يحذر خبراء من أن الدول العربية في مجملها ستكون من أكثر المناطق في العالم معاناة من نقص المياه. فالمياه الجوفية في تناقص مستمر لمتغيرات جيولوجية، والاعتماد على تحلية المياه في ازدياد مستمر ويفوق التعويل على المصادر الأخرى (مثال: نحو 60 في المئة من المياه في البحرين محلاة).
ولا يقف الأمر عند هذا الحد. فليست الطبيعة وحدها هي التي تفرض هذا التغيير، بل أن الأمة العربية لها من يحاربها في هذه المياه المتناقصة. فالصهاينة لم يكتفوا بمحاربة الفلسطينيين (مائيا) في أراضيهم، فامتدت حربهم المائية إلى منازعة اللبنانيين، والسوريين، بل وحتى ما أعلن عن تحالفهم مع أثيوبيا في إفريقيا التي تمر من خلالها مياه النيل قبل وصولها إلى السودان من أجل تقتير المياه على السودان ومصر لتكسب مواقف سياسية واقتصادية منهما.
بل أكثر من ذلك. فقد حذر الخبراء والباحثون أن حروب المياه ستزداد في المستقبل وربما ازدادت العداوات بين الدول بشأن مصادر المياه كما كانت الأمم السابقة من قبل.
ولكن كل ما سبق ذكره لم يقنع الدول العربية بأهمية التحرك وإيجاد الحلول لمشكلات نقص المياه لديها. فغاب التنسيق بين العواصم العربية وانتفت الأنشطة حتى على المستوى الفردي من أجل تدارك هذه المشكلة المتزايدة.
تستضيف البحرين في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل مؤتمرا بشأن المياه تشارك فيه 20 دولة، وما على القارئ الكريم إلا أن يلقي نظرة على التقرير المرفق على هذه الصفحة ليعرف نسبة مشاركة الدول العربية في هذا المؤتمر. فهل تشهد الأيام المقبلة زيادة المشاركين العرب؟ نرجو ذلك
العدد 345 - السبت 16 أغسطس 2003م الموافق 17 جمادى الآخرة 1424هـ