هل كتب على مهندسات الكيمياء العاطلات أن يبقين عاطلات مدى الحياة؟
سؤال يحتاج إلى اجابة واضحة بعيدا عن التصريحات في الصحافة. هؤلاء المهندسات قمن بطرق أبواب أكثر الوزارات، وقامت بعض الوزارات بوعدهن وعودا عسلية جميلة إلا أنها سرعان ما تلاشت في الهواء.
هؤلاء مجموعة من مهندسات الكيمياء العاطلات تجاوز عددهن العشرين مهندسة وهن مازلن جالسات في البيوت أو بالأحرى مازلن يطرقن أبواب القطاعين الخاص والعام ولا من مجيب.
تقول إحدى هؤلاء المهندسات إن وزارة العمل ردت عليهن بإجابات محبطة؛ إذ قال لهن أحد المسئولين: «أنتن عاطلات وهذا مما ليس فيه شك، وفرصة توظيفكن لا تتجاوز الـ 10 في المئة إلا إذا قبلتن تغيير تخصصكن». للأسف إن أسلوب تغيير التخصصات وفرضه ثقافة وسياسة بدأت تسير عليه أكثر من وزارة فالطالب يدرس 5 أو 6 سنوات في تخصص... وإذا به يفاجأ بالمطالبة بتغيير تخصصه كما في وزارة التربية عندما طالبت خريجات اللغة العربية (وبعضهن مبتعثات من قبلها) بتغيير تخصصهن إلى نظام الفصل... إما القبول بذلك وإما البقاء على قائمة البطالة.
هنا أجابت هؤلاء المهندسات على وزارة العمل بالآتي: هل من العدل أن نستبدل تخصصنا الذي أمضينا فيه 5 سنوات لنغيره في بدورة لمدة 6 أشهر؟
«وذلك بقبولهن الانخراط في دورات في مجال التأمين في احد المعاهد لمدة 6 أشهر وبذلك تكون فرص عملهن أكبر!» بمعنى آخر يخسرن شهادة بكالوريوس جامعة البحرين ليقبلن شهادة دبلوم. «بعض هؤلاء المهندسات مضى على تخرجهن عشر سنوات وبعضهن مضت على تخرجهن سنتان وعلى رغم ذلك مازلن عاطلات».
طبعا هؤلاء التجأن إلى كل القنوات والمؤسسات التي ربما تصنع لهن ضوءا في نهاية النفق؛ إذ قمن بعرض مشكلتهن على أكثر من وزارة وعلى الصحافة وعلى مركز البحرين لحقوق الانسان وعلى رغم الجهود مازلن عاطلات تدور بهن الوزارات. بالأمس القريب قمت بطرح أعداد العاطلين من المهندسين وأيضا أعداد من خريجات الخدمة الاجتماعية والحاسوب والجغرافيا التطبيقية واليوم ها نحن نتكلم عن مهندسات الكيمياء العاطلات والقائمة تطول وبدلا من أن نرى علاجا لمثل هذه المشكلات سنرى تصريحات تحاكم النيات لتقول «إن وراء الطرح أهدافا سياسية» كما جاء تصريح وزير العمل.
هؤلاء العاطلون أحق بالعمل من أي أجنبي وليست في ذلك مزايدة. أما بالنسبة إلى المهندسين والأسماء التي جمعت فلها قصص مأسوية أخرى سنذكرها لاحقا.
نتمنى على مركز البحرين للدراسات أن يخرج علينا بدراسة علمية لسر تكدس العاطلين من التخصصات المهمة إذ إن دراسة مثل هذه القضايا أهم بكثير من الحديث عن «لا تكن لينا فتعصر»... وما إلى ذلك، إذ نحتاج إلى معرفة الأسباب الرئيسية في بقاء خريجات هذه الأقسام عاطلات. فهل يوفق المركز أم تعطى الدراسة إلى مراكز أخرى؟
حقيقة... المهندسات العاطلات يحتجن إلى وقفة جريئة من مؤسسات المجتمع المدني
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 346 - الأحد 17 أغسطس 2003م الموافق 18 جمادى الآخرة 1424هـ