يعتبر باب البحرين معلما من أهم المعالم التاريخية الحية لتاريخ المنامة القديمة، بل وملتقى لتجار البحرين الأوائل الذين لا يزال غالبيتهم يفضل إبقاء محلاته في شارع باب البحرين أو محاذاته نظرا لقيمة الموقع التاريخية، ولارتباطهم العاطفي والوجداني مع المكان الذي انطلقت منه تجارة بعضهم، وتجارة آباء وأجداد البعض الآخر من تجار السوق اليوم.

«بناء موقف للسيارات لن يحل المشكلة ولن يسهم في تفعيل حركة السوق» حسب ما علقت مجموعة من التجار لـ «الوسط» في شارع عبيدة بن الجراح المحاذي لباب البحرين.

سيدة الأعمال البحرينية نانسي خضوري، المديرة الإدارية لمؤسسسة يوسف خضوري وأولاده - احد أقدم تجار الجملة والتجزئة في المنامة - قالت لـ «الوسط» إنها تؤمن «بضرورة تنظيم مداخل سوق المنامة بما فيها باب البحرين، إلى جانب وضع سياسة جديدة تخدم التاجر المحلي الذي يخسر اليوم أكثر مما يكسب، موضحة أن زيارة رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، العام الماضي للموقع قد ألهمت الجميع، لكن لا تزال هناك مطالب لإنعاش هذه السوق القديمة، ومطالب أخرى تحتاج إلى فتح حوار صريح بشأنها».

وتضيف خضوري «التاجر المحلي محروم من أي ربح، لهذا فإنني أطالب بدور اكبر للحكومة في توجيه عملية الشراء بالنسبة لفنادق الخمس نجوم من التجار المحليين»، مشيرة إلى أن هذه الفنادق ترفض «على الدوام» التعامل مباشرة مع الوكيل المحلي لشركة ما حتى وإن كانت البضاعة متوافرة في السوق المحلية. وأوضحت أن إقامة المعارض المتخصصة لبعض البلدان العربية «تضر بالتاجر المحلي لأنها تقام في أوقات غير مناسبة، ليس هذا فحسب فموسما التخفيضات يعد توقيتهما أيضا غير مناسب بالنسبة لمستوى دخل المواطن الذي يصبح مثقلا من بعد الإجازة الصيفية وعودة المدارس». وعن رسوم التخفيضات قالت خضوري: «لا أرى أي مبرر لدفع رسوم المشاركة لغرفة التجارة في موسم التخفيضات ففي أوقات كثيرة لا يتمكن تاجر باب البحرين من تعويض هذه الرسوم خلال أسبوع».

يذكر أن غالبية تجار باب البحرين يرفضون مبدأ هدم هذا المعلم التاريخي والتجاري كونه يعني الكثير لتاريخ عوائلهم في مجال التجارة وتطورها عبر السنين