ربما طارت الأنباء مساء أمس لتعلن بداية مرحلة جديدة نوعيا في ماراثون مفاوضات السلام السودانية في جولتها السابعة في منتجع نانبوكي بمرتفعات كينيا... ودعونا نتفاءل بأن تكون هذه الجولة الحاسمة في اتجاه إنهاء الصراع السياسي (السوداني - السوداني) الذي استمر لعشرين عاما الأخيرة من دون ان تلوح في الأفق بادرة مضيئة، ودفع السودان الى دورة حياة جديدة أكثر سلما وأمنا وبالتالي رخاء واستقرارا...
والتفاؤل مبعثه التحركات الدؤوبة والمكثفة التي سبقت هذه الجولة من المفاوضات التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا المعروفة (ايغاد) بدعم اقليمي دولي وإرهاصات وأحاديث سبقت الجولة آخرها اجتماع الرئيس البشير بالقوى المعارضة بمنزله في الخرطوم، وجولات قرنق بين أسمرة والقاهرة، واتساع المشاركة السياسية من القوى «المبعدة عن المفاوضات»، وتنامي الحرص على أطروحة السلام باعتبارها خيارا أوحد للفرقاء من السياسيين السودانيين وكل السودانيين.
أحاديث رئيس سكرتارية الايغاد لازوراس سيمبويو وخياراته بين تحمّل آلام الجراحة في هذه الجولة أو الموت ونغمة واشنطن الحادة بضرورة الوصول الى اتفاق في هذه الجولة يتجه نحو تكريس توازن القوى وليس المصالح، وربما يكون لكل ذلك انعكاسات سلبية على المفاوضات التي تجري جولاتها في كينيا من مشاكوس وناكورو الى نانبوكي في ماراثون طويل طويل.
و«من الضواحي وطرف المدائن» ينتظر السوادنيون انتصارا حقيقيا للإرادة السودانية الحرة باتجاه الخروج من النفق المظلم
العدد 339 - الأحد 10 أغسطس 2003م الموافق 11 جمادى الآخرة 1424هـ