عن النص الدرامي الذي ستقوم عليه مسرحية «قنسرين» حدثنا المؤلف جعفر عبدالحسن، فقال: المسرحية هي جزء من مشروع تتلخص فكرته في إبراز التلاقي الفكري بين الرسالة التي خرج من أجلها الإمام الحسين (ع) والأديان السماوية الأخرى (المسيحية واليهودية). وفي هذه المسرحية نحن نتحدث عن التلاقي مع الدين المسيحي... ولنتعمق أكثر في هذا الجانب، سافرنا أنا والمخرج محمد الصفار إلى العاصمة السورية دمشق والتقينا الكاتب المسيحي أنطوان بارا الذي كان له كتاب بعنوان: «الحسين في الفكر المسيحي»، وتحدثنا إليه حتى نتمكن من وضع صورة متكاملة لنص هذا العمل.
أما عن اسم المسرحية، فكشف جعفر عبدالحسن أن اسم «قنسرين» هو اسم منطقة في مدينة حلب يقع فيها بيت الراهب الذي استقبل «الرأس الشريف» (رأس الإمام الحسين). وأوضح أن اسم النص المسرحي الحقيقي كان «درب الآلام»، ولكن القائمين على الإنتاج رأوا أن اسم «قنسرين» هو الأكثر رواجا من الناحية الإعلامية، لذلك تم تغيير الاسم.
ورفض المؤلف الكشف عن تفاصيل أكثر، معللا ذلك بأنه لا يريد أن يضعف الشوق المتقد في قلوب المهتمين، الراغبين في معرفة سر تلك المدينة، والقصة الكاملة للمسرحية.
وعن توقعاته لردود فعل المشاهدين على هذا العمل، قال: قبل عرض العمل، ونتيجة للحملة الإعلامية، سمعنا تعليقات إيجابية تبشر بالخير. مضيفا: أنا أتمنى أن تصدق التوقعات وينجح العمل الذي يعد مساهمة منا في إحياء ذكرى عاشوراء، كما أنه يعد إضافة جديدة في الساحة الفنية العاشورائية.
وعن الأهداف المرجوة من هذا العمل، قال جعفر عبدالحسن: من خلال مسرحية «قنسرين» نحن نهدف إلى إيصال رسالة، وهي أن هناك الكثير من الأمور والقضايا في حركة الإمام الحسين (ع) نستطيع من خلالها الدخول إلى التاريخ من أبواب عدة. وأضاف: نحن نستهدف من خلال هذا العمل المجتمع البحريني بمختلف طوائفه.
إبحار في الفكر الحسيني
أما مخرج «قنسرين» الفنان محمد الصفار فأشار إلى أن المسرحية في الأساس تروي قصة راهب تشرَّف بالحديث مع الرؤوس الشريفة، التي من بينها رأس الإمام الحسين (ع)، طبعا ذلك بعد انتهاء معركة الطف. وأضاف: قصة الراهب في الروايات هي قصة بسيطة، لذلك فقد تطلب منا الأمر إجراء بحث أكثر تفصيلا عن هذه الواقعة، وعلى رغم ذلك فإن قلة المعلومات المتوافرة لم تحبطنا، بل دفعنا ذلك إلى توسيع بحثنا، لأن هذا العمل المسرحي في الأساس هو عبارة عن جزء من تصور عام لمشروع أكبر.
وأشار الصفار إلى أن قصة الراهب ورأس الحسين (ع) استعرضت كحادثة محدودة جدا، لذلك فقد عمقنا البحث وقمنا بإجراء دراسة موسعة لنسد الثغرات لتعطينا قناعة أكثر، فإن كنت تؤمن بمسألة معينة ولكنك لست مطلعا عليها، وأتى شخص ما وسألك عنها، هنا ستربك نفسك وتتضاءل قناعتك بالمسألة، لذلك فإن البحث المعمق والدراسة هما اللذان يبعدان عنك هذا الإرباك النفسي... وعليه، فقد استعنا بالكاتب السوري المسيحي أنطوان بارا، لنستفيد من تجربته، فهو شخص نظر في قضية الإمام الحسين (ع) وربطها بالفكر المسيحي... وعندما جلسنا إليه وتحدثنا عن فهمه لطبيعة الرسالة الحسينية، وأين وجد التقارب بين هذه الرسالة ورسالة المسيح (ع)، كوّنّا بل أضفنا إلى تصورنا الكثير مما ساهم في تقديم فكرة مسرحية «قنسرين».
وعن الرؤية الجديدة التي يقدمونها من خلال هذا العمل، قال الصفار: نحن من خلال هذا المشروع نهدف إلى الإبحار في فكر الإمام الحسين (ع)، وأن لا نتوقف عند مسألة سرد واقعة الطف، بل نأتي بما ترتب على هذه الواقعة، فقضية الإمام الحسين (ع) لم تتوقف عند استشهاده، بل هي ممتدة حتى وقتنا الحاضر... والحديث عن الإمام الحسين (ع) فيه كثير من الرسائل، فجوهر خروج الحسين بن علي من المدينة لم يكن إحداث إنقلاب ما في الخلافة، وإنما كان بقصد الإصلاح في الأمة، ومن هنا يأتي التلاقي بين رسالته السامية الإصلاحية المظللة بالسلام والمحبة، ورسالة السيد المسيح (ع)، التي سنوضحها في المسرحية من خلال مكنون شخصية الراهب، إذ سيشكل التقاء لصورتين متشابهتين على رغم أن إحداها مسلمة والأخرى مسيحية.
وأعرب الصفار عن أمله بأن يتطور هذا المشروع الذي بدأوه إلى أكبر من مسرحية، وأن يناقش على أكثر من جهة، فهو مشروع ثقافي ممتاز جدا. وأبدى أسفه لضعف إنتاج مثل هذه الأعمال الثقافية، متمنيا أن تلقى هذه المسرحية التفاعل المناسب، وأن تنقل إلى أكبر شريحة من المجتمع سواء داخل أو خارج مملكة البحرين.
الاستعدادات على قدم وساق
ومن جانبه، تحدث الإداري والممثل علي عبدالحسين عن استعداداتهم للمسرحية بقوله: الاستعدادات جارية على قدم وساق، بل هي في أوجها وذروتها، على اعتبار أن موعد العرض بات وشيكا جدا، إذ إن الاستعدادات الإدارية والتنظيمية، كتجهيز قاعة العرض وترتيبها وتنظيمها والأمور الأخرى كالتسويق، قد شارفت على الانتهاء. أما بالنسبة إلى الاستعدادات الفنية من حيث التدريب على الأداء التمثيلي فهو جارٍ بشكل مكثف، وأما التجهيزات الفنية الخاصة بالعرض فهي في طور التجهيز.
وعن توقعاته بنجاح العمل، قال: بحسب المعطيات والمؤشرات الأولية التي نراها من الكم الكبير من الاتصالات والإقبال على شراء التذاكر، واهتمام المواقع والمنتديات الإلكترونية ومختلف الجهات الإعلامية بالعمل، إضافة إلى الحماس الكبير والمثابرة من قبل الممثلين والطاقم الفني والإداري، ولا يمكن في هذا المقام إغفال المجهود الكبير الذي يبذله المخرج بالإضافة إلى المؤلف، فإن توقعاتنا هي أن النجاح سيكون حليفنا بإذنه تعالى، وما نسعى إليه حاليا هو النجاح غير المسبوق، ونسأل الله التوفيق لذلك.
وأشار علي عبدالحسين إلى أن إيمانه بنجاح العمل يتمثل في ردود الفعل الإيجابية التي جاءت بناء على الحملة الإعلامية للمسرحية، فقد فاقت الحملة التوقعات، بل وفاجأت الجميع من حيث الحجم والانتشار والنوعية أيضا، مضيفا: الجدير بالإشارة هنا أن بعض المهتمين بالشأن المسرحي في البحرين قد صرح لنا بأنه لم يسبق أن شاهد حملة إعلامية لأي إنتاج محلي بهذه الكيفية.
علي عبدالحسين في دور «الراهب»
أما عند دوره في المسرحية فقال علي عبدالحسين: حتى لا أتجاوز الخطة الإعلامية للعمل وأكشف لغز «قنسرين» لحين العرض، فأتا أجسد دور راهب تعامل مع قضية الإمام الحسين (ع) بحادثة تاريخية وقعت آنذاك، وذلك في سياق درامي وتحليل تاريخي متميز وجميل، وهنا أحب أن أشيد بمساهمة المخرج مع الممثل في فهم الشخصية والوصول إلى أفضل أداء ممكن للدور.
طه حسين يرفض كشف دوره
أما الممثل طه حسين فقد رفض الكشف عن اسم الشخصية التي سيقوم بتجسيدها، مكتفيا بالقول إنها شخصية أساسية في العمل، واصفا الدور بأنه تاريخي ومهم ومؤثر جدا في قضية الإمام الحسين (ع). وأشار حسين إلى أنه شارك في مسرحيات عاشورائية سابقة مثل «الملحمة الخالدة» بجزئيها الأول والثاني، كذلك مسرحية «سبي الحقيقة»، إلا أنه متخوف قليلا من أداء هذه الشخصية لأنها حساسة جدا، وخصوصا أنه في أعماله السابقة، لم يكن يؤدي إلا الأدوار الشريرة التي كانت معادية للإمام الحسين (ع)، بينما سيؤدي في «قنسرين» شخصية طيبة وحكيمة، وهذا بحد ذاته يشكل اضطرابا نفسيا لديه.
وأعرب طه حسين عن إعجابه بالنص المسرحي، إذ قال: فكرة المسرحية جميلة جدا، فهي تحمل تلاقحا عجيبا بين قصة المسيح (ع) وقصة الحسين (ع)، إذ إن عيسى بن مريم قد وقف في وجه الباطل المتمثل في علماء اليهود الذين أرادوا تحريف الأمة عن مسارها، كذلك فعل سيد الشهداء، حيث إنه لم يخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرج لطلب الإصلاح في أمة جده (ص).
ومن جهة أخرى، توقع طه حسين أن يكون الإقبال على المسرحية ممتازا جدا، وقال: «هذا العام نتوقع أن يكون الإقبال بشكل أكبر، فقد تعبنا كثيرا، وهنا أقصد الجميع من ممثلين ومخرج وفنيين وإداريين، وبما أننا قمنا بجهد استثنائي فنرجو أن يكون الإقبال على العمل استثنائيا أيضا».
جعفر إسلامي... نصر الخزاعي
أما زميل طه حسين، الممثل جعفر إسلامي، فقد كشف عن دوره في العمل قائلا: أنا أجسد في هذا العمل المسرحي العاشورائي شخصية نصر الخزاعي، الثائر الذي يهدف إلى استعادة رأس الإمام الحسين (ع) وجميع رؤوس القتلى.
وأشار إسلامي إلى أن «قنسرين» تحمل هدفين: الأول تاريخي، فالمسرحية تستهدف تسليط الضوء على هذه المفردة، باعتبار أن هناك حادثة مؤثرة وقعت بين الراهب وشمر بن ذي الجوشن في تلك المنطقة. أما الهدف الثاني فهو رسالي، إذ نرغب في تسليط الضوء على العزة والإباء والكرامة التي تدفع رجلا شريفا إلى أن يضحي بنفسه في سبيل استعادة رأس الحسين (ع)، كونه يمثل تلك المبادئ التي يتسم هو بها، وهي العزة والإباء والكرامة.
وأضاف إسلامي: نحن نستهدف - وعلى مستوى البحرين - إيجاد جسر يتلاقى من خلاله الدين الإسلامي بالمسيحي، وذلك عبر دور الثائر المتمثل في نصر الخزاعي، ودور الراهب الذي سُرَّ بالحديث مع رأس الحسين.
وعن توقعاته بنجاح هذا العمل، قال إسلامي: الحضور هذا العام سيكون مميزا إن شاء الله، وذلك لعدة أسباب، من بينها الجهد الذي بذله الشباب طوال هذا العام، فهم فعلا يستحقون المكافأة. كذلك فإن الحملة الإعلامية كانت متدرجة، وكانت أفضل الحملات الإعلامية هذا العام، إذ تدرج الشباب وحققوا ما كانوا يصبون إليه من إثارة الرأي العام بالإعلان الأولي الذي كان يشوبه «الغموض».
ضعف التمويل للأعمال الإسلامية
ومن جهة أخرى، شكا جعفر إسلامي من ضعف التمويل للأعمال الإسلامية، مشيرا إلى أنه إذا توافرت الموازنة المناسبة للعمل فإن بقية المشكلات ستحل بشكل تلقائي. كما شكا إسلامي من صعوبة وجود ممثلين يحملون شهادات أكاديمية في التمثيل، ملفتا إلى أن المخرج يبذل جهدا كبيرا لمساعدة الممثلين غير الأكاديميين في تقمص الشخصية الموكلة إليهم بالشكل المطلوب.
كما في الدنيا... وإن وجد الشر، لابد من وجود الخير، فبعد حديثنا إلى الشخصيات الرئيسية التي تمثل جانب الخير في مسرحية «قنسرين» كان لنا هذا الحديث أيضا مع شخصيتين تمثلان جانب الشر، ويؤديهما كل من الفنان صلاح خليل والممثل سيد صادق:
العدد 2332 - الجمعة 23 يناير 2009م الموافق 26 محرم 1430هـ
الحسين خالدآ
الحسين خالدآ وكل عمل مرتبط بالحسين يكون خالدآ
بشرط ان يكون العمل لآيتعارض مع اهداف الحسين عليه السلآم.
حليفك التوفيق انشاء الله بحق الحسين
يا اخ جعفر.