الكثير يتحدث عن التوحّد، وقد أقيمت، لمعالجة هذا المرض، مراكز وجمعيات وتخصصات تتناول هذا المرض دراسة، كما تقوم بتأهيل ذوي المصاب به، فيا ترى ما هو مرض التوحد؟ تعرّف الدراسات المتعلقة بهذا المرض التوحد بأنه: إعاقة متعلقة بالنمو عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. وهي تنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي ما يؤثر على وظائف المخ، ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 1 من بين 500 شخص. وتزداد نسبة الإصابة بين الأولاد عن البنات بنسبة 4:1، ولا يرتبط هذا الاضطراب بأية عوامل عرقية، أو اجتماعية، إذ لم يثبت أن لعرق الشخص أو للطبقة الاجتماعية أو الحال التعليمية أو المالية للعائلة أية علاقة بالإصابة بالتوحد. وبلا أدنى شك إن هذا المرض يؤثر على النمو الطبيعي للمخ وكذلك يجد طفل التوحد صعوبة كبيرة في مهارة التواصل مع المجتمع communication skills.
ويذكر علماء بريطانيون أن عدد حالات التوحد أو كما يسمى (الانطواء الشديد) بين الأطفال يحتمل أن يكون ازداد أربع مرات في الآونة الأخيرة.
هذا ما توصلت إليه مجموعة من الباحثين في كلية كينج ومعهد ستافورد في بريطانيا في دراسة أجريت على خمسة عشر ألف طفل تتراوح أعمارهم بين الثانية والسادسة إذ وجد الباحثون أن نسبة الإصابة بين المجموعة وصلت إلى نحو سبع عشرة حالة في كل عشرة آلاف طفل، بينما تقدر الدراسات السابقة النسبة بست حالات للعدد نفسه من الأطفال ووجد الأطباء الاختصاصيون ، حتى أولئك الذين كانوا يعتقدون أن الدراسات السابقة تميل إلى إعطاء تقديرات غير عالية، أن التقديرات الجديدة عالية إلى درجة غير متوقعة.
ويعتبر مرض التوحد من الإعاقات التي تؤثر على تطور القدرات العقلية عند الأطفال وطريقة تواصلهم مع الآخرين، ولا يستطيع الأشخاص المصابون إقامة علاقات ذات مغزى مع الآخرين ويعجزون أيضا عن فهم العالم حولهم، وبينت الدراسة الجديدة أيضا أن عدد حالات مرضية مشابهة، التي لا تخضع لعملية التشخيص الصارمة نفسها المتبعة في تشخيص مرضى التوحد، وصلت إلى نسبة ست وأربعين في كل عشرة آلاف طفل ومن بين هذه الحالات حالة آسبيرجيس التي يظهر المصابون بها تصرفات شبيهة بمرضى التوحد، لكن يملكون قدرات لغوية متطورة، وحالة رييت التي يفقد المصابون بها قدراتهم على المشي والكلام تدريجيا. ويعترف تقرير نشر في مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن قصورا في المنهج الذي اتبعته الدراسة حال دون التوصل إلى نتيجة مفادها أن الحالات المذكورة التي تم بحثها ازدادت فعلا، ولكنه أضاف أن من الضروري إجراء اختبارات دقيقة أخرى.
غياب مركز معلومات
وقال الناطق باسم جمعية مرضى التوحد البريطانية ديفيد بوتر إنه من الصعب تسجيل إحصاءات دقيقة لمرضى التوحد لعدم وجود مركز معلومات مركزي. وأضاف: إن الاعتقاد السائد حاليا هو أن حالات مرض التوحد في زيادة والسبب وراء ذلك قد يكون تحسن طرق التشخيص.
وقال إنه في حال ثبوت الزيادة سيتعين على السلطات المحلية أخذها في الاعتبار عندما تضع خططها المستقبلية في العناية بمرضى التوحد.
وقالت العالمة الأميركية في جامعة روتشيستر للطب في نيويورك سوزان هايمان: إن نتائج الدراسة الجديدة تسلط الضوء على ضرورة تحسين طرق التشخيص المبكر عند الأطفال.
وقالت هايمان إن الدلائل تشير إلى أن إخضاع الأطفال الصغار المصابين بالمرض للتدريبات التعليمية والسلوكية يمكن أن يحسن من تطورهم وتصرفاتهم
العدد 347 - الإثنين 18 أغسطس 2003م الموافق 19 جمادى الآخرة 1424هـ