جزء من ضبابية الموقف تجاه الحركة المطلبية ورموزها، ما يمارسه بعض الأقلام الصحافية، ولا يدري المرء لصالح من، من إعادة نبش ما جرى في زمن قريب بغية إسقاطه على الواقع الحالي، وكأن المراقب يحس بأن هؤلاء النفر لا يريدون لجروح الماضي أن تهدأ، أو أن ما جرى على رغم التدليس الكثير في وقائعه، يراد له أن يكون شماعة جاهزة لأي حادث يعرض هنا أو هناك، واستغلاله لغمز هذا الطرف أو ذاك.
هذا التشويش الذي يمارس بأبشع وأقذع الألفاظ، قد يكون من أخطر الأمور التي تحجب الرؤية عن حقيقة المواقف السياسية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، يضاف إلى ذلك استغلال ما يدور في منتديات الحوار من حوارات قد تخرج عن الحوار المنطقي والمقبول، والتي قد تندس فيها أكثر من جهة، لإسقاطه على واقع الحركة المطلبية، والنيل من سلميتها بوصفها إطارا عاما يتمثله رموزها في خطابهم وإيقاعهم الميداني بكل كفاءة واقتدار ومسئولية غائبة عن الكثيرين.
فإذا أسقط هؤلاء ما لدى العقلاء من حجج ومبررات يخاطبون بها الناس، فليتحملوا كلام الجهلاء عليهم، وإذا ما نالوا من واقع اجتماعي أو سياسي أو تاريخي وعقدي كما هو حال بعض الكتابات، فلينذروا المجتمع بفتنة يتنابز بها الكبار لتنتقل إلى الصغار، ولينعتوا الناس بعد ذلك بما شاءوا من الأوصاف والألقاب، ويتحملوا نتيجة ذلك. إلا أن الواقع يقول: إن هؤلاء لا يتحملون نتائج أعمالهم، في حين يتحمل المجتمع كله ما جنته ايديهم، ويدفع ضريبته باهظة الثمن من وحدته وانتمائه وخياراته، وعلى رأسها الخيار السلمي، الذي هو رأس مال الحركة السياسية في ظل التدافع المجنون وغير المنضبط
إقرأ أيضا لـ "سلمان عبدالحسين"العدد 395 - الأحد 05 أكتوبر 2003م الموافق 08 شعبان 1424هـ