فوجئت كما فوجئ الكثير بالحملة الضارية من قبل البعض ضد اللورد ايفبري، في عملية موجهة وبتعبيرات متطابقة، ذكرتنا بالأيام السوداء التي يوصم فيها كل من ينتقد الأوضاع بالخيانة والعمالة للأجنبي.
نقول في البداية للمشاركين في هذه الحملة الهوجاء على رسلكم ومن الضروري توضيح بعض المغالطات الواردة في هذه الحملة.
أولا: ان ما جرى ليس مؤتمرا للمعارضة تحت رعاية أجنبية فهو لا يتعدى اجتماعا صغيرا في قاعة لا تسع لأكثر من 30 شخصا وهذا اجتماع سنوي درج اللورد ايفبري منذ 8 سنوات على الدعوة اليه لمناقشة مستجدات الوضع في البحرين، والدعوة إليه عامة نشرت في مواقع الانترنت وقد كان مندوبو سفارة البحرين يحضرونه عادة وقد حضر هذه السنة فعلا أشخاص ذوو اتجاهات مختلفة بعضهم مؤيد وبعضهم معارض ومنهم عضوان في مجلس الشورى، وتحدث المحامي يوسف خلف بما يعارض طروحات المعارضين الثلاثة.
ثانيا: لم يقل اللورد ايفبري ان مجلس النواب مزيف بل طرح بالتحديد فكرة تشكيل لجنة وطنية لتلقي الشكاوى فيما يتعلق بالتمييز في التوظيف على غرار ما هو موجود في بريطانيا اذ هناك لجنة للعلاقات بين الأعراق، ولجنة مناهضة التمييز في التوظيف.
ثالثا: لا أدري ما المشكلة في مناقشة أوضاع البحرين من قبل بحرينيين أو غيرهم سواء في لندن أو غيرها والعجب من استخدام تعبير «من خوّل هؤلاء التحدث باسم البحرين» أن ذلك يندرج من الحق في حرية التعبير والتي كفلها الدستور. ان حكومة البحرين لديها مجموعات برلمانية صديقة في عدد من الدول بما فيها بريطانيا وتعقد لهم ندوات في البرلمان البريطاني وغيرة ويشارك فيها مسئولون حكوميون للترويج لوجهة نظر الحكومة ومواقفها فمن حق المعارضة أيضا المشاركة في ندوات مماثلة، إذ ان المعارضة مكون أساسي في أي نظام ديمقراطي حقيقي.
لقد خلط رئيس وأعضاء مجلس النواب ومعلقو الصحف الحابل بالنابل وصوروا ان مبادرة اللورد ايفبري مؤامرة بريطانية ضد مملكة البحرين ومشروعها الإصلاحي، فيما اللورد ايفبري ينتمي الى مجلس اللوردات وهو لا يخضع للحكومة البريطانية، بل انه رقيب على الحكومة البريطانية. واللورد ايفبري انتقد السياسة البريطانية تجاه القضية الفلسطينية هنا في البحرين خلال مأدبة العشاء التي أقامها وزير الدولة عبدالنبي الشعلة.
لكن ذلك ليس عجبا على رئيس مجلس النواب الذي أبدى استياءه من اساءة النواب البريطانيين الأدب تجاه رئيس الوزراء البريطاني أثناء جلسة مجلس النواب التي حضرها وفاخر بتأدب أعضاء مجلس النواب في البحرين تجاه حكومتهم الرشيدة فإذا كان هذا هو الدرس الذي استنتجه فلا عجب من موقفه.
ليس لدى مملكة البحرين في ظل مشروعها الاصلاحي الذي يقوده جلالة الملك ما تخفيه، ويجب ان تفخر مملكة البحرين بوجود معارضة فاعلة وليس مدجنة وبتعدد الآراء وبالتعبير عن هذه الآراء بحرية في كل مكان، فليس حرية التعبير محصورة بالبحرين.
ان محاولة استعداء الرأي العام في البحرين ضد اللورد ايفبري أو اي اجنبي يقف الى جانب اصلاح النظام السياسي في البحرين وتطوير تجربته الديمقراطية، لن يكتب لها النجاح لأن شعب البحرين يعرف اصدقاءه من أعدائه. اننا واثقون بأن صاحب الجلالة والحكم في البحرين لن ينجروا وراء التحريض لتخريب سمعة البحرين، واظهارها بمظهر عدم التسامح والخوف من النقد. والمثل يقول «صديقك من صدقك لا من صدقك»
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 353 - الأحد 24 أغسطس 2003م الموافق 25 جمادى الآخرة 1424هـ