الكثير من المثقفين والمهتمين بالأدب عربا وغير عرب يعتقدون اعتقادا جازما أن البحرين مظلومة ظلم الحسن والحسين. وفي السودان عندما يقال ان فلانا مظلوم ظلم الحسن والحسين فهذا يعني أن صاحبنا بلغ قمة درجات المظلومية، وهكذا هي البحرين. والمرء منا يتساءل بألم وحرقة: لماذا لا يعرف الناس في الكثير من الدول العربية في البحرين غير معلم أو معلمين على رغم أن البحرين على رغم صغر حجمها تزخر بالمعالم في الأدب وفي السياسة وسائر مناحي الإبداع.

منذ استقراري في البحرين وأنا على صلة دائمة بزملائي في ارض الله الواسعة من صحافيين ومبدعين. وكنت أحدثهم عن ثراء المكتبة البحرينية، وعن أصالة الشعر العربي في البحرين وتاريخه ومعالمه وفطاحله. وكان أصحابي هناك يبحثون في المكتبات الكبرى عن مؤلف بحريني فلا يجدون كتابا واحدا من إصدارات (مجلة الثقافة) أو ديوان شعر من عَلَم البحرين الكبير والوطن العربي (قاسم حداد) أو(علي عبدالله خليفة) أو كتاب لـ (مبارك الخاطر)، فإذا بالمصادفة تأتي بأحد الإخوة إلى البحرين عابرا لسويعات قليلة فذهبنا فورا - وحتى يتزود صديقي بأدب أهل البحرين - إلى المكتبة الوطنية في شارع المعارض بالمنامة، ولم تكتمل فرحتنا لأننا وجدنا المكتبة مغلقة إذ كانت الساعة حينها الواحدة والربع ظهرا، وكانت حسرتنا أنا و صديقي كبيرة لان المكتبة الوطنية - للأسف - هي المصدر الوحيد في البحرين الذي يمكن التزود منه، ولا توجد مكتبة داخل مطار البحرين حتى تلبي حاجة القارئ العابر أو الزائر من الكتب والإصدارات ذات الاهتمام والتي تعكس الوجه الحضاري للبلاد