العدد 349 - الأربعاء 20 أغسطس 2003م الموافق 21 جمادى الآخرة 1424هـ

نربي الأمل

(1)

نربي الأمل... نخرج على شريعة الصلصال، ونحرس الأفق لنسقطه في لحظة غفلة... نتلصص على الضوء، وحين يأوي إلى ظله/ ظلامه، نعيده إلى سيرته الأولى... لا ندعي ملكية الأفق، ولكننا ندعي ملكية ما هو أكبر من ذلك، ندعي امكانية أن نكون أو لا نكون!

(2)

«الدوحة»... ثمّة جرح هناك... جرح بحجم الوحشة... ثمّة أحبة هناك ... أحبة اعتادوا أن يتركوا أحبتهم في مهبّ استفزاز لا يطيق أحد احتماله!

(3)

للبنّ رائحة أول الصباح... أول الشقاء... أول الانشغال... للبنّ رائحة الورطة... ورطة امتهان الضمادات، ومع ذلك عليك أن تظل منكسرا كي تتمكن من جبر الأمل!

(4)

لماذا يتحتم عليّ أن أكون عاري المشاعر كي يتمكن أحدهم من مواراة سوأته؟ لماذا يتحتم عليّ أن أنكسر حد النسيان كي يتمكن أحدهم من الحضور في صورة تدفعك إلى تأكيد غياب مر، وانتهاء أوله الخرافة؟

(5)

أملكُ قدرة هائلة على الكلام، ولكنني أتمنى لو تتاح لي فرصة أن أملك موهبة التريث والصمت!

(6)

هل لابد أن أنكسر كي أثبت أنني رهين هشاشتك؟ بدأت كتابة النص، ولكنني فوجئت بنهاية هي أول الدرس وآخر الكلام عن تاريخ لا ذاكرة له!

(7)

يستدرجونك الى المختلف... فيما هم نسخ مكرورة... نسخ تبعث على الموت والقرف والذهاب إلى حتف يليق بك، هذه المعضلة التي لا تجيد ترك بصمتها على قبر!

(8)

أعود إلى «الدوحة»... إلى «التوحّد» الذي لا يشبه شيئا... توحد يريد أن يقول لك: ثمّة لعبة في الكلمات «الدوحة» «الوحدة» ثم ماذا؟ ربما هو الإمعان في ارتكاب الوحشة!

(9)

غريب يتقمص رفاهية مقيم... مقيم يتقمص رفاهية غريب يشبه الدولار إلا قليلا! أبصق على الأشياء التي لا تريد أن تتحول إلى ضمائر... أبصق على الضمائر التي تصر على تقمص الثلج والأماكن الموحشة والمهجورة... الضمائر التي تذكرك بمحرقة النمرود وأجساد منذورة لهذه القيامة المبكرة!

(10)

هل لابد أن أنكسر كي أرمّم رخاوة الطين الذي يمتاز به مدّعو موهبة الصلب والرخام؟

(11)

سلام على امرأة تركتني رهين هواجسها... سلام على امرأة هي في الذروة من الغرور... سلام على امرأة غابرة... امرأة لم تكن... ومع ذلك تدّعي انها أول الحضور وآخر المساءلة!

(12)

تبّا للغة تؤكد أميتك... تبّا للغة تعيدك إلى أول الملامح... تبّا للغة تستلّك من نشيد يريد أن يقول للأرض: أنتِ أول الحضور... فسلام عليك قبل الغياب بدهشتين وذهول!

(13)

هل لابد أن أنكسر كي أثبت لك انني مخلوق من انتظار ووجع؟

(14)

ذهبت في يأسي، ففاجأني أملي بما لم أحتسبْهُ... لذلك فليذهب الأمل إلى يأسه... وليذهب اليأس إلى أمله!

(15)

هل لابد أن أذهب ممعنا في الغريب من الحضور كي أتمكن من تأكيد المألوف من الغياب؟

(16)

قاب قوسين أو أدنى من القلب... قاب قوسين أو أبعد من القريب الذي يشبه الروح ! ثم ماذا؟ فلتذهب إلى جحيم قريب يليق بك!

(17)

لم أكُ أشبه شيئا سوى المألوف من الوجل... سوى المألوف من الفاقة... سوى المألوف من الكيد... سوى المألوف من «فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون».

(18)

أصِلُ إلى الخراب الذي يشبه غباء مألوفا... أصل إلى الحكمة التي لا تدّعي انقاذ أغبياء العالم!

(19)

لماذا يتحتم عليّ أن أكون بليدا كي تتمكني من اكتشاف الفارق بين «الحرب» و«البحر»؟

(20)

للفضاء نكهة تذكر بالسقوط... للسقوط نكهة تذكر بمعراج غابر!

(21)

ثم ماذا؟ فليذهب كلٌّ إلى جحيمه... فليذهب كلٌّ إلى جنته الموصدة، ولكن جحيمي مشغول بتقمص حاضر الغلمان والمبثوث من النمارق!

(22)

موعود بالجارح... موعود بالجرح/ الوعد... موعود بالكيد وفيض من المؤامرات... موعود بظلك الذي يشبه الفتنة!

(23)

أقفُ مذهولا أمام هذا الانهيار الذي يذكرني بملك منفي إلى الحدود القصوى من رعيته!

(24)

آهٍ، لو أكشف لك سر أسرارك... لتحولت إلى شاهد ضريح امرأة رجمت حتى الحياة!

(25)

آمل منك أن تغدري... أن تمعني طعنا فيّ... أن تبعثي بي إلى جحيم يليق بك!

(26)

متيقن من أمرين: أنك رعونة تعيد هذا العالم إلى رزانته... وأنك رزانة تعيد هذا العالم إلى رعونته





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً