الآن وقد اتفقت الارادة الشعبية على الاحتفال بعيد الاستقلال في يومه الحقيقي وهو 14 أغسطس/آب، فإن المنتظر من الجهة الرسمية أن تعيد النظر في الوضع الحالي، والذي يقضي بالاحتفال به في 16 ديسمبر/ كانون الأول، وان تستجيب للارادة الشعبية وتصحح الوضع القائم.
فالمعروف ان كل دول العالم بما فيها الدول الخليجية تحتفل بذكرى استقلالها وبيومها الوطني في اليوم نفسه الذي حصلت فيه الدولة على الاستقلال، وجرى فيه تغير وضع الدولة المعنية من مستعمرة تابعة إلى دولة مستقلة كاملة السيادة على اراضيها وثرواتها وعلاقاتها الدولية، ومن دولة محمية بقوات اجنبية إلى دولة تعتمد على قواتها الخاصة وسواعد ابنائها في الدفاع عنها... ومن دولة غير معترف بها دوليا، ومن قبل الدول الاخرى، وليست لها سياسة خارجية، ولا مواثيق واتفاقات الا ما يتفق وسياسة المستعمر، إلى دولة لها حضور دولي وعلى قدم المساواة مع الدول الاخرى الكبيرة والصغيرة، ولها صوت مسموع لدى كل هذه الدول.
تلك هي المعاني التي يحملها يوم الاستقلال، والتي تتجسد فيه من دون غيره من الايام، والتي لا يمكن ان تنقل الى يوم آخر سواء كان قريبا او بعيدا عنه، ومهما كانت اهمية ومكانة ذلك اليوم البديل في نفوس ابناء الشعب، ومهما كانت الاسباب والاعذار والمبررات التي استند عليها لتنفيذ ترحيل عيد الاستقلال من يوم حدوثه الحقيقي وقراءة بيان اعلانه، إلى يوم آخر ربما الطقس فيه اكثر اعتدالا او برودة، وربما يرتبط بعيد وطني آخر.
فيوم الاستقلال هو ايضا يوم التحرر من اغلال المستعمر او المحتل، ومن اذلاله وهمينة قواته، ومن تحكمه في تسيير كل مقدرات الشعب والدولة، وانه في حال كل الدول التي نالت استقلالها بما فيها البحرين، فإن هذا الاستقلال هو نتيجة لنضال طويل وحركات وطنية متعاقبة، وجهود وتضحيات مضنية سلمية ودموية، وانه عندما تقرر الدولة المحتلة او المستعمرة تخليها عن ذلك الاحتلال، وانسحابها، فإنها بذلك ترضخ لإرادة الشعب الذي رفض احتلالها، واظهر رفضه هذا عبر موجات من النضال الوطني، والتضحيات... وبالتالي فيوم او عيد الاستقلال هو عبارة عن مجموعة من المشاعر، ومن الذكريات السلبية والايجابية، والتطلعات والامنيات، والارتباط بالارض وبالوطن، والمطالبة بالحقوق، تتأجج كلها في يوم واحد
العدد 344 - الجمعة 15 أغسطس 2003م الموافق 16 جمادى الآخرة 1424هـ