اعتادت بعض القنوات الفضائية العربية أن تروج لانتشار ظاهرة العنف وتبني المواقف المتشددة والمتصلبة بين مجتمعات العرب والمسلمين بحيث تدري أو لا تدري وكما هو معروف أن المجتمع العربي أصلا لا يحتاج إلى ترويج لعنف إضافي، ولكنها بذلك ترسي وتثبت في افهام المستجدين من الشباب هذا الفكر الهدام والذي لا يتواكب بأي حال من الأحوال مع حاجات العصر ومتطلباته.
وإذا كان الهدف من ذلك هو السبق الصحفي والإعلامي فإن السبق له مقوماته وشروطه الموضوعية والمنطقية التي اتفق فيها الناس بشكل تلقائي ومن دون أن يضع لها خبراء الإعلام الحدود والخطوط الحمراء، ومن أهم شروط السبق الصحفي والإعلامي هو أن يكون الخبر المراد المشاركة به في سباق التنافس الإعلامي الحر: أن يكون الخبر ذا فائدة لأكبر عدد من المتلقين للرسالة الفضائية وان يكون الخبر ذا تأثير ايجابي في حياة المجتمعات، لان أهمية التداول الإخباري تنبع من حاجات الناس اليومية إلى المعرفة والإلمام بمجريات الحوادث لكي يرتقوا بأنفسهم وبمجتمعاتهم وليس العكس...!
استقلال القنوات الفضائية حاجة المشاهدين لتروج الأفكار الهدامة من شأنها أن تزيد (طين) الأمة العربية والإسلامية (بلة) وتصبح هذه القنوات مثلها مثل أي مدرسة لتعليم العنف والإرهاب، أو عصابة من عصابات الإجرام تؤدي بمشاهديها إلى التهلكة، فالوسائط الإعلامية بشكل عام هي وسائل للتنوير وللتثقيف كما هي القنوات الفضائية مدارس أو مراكز تعليمية في منزل كل فرد منا
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 355 - الثلثاء 26 أغسطس 2003م الموافق 27 جمادى الآخرة 1424هـ