منذ سنوات ليست قليلة اعتمد عدد من دول العالم ومنها ايسلندا تحديدا سياسة تحويل الظواهر الطبيعية إلى منتجات وخدمات مفيدة تخدم مجتمعها في شتى النواحي.
فمن خلال هذه السياسة استطاعت الحكومة الايسلندية اليوم أن تحول بلدها إلى إحدى الدول المصدرة للطماطم في العالم... كل هذا بسبب عدم استسلامها لطبيعتها وتعاملها معها بذكاء لتحقيق هذا المنتج الذي لا يزرع إلا في البلدان الحارة في الواقع.
لقد استخدمت ايسلندا بحيراتها البركانية المنتشرة في أرجاء أراضيها الباردة من خلال مد أنابيب داخل بيوت زجاجية تعرف في العادة بـ «البيوت الخضراء» لتوصيل مياه البحيرات الحار إلى منازل مواطنيها لأغراض مختلفة كالتدفئة، كون الطقس في ايسلندا معروفا ببرودته القارسة وبهذه الأنابيب التي توصل مياه البراكين إلى منازل الايسلنديين تمت زراعة خضراوات البلدان الحارة، ومنها الطماطم لسد احتياجات هذا البلد البارد محليا ومن ثم تصديره لأوروبا كون ان هذا المنتج مرغوب بكثرة.
إن شهرة الطماطم الايسلندي حاليا ترجع إلى سياسة الدولة الحسنة وحسن استخدام مواردها المتوافرة على أراضيها... وهو ما يدفعنا للدعوة إلى تطبيق مثل هذه السياسة في بلدنا البحرين من حيث دراسة الظواهر الطبيعية لدينا مثل المياه المالحة والطقس الحار والرطوبة... إلخ.
فبدلا من الشكوى والبكاء يمكننا تطوير امكانات البحرين ودول عربية أخرى عبر نشر تكنولوجيا الطاقة الشمسية مثلا وتوسيع استخدامها فوق المنازل لتخفيف الضغط على انتاج الكهرباء الذي نعاني منه باستمرار.
كذلك لو تم تطوير استخدامات طاقة الرياح على السواحل فقد يخدم مشروعات مفيدة للمجتمع من دون إثقال لإنتاج الطاقة الحالية.
لو فكرنا مليا لوجدنا ان بإمكاننا استخدام أجوائنا ومواردنا لايجاد حلول لمشكلات البحرين ودول عربية أخرى بهدف سد الحاجة اليومية؛ فالبحرين يمكن أن تطبق ذلك لو أرادت بصورة جدية من خلال تبني البحوث وتخصيص موازنة لذلك.
هذا الشيء لا يخص بلدنا بل يشمل الدول العربية أيضا التي تتوافر فيها هي الأخرى موارد طبيعية أكبر من بلدنا الصغير... فالايسلنديون ليسوا أفضل منا ولا دوافعهم أكبر منا، ولكن لديهم سياسة حسنة وفهم واضح لما يمتلكون من موارد الطبيعة وما يودون الحصول عليه في حياتهم اليومية
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 343 - الخميس 14 أغسطس 2003م الموافق 15 جمادى الآخرة 1424هـ