها الوزير أول مرة على أن جامعة الخليج العربي تعتمد على أسلوب التدريس المبني على البراهين في تعليم الطلبة وتدريبهم، الأمر الذي يؤهلها لتكون مركزا لذلك في ظل عدم وجود مركز تعليمي لهذا النوع من الطب في منطقة الخليج العربي.

علما بأن موضوع الطب المبني على البراهين هو موضوع حديث عالميا ويمكن الاستفادة منه في مختلف الحقول الطبية الأخرى وأهمها حقل التمريض.

يذكر أن الطب المبني على البراهين هو عبارة عن إيجاد أفضل الوسائل للأطباء والصيادلة حتى يتمكنوا من تحسين علاج المرضى كما يفهم المريض من خلاله أحسن خيارات العلاج المتوافر له كما يساعد الأشخاص والحكومات على اتخاذ قرارات مناسبة لتشغيل الخدمات الصحية.

ويتوافر للطبيب أحيانا مجموعة أنواع من الأدوية إلا أنه يجب أن يختار أفضلها علميا ولا يتم ذلك إلا بعد توافر البراهين اللازمة لذلك. كما يجب أن يكون هناك دليل علمي قاطع يثبت أن هذا الدواء هو المناسب والذي سيؤدي إلى شفاء المريض العاجل.

ومن أجل تطبيق هذا المفهوم لابد من إيجاد طريقة صريحة يعمل بها الأطباء والصيادلة، الأمر الذي يتطلب منهم الإلمام بأكثر أنواع الأدوية في السوق.

كما أن الطب المبني على البراهين له أهمية كبيرة في المجتمع الطبي والذي يؤدي بالمريض إلى حياة أفضل صحيا واقتصاديا إذ تثبت الأبحاث بأن الأدوية التي تدعمها البراهين يكون لها سبق الاختيار الأمثل للعلاج والتقليل من كلفته.

وتهدف هذه الأبحاث إلى إتاحة وسيلة للأطباء والصيادلة والعاملين في الرعاية الصحية لاتخاذ أفضل القرارات بشأن صحة المريض.

كما يساعد الطب القائم على البراهين الأطباء والصيادلة على تنمية وفرز كل المعلومات العلاجية من دون الخوض في التفاصيل ما يسهل عليهم استيعابها في أقصر وقت ممكن وبالتالي إنجاز العمل بسرعة أكبر.

وتستخدم هذه الطريقة في عدد كبير من البلدان المتقدمة مثل بريطانيا وكندا واستراليا كما يزداد استخدامها حاليا في الولايات المتحدة الأميركية وغرب أوروبا