يتسم رجال الأعمال في البحرين بغياب التنسيق الصحيح بينهم فيما يخص المصلحة الواحدة. فكثير منهم رجال أعمال ناجحون وأذكياء حين يكون المطلوب اقتناص الفرص المفردة، أما حين يأتي دور المصلحة الجماعية فهم في غالبية الأحيان متقاعسون ولا يتخذون قرارات سريعة أو مواقف موحدة.

وكما يتم تفويت الفرص في الحصول على حصة مشاركة في مشروعات إعادة اعمار العراق، فلا نعرف إذا كانوا سيستغلون الوقت المقبل من أجل تهيئة الفرص فيما يتعلق بإقامة منطقة سوق حرة بين البحرين والولايات المتحدة.

فكما أن وزارة المالية لها دور في مفاوضات هذا المشروع، ولوزارة التجارة دور كذلك، فلرجال الأعمال أنفسهم دور مهم وحيوي يجب ألا يبخس، وهو ينقسم إلى دور المستشرف لمشروع المستقبل، ودور آخر لوضع أطر هذا المشروع بحسب المصلحة البحرينية.

يمثل التجار وأصحاب المصانع في المملكة غرفة تجارة وصناعة البحرين التي في إمكانها أن تأخذ بملاحظاتهم ومقترحاتهم ورغباتهم للجهات العليا. وعلى هذا فبإمكان التجار العمل لتنسيق اجتماعات «مكثفة» بين بعضهم بعضا في الغرفة ويطرحوا آرائهم في المشروع، وينظروا أين تكمن مصالحهم فيه وكيف يستغلون - بحق - اتفاقا كهذا، لا سيما أنه عند رفع الضرائب عن الصادرات البحرينية إلى الولايات المتحدة فرجل الأعمال البحريني سيستفيد كثيرا.

أما إذا ركن رجال الأعمال في البحرين إلى الكسل ومضت فترة الأشهر الثلاثة المقبلة من دون أن يعملوا شيئا، فالوقت سيكون متأخرا عليهم حين تبدأ المفاوضات وربما قصرت وجهة النظر الرسمية عن طرح آرائهم على الجانب الأميركي