العدد 350 - الخميس 21 أغسطس 2003م الموافق 22 جمادى الآخرة 1424هـ

قوات الاحتلال تخطط لتشكيل ميليشيا عراقية لملاحقة المقاومة

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

يدعو مسئولون أميركيون إلى الإسراع بتشكيل قوة دفاع مدنية عراقية من سبعة آلاف رجل خلال الأشهر القليلة المقبلة تكون مهمتها القيام بأعمال الدورية إلى جانب قوات الاحتلال في المناطق التي تشهد عمليات مقاومة واضطرابات ضد القوات الأميركية التي تسعى قيادتها إلى تقليل ظهورها للعيان في الكثير من المناطق العراقية.

وكانت أعمال المقاومة العراقية شهدت تصاعدا ملحوظا في الأسبوع الماضي الذي شهد تفجير أنابيب لنقل النفط وخط لجر مياه. وقال مسئول أميركي «هناك إجماع في الرأي آخذ في التبلور بشأن فكرة ترى أن هذه القوات ينبغي أن تنخرط في القيام بأعمال دوريات هجومية».

وستقوم هذه الوحدات التي ستكون على شاكلة «ميليشيات مسلحة» بعمليات مستقلة عن القوات الأميركية ما يطلق يد القوات للقيام بمهمات أخرى مثل حراسة خطوط أنابيب النفط وغيرها من البنى التحتية المعزولة وتحتاج إلى قوة ذات تكنولوجيا متقدمة.

ويعزو مسئولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خطوة تشكيل ميليشيات عراقية مرتبطة بقوات الاحتلال إلى إدراك «البنتاغون» بعدم امتلاك الولايات المتحدة قوات كافية لحماية كل البنى التحتية العراقية الرئيسية وملاحقة عناصر المقاومة. هذه الخطوة تأتي على رغم وجود نحو 35 ألفا من قوات الاحتلال يقومون بدوريات منتظمة في بغداد لوحدها. ويقول مسئول عسكري: «إن قواتنا منتشرة انتشارا خفيفا وتقوم بحراسة البنى التحتية العراقية وتقوم بأعمال الدورية وحراسة القواعد الأميركية».

ويقول مسئولون في «البنتاغون» إنه لا توجد أية خطط لزيادة حجم القوة العسكرية الأميركية في العراق وان القادة الميدانيين لم يضغطوا على إدارة جورج بوش من أجل إرسال مزيد من القوات إلى العراق إذ يوجد فيه نحو 160 ألف جندي.

وضمن الخطة الأميركية ستقوم قوات الميليشيا أيضا بالتقليل من ظهور قوات الاحتلال في بغداد. وفي الوقت الذي يحل فيه العراقيون محل القوات الأميركية في أعمال الدوريات في مدن العراق، يأمل العسكريون أن ينظر إلى الهجمات المستمرة ضد البنى التحتية على اعتبار أنها اعتداءات على الشعب وليست هجمات على المحتلين. وقال مسئول أميركي: «إننا لا نستطيع حماية كل بوصة من أنابيب النفط في بلاد بحجم العراق، وإن علينا أن نغير السلوك وإيجاد بيئة، إذ ينـظر إلى هذه الهجمات على أنها غير مقبولة».

وإزاء تصاعد الهجمات ضد مواقع تنتشر فيها قوات الاحتلال، وعلى سبيل المثال سجن أبوغريب وفي حي الكرادة وسط بغداد الذي معظم سكانه من العراقيين الشيعة، كان يتعين على قوات الاحتلال أن تتعامل مع اضطراب متزايد بين العراقيين الشيعة الذين اتخذوا موقفا حذرا في البداية بعدم شن هجمات ضد القوات الأميركية والبريطانية. ونقلت صحيفة «وول ستيرت جورنال» عن الرائد سكوت سوسامان وهو ضابط عمليات لكتيبة مسئولة عن عدة أحياء في بغداد قوله: «إن الوضع سيئ حقا هناك، فالعراقيون مصابون بجنون الآن. وإن هذا يقلقني حقا».

ويرى مسئولون في «البنتاغون» في الميليشيا التي سيتم تشكيلها حلا سريعا. وستدرب القوات الأميركية في العراق هذه الوحدات التي ستضم أيضا جنودا عراقيين سابقين وضباط صف ممن ليست لهم أية روابط بنظام الرئيس السابق الذي أطاحت به قوات الاحتلال.

وإضافة إلى قوة الميليشيا المناهضة لقوات المقاومة العراقية، التي تنتهج أسلوب حرب العصابات، تقوم الولايات المتحدة بتدريب عراقيين آخرين لحراسة مواقعة ثابتة. ويوجد حاليا نحو ألف عراقي، كجزء من خطة أمنية في العراق، يحرسون 87 مبنى مهما.

ويأمل المسئولون الأميركيون مع مرور الوقت أن يكونوا قادرين على اجتذاب نحو عشرة آلاف إلى 12 ألف جندي من عدة دول أجنبية تقودهم دولة إسلامية لتأخذ مواقع الفرقة العسكرية الأميركية المحمولة جوا في شمال العراق في وقت مبكر من العام المقبل.

ويجري مسئولون أميركيون محادثات مع نحو 12 بلدا مهتما بإرسال قوات بحجم فرقة، ولكن مسئولين في «البنتاغون» يحذرون من أنه من بينها توجد فقط دولتان تمتلكان القدرة على الإشراف على قوة بحجم فرقة، هما باكستان وتركيا، غير أن المسئولين الباكستانيين يقولون بهدوء إنهم لا يستطيعون تأييد نشر قواتهم في العراق من دون تفويض من الأمم المتحدة، بينما لم يتضح موقف تركيا من هذه المسألة

العدد 350 - الخميس 21 أغسطس 2003م الموافق 22 جمادى الآخرة 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً