كما أن «الصلح سيد الأحكام»، فإن الوسطية والاعتدال في التعامل هي أفضل الحلول في غالبية الأحيان. وكم يرتاح الإنسان عندما تنتهي مشكلة من نوع مشكلة «سجن جو» - التي حبس الرأي العام أنفاسه على مدى أسبوعين وهو يتابع تطوراتها - بالطريقة الهادئة التي انتهى بها، على رغم الدعوات «الستالينية» التي انبرى يبشّر بها بعض الكتاب وهو ينفخ في كير «العنف»، مستشهدا بعمليات اقتحامٍ للشرطة في هذا البلد أو ذاك وقتل السجناء، وكأنها سنّة حميدة يريد للدولة أن تنتهجها وهي مرتاحة البال!

التعامل القائم على احترام انسانية الإنسان هو الذي يحق للمرء أن يفخر به، وهو ما سيسجّل للبحرين عندما ترتقي بممارساتها إلى ما هو أرفع من طريقة بلطجية نيويورك أو جندرمة البرازيل. ونحن لا نحتاج إلى استلهام التجارب السوداء عند الأمم الأخرى، خصوصا ان من تم الاستشهاد بهم ليسوا أهلا أصلا لتعليمنا طرق التعامل الحضاري. ولا حاجة لنا لنثبت ذلك ما دام من تعاليم ديننا العظيم وتوصياته الانسانية الرفق بالأسير وحسن معاملة السجين.

كلمة أخيرة: أتمنى مع انتهاء الأزمة بهذه الطريقة السلمية المريحة ألا يكون هناك دافع نفسي لتصفية الحساب او الانتقام من السجناء، وهو من الأمور التي تحدث عادة في «نيويورك» و«ساو باولو» في مثل هذه الظروف