وحدث المحذور مرة أخرى بعد الكتابة عن الضحية الأولى في «ألبا» وحدث ذلك ضمن التساهل في عملية اتباع إجراءات السلامة، وهذا أيضا محسوب على تساهل الإدارة ضمن نطاق عملها ورقابتها ووفاة هذا الشاب بشكل بشع للغاية، شاب في مقتبل العمر لم يمر على زواجه إلا شهران.
في جنوب شرق آسيا هناك تقليد معروف لدى كبار المسئولين في بلدانها انه حين يحدث أي ضرر في إحدى المصالح العامة أو المؤسسات الحكومية كأن تسقط طائرة أو يموت أحد خصوصا إذا كان بسبب تساهل في أي جهاز، يخرج الوزير أو المسئول على شاشة التلفزيون وينحني أمام الشعب ويعتذر لهم ويتحمل المسئولية كلها معتبرا نفسه هو المسئول عما حدث فيستقيل من منصبه من دون تردد دامع العينين وآثار الكآبة مرسومة على وجهه.
قد يكون في ذلك جلد للذات للمسئولين لأنهم بعيدون عن المسئولية المباشرة لما حدث، لكن في الحقيقة هو تأكيد لمبدأ أن الراعي مسئول عن رعيته في كل صغيرة أو كبيرة تحدث إذ كان المفروض على أقل تقدير أن يتابع هذا الوزير على سبيل المثال لا الحصر أن من عينهم على دائرة الطيران التي سقطت إحدى طائراتها أن تكون أكثر وصاية ومتابعة من خلال جهازها الفني لكل خلل مسبق في الطائرة قبل طيرانها.
ويبدو أن التظاهرة التي حدثت يوم وفاة المرحوم في «ألبا» ومطالبتهم بزيادة عدد العاملين في المصهر لتقليل فترات العمل هو أحد الحلول.
فلماذا تساهلت الإدارة فيها وصارت تقلل عددهم، ويعني ذلك أن هناك حلولا موجودة لإيقاف عملية وقوع الضحايا، فلماذا التأخير في وضع حل لها؟
العدد 349 - الأربعاء 20 أغسطس 2003م الموافق 21 جمادى الآخرة 1424هـ