لماذا لا تحذو الشركات، وخصوصا الكبيرة منها أو تلك التي تملك الحكومة فيها حصة مهمة، حذو شركتين اثنتين قامتا ببناء جسرين معلقين للمشاة على الشوارع السريعة في البحرين؟
هذا النوع من جسور المشاة ضرورة ملحة، وخصوصا على الشوارع التي يطلق على بعضها «شوارع الموت» والعياذ بالله من كثرة ما وقع بها من حوادث مميتة راح ضحيتها الكثيرون.
إذا أسعفتني الذاكرة، فالجسور هذه لم تكلف الشركات التي أقامتها أكثر من بعض عشرات آلاف الدنانير، وهو بالنسبة لكثير من الشركات شيء لا يكاد يذكر، أو هو حصيلة أرباح يوم واحد. لكنها في الوقت نفسه تشكل دعاية طويلة الأمد للشركات التي أقامتها حين تضع اسمها وشعارها عليها. كما أنها إذا أرادت فبإمكانها أن تستغلها كمحلات لتأجير دعايات الراغبين من الشركات الأخرى في البلاد - طبعا بعد الاتفاق مع وزارة البلديات في هذا الشأن وتسهيل الأخيرة لهذه المهمة بعدم الدخول في بيروقراطيات عرفها هذا الجزء من العالم.
وبهذه الطريقة، تكون الشركات قد ضمنت أن ما وضعته من كلفة في هكذا مشروع هو بمثابة مشروع استثماري آخر لها، مع توفير خدمة مهمة لعابري الطرق
العدد 395 - الأحد 05 أكتوبر 2003م الموافق 08 شعبان 1424هـ