شخصيا لا أدري ما الذي يجعل المواطن العربي يزداد حقدا على الولايات المتحدة الأميركية وعلى شخص جورج بوش كلما قام الجيش الإسرائيلي بأوامر ارييل شارون بعمل يسيء إلى المواطن الفلسطيني ويزيد في مأساته.
فكلما قام الجيش الإسرائيلي باعتقال المزيد وكلما قام شارون بتحدياته المستفزة كلما انصبت لعنات أبناء الأمة العربية والإسلامية على الولايات المتحدة الأميركية حتى صار المرء يتساءل لماذا لا ينصب الغضب على الحكومة الإسرائيلية أولا ثم على الولايات المتحدة فيما بعد. أعتقد أن صديقي كان محقا حين طرح هذه الرؤية وتساءل لماذا؟ من الواضح أن الجواب يكمن في أنه لولا الدعم الأميركي اللامحدود وغض النظر عن كل ما تفعله «إسرائيل» وتحول الإدارة الأميركية برئاسة جورج بوش إلى مطية تركبها «إسرائيل» وتغطي الإدارة الأميركية كل طغيانها ومساوئها لما بلغت «إسرائيل» هذا المستوى وهذا الحد من التحدي. ولهذا يزداد المواطن العربي كراهية للولايات المتحدة كلما وجد الطغيان الإسرائيلي يزداد ضراوة وشراسة. إن المواطن العربي والمسلم في كل مكان متفقان أشد الاتفاق على عدة أمور أهمها: أنه لولا دعم الولايات المتحدة الأميركية لما تجرأ الفاشي شارون لبلوغه هذا الحد من التحدي للعالم ولكل حقوق الإنسان في فلسطين. ثم إن المواطن العربي ومعه المواطن المسلم صارا يكرهان إدارة بوش أكثر من أية إدارة سبقتها في الولايات المتحدة ولا أدري لماذا لم يعد المواطن العربي يثق بهذه الإدارة ويرى فيها أنها إدارة ظالمة تجاوزت كل الإدارات السابقة حقدا على العرب ووقفت من دون حياء أو خجل مع «إسرائيل» ضد شعب آمن اغتصبت أراضيه. ويجب الاعتراف بشجاعة شارون وجبن بوش حتى صار الإنسان يتساءل لماذا انحدر بوش إلى هذا المستوى؟ وهل يحق للولايات المتحدة أن تحظى بشرف رعاية السلام؟
العدد 350 - الخميس 21 أغسطس 2003م الموافق 22 جمادى الآخرة 1424هـ