صدر المرسوم الأميري في الثالث من شهر أكتوبر/تشرين الأول 1968م بشأن قانون جمعية كشافة البحرين، وفي تلك الفترة تم الاعتراف بها على المستوى العربي وأصبحت عضوا مسجلا في المكتب الكشفي العربي، وفي السابع من شهر أغسطس/آب1970 تم الاعتراف بها دوليا وسجلت عضوا كامل العضوية في المكتب العالمي وكانت مشاركتها الأولى في المؤتمر الكشفي العالمي الثالث والعشرين الذي عقد في طوكيو باليابان.
وتستمر كشافة البحرين في نشاطها الداخلي والخارجي من خلال مشاركتها في اللقاءات والندوات والدراسات واقامتها الكثير من المشروعات هدفها خدمة البيئة وتنمية المجتمع. وآخر هذه المشروعات هي زيارة للبنان بالتنسيق مع جمعية كشافة الرسالة الإسلامية، وللاطلاع بشكل أكبر على نتائج الزيارة كان لـ «الوسط» لقاء مع اختصاصي تنمية القيادات بجمعية كشافة البحرين يوسف ربيع، وعضو جمعية تنمية القيادات بالجمعية هشام حمزة، وقائد لجنة البرامج بالجمعية رضي أمان، فكان الحوار الآتي...
من أين نبعت فكرة إقامة الزيارة؟
- يوسف ربيع: «توجد لجنة في جمعية كشافة البحرين تسمى لجنة تنمية القيادات، من أهدافها دعم ومساندة القيادات لكي يشعروا بأنهم في موضع اهتمام ورعاية، وعملت هذه اللجنة من أجل إيجاد زيارة ترفيهية أو ذات صبغة كشفية، وبدأت منذ العام الماضي بتنظيم زيارة لدولة الكويت، وفي هذا العام تم تنظيم زيارة للبنان بمشاركة 20 قائدا وبالتنسيق مع جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في لبنان».
لماذا تم اختيار لبنان بالذات؟
- يوضح ربيع: «اختيار لبنان وتحديدا جمعية كشافة الرسالة الإسلامية جاء لأمرين، الأول بأننا كعرب نعتز بالقطر اللبناني وبتجربته، وبما قدمه الشعب اللبناني إلى القيم العربية والإسلامية، فقد أردنا من خلال هذه الزيارة إيصال رسالة واضحة وهي دعم وتأييد لهذا الشعب الذي وقف على أرضه يناضل حتى نال التحرير. أما الأمر الثاني فيعود إلى امتلاك القائمين على جمعية كشافة الرسالة الإسلامية خبرة قديمة أسسها الإمام موسى الصدر تعود إلى فترة السبعينات، فحري بالكشافة العرب أن يقفوا على هذه التجربة وينقلوها إلى الدول العربية الأخرى».
ما السبب في اختيار طريق البر؟
- يبين ربيع: «اختيار طريق البر جاء لسببين، الأول هو القيم الكشفية التي تدعو إلى العيش في الطبيعة وحياة الخلاء، وقد تربينا كقادة على هذه العادات فلم يكن بالأمر الجديد، بالإضافة إلى ذلك فإن سلوك طريق البر يعتبر رحلة بحد ذاته. أما الأمر الثاني فقد أردنا أن نعرف القادة على بعض الدول العربية مثل السعودية وسورية».
ما السبب وراء غياب القائدات عن هذه الزيارة؟
- يقول ربيع: «كان من المفترض أن ترافقنا في الزيارة خمس قائدات، ولكن الظروف العائلية منعتهن من القدوم. أحب أن أؤكد أن القائدات مدعوات إلى المشاركة في أي نشاط للجمعية، ولكن عزاءنا بأن العقلية في المجتمع العربي مازالت لا تتقبل وجود قائدات وقادة في الوقت نفسه».
ما أهمية الدعم الموجه إلى القادة؟
- يقول هشام حمزة: «لنجاح العمل الكشفي لابد من وجود كادر، ومن أجل استقطاب هؤلاء الأفراد لابد من تقديم الدعم للأشخاص الموجودين ضمن العمل الكشفي من أجل جذب الأشخاص الآخرين، ومن أحد أشكال هذا الدعم السفر للخارج، وتندرج تحته الكثير من النقاط، من أهمها تقديم الدعم الاجتماعي للقائد، وتقوية العلاقة بين القادة البحرينيين من جهة وبينهم وبين نظرائهم من الدول الأخرى من جهة ثانية، ما يسهم في تكوين تلاقح في الأفكار الكشفية. وخلال الزيارة للبنان اجتمعت كل لجنة من لجان جمعية كشافة البحرين مع نظيرتها في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية عن طريق ورش عمل للاستفادة من الخبرات. وهناك دعم آخر يقدم إلى القادة يتمثل في الترفيه، فمعظم القادة هم من المدرسين، فهم بحاجة إلى الترفيه عن النفس في فترة العطلة الصيفية، أيضا شعور القادة بالإنجاز من خلال تطبيق الخبرات التي اكتسبها في لبنان على البحرين».
ما الفائدة التي تحققت من الزيارة على مستوى الحركة الكشفية؟
- يعلق رضي أمان: «الفائدة التي اكتسبتها من الزيارة هي تبادل الخبرات، واستفدنا على مستوى التنسيق في البرامج والإشراف عليها بحكم موقعي كقائد لجنة برامج. بالإضافة إلى ذلك فقد كسبنا الأخوة الكشفية، إذ يوجد في الحركة الكشفية يوم يسمى «بيوم الأخوة الكشفي» فقد طبقناه من خلال زيارتنا. واتفقنا أيضا على غرس حب الوطن، إذ تم طرح هذه الفكرة بشكل موسع من خلال اللقاءات التي عقدت بين الجانبين».
ويضيف هشام: «من الأشياء التي استفدتها من خلال الزيارة هي جذب الأفراد للانضمام إلى الحركة الكشفية، فمع بداية العام الدراسي المقبل سأسعى إلى تطبيق عدد من البرامج لجذب الطلاب للحركة الكشفية، من خلال ما تعلمته من القادة في لبنان».
ما تقييمك للزيارة بشكل عام؟
- يرد ربيع: «أعتقد أن الزيارة استطاعت أن تخرج بالكثير من الفائدة، وسجلنا مجموعة من الإنجازات، من أهمها تعميق العلاقة بين الشعب البحريني ونظيره اللبناني، فقد نزلنا إلى الشعب اللبناني وقدمنا إليه خدمة من خلال رفع المحاصيل الزراعية، كذلك تعرف الأخوة في لبنان على تجربة الكشافة البحرينية في مجال تنمية القيادات والتأهيل القيادي، ما ساهم في تبادل الخبرات».
ما المشروعات المقبلة؟
- ربيع: «بعد نجاح هذه الزيارة، تراودنا في الوقت الحالي فكرة السفر إلى جمهورية مصر العربية للوقوف على تجربتهم الكشفية».
ويختتم ربيع اللقاء: «الحركة الكشفية تختزن الكثير من المشروعات التي تدعو إلى الوحدة والتعاون وتنفي التفرقة، وبالتالي تظهر هذه الروح في أوقات تفشل فيها المشروعات السياسية في توحيد الفكر العربي والوحدة العربية، إذ تبدو الحركة الكشفية أكثر قدرة على توحيد الشباب العربي»
العدد 353 - الأحد 24 أغسطس 2003م الموافق 25 جمادى الآخرة 1424هـ