لا أدري في أية حالٍ نفسية أطلق رئيس الوزراء الفلسطيني (المدعوم أميركيا) يوم أمس تصريحه بنشوب حرب عالمية رابعة! هل كان في حالٍ من الانتعاش النفسي نتيجة ما حققه من إنجازات عظيمة لشعبه المذبوح، أم كان تحت حالٍ من التجلي الروحي، أم انه تجاوز دوره في تنفيذ أماني بوش وإملاءات شارون في قمع الحركات المقاومة الشريفة في الأرض المحتلة... إلى القيام بدور قارئة الفنجان! مع ان الوضع الفلسطيني الذي نتابعه ونتشرّب همّه مع كل نشرة أخبار لم يعد فيه لغز غامض ولا يحتاج إلى غجرية تقرأ الفنجان.
لكن التصريح العجيب يوقفنا على كيفية تفكير هذه الطبقة الفلسطينية الحاكمة التي تكلّست في مقاعدها، فما تستطيع فكاكا من الاستمرار في الطريق المسدود، تمشي مغمضة العينين وتقود شعبها من تيهٍ إلى تيه، ومن سرابٍ إلى سراب.
سياسيا، لو عرضت هذا التصريح الساذج للنقد فانه يتبخر عند اول ومضة من التفكير، فأية حرب هذه، ومن الذي سيفجّرها؟ أبومازن الذي يهدد بقمع مناضلي الشعب الفلسطيني العظيم؟ أم سلفه ابوعمار الذي قدم من التنازلات حتى فرغت الجعبة فما عاد لديه مزيد؟
ثوار الشعوب الأخرى يموتون قريري العين، ونحن ننام على «أشباه ثوار»، أو ثوار متقاعدين همهم الاوحد البقاء على كراسٍ من عظام
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 343 - الخميس 14 أغسطس 2003م الموافق 15 جمادى الآخرة 1424هـ