مع اقتراب موعد اعلان الحكومة العراقية المؤقتة التي ستضم بحسب تصريحات الناطق باسم المجلس هوشيار زيباري 25 حقيبة وزارية، اتسعت دائرة الخلاف بين مراجع الشيعة على تحديد موقف واضح تجاه مجلس الحكم الانتقالي والاحتلال الاميركي والحكومة المزمع تشكيلها عن قريب.
فرئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية محمدباقر الحكيم واحد من المراجع الدينية المعترف بها في أوساط الشيعة أعلن تأييده للمجلس في خطبة الجمعة، وطالب الدول العربية والجامعة العربية والمنظمات الدولية بمساعدة الشعب العراقي ومجلس الحكم الانتقالي.
ويعتقد الحكيم ان على اعضاء المجلس ان يتخذوا المبادرة بتشكيل الوزارات سريعا وكذلك المؤسسات الاخرى، والبدء بالعمل الجدي وعدم الخوض في الجزئيات والهوامش، وتركيز الاهتمام على معالجة الامور التي تهدد وحدة العراق.
ويؤكد الحكيم ان المواجهة مع الاميركان حاليا ليست مطلوبة من العراقيين، وان امكان انهاء الاحتلال يأتي لاحقا من خلال استعادة المؤسسات المدنية والحكومية وتوفير المستلزمات كافة التي يحتاجها الشعب، وبعدها يطالَب الاميركان بالرحيل.
اما السيد مقتدى نجل المرجع محمدصادق الصدر والذي يتزعم تيارا واسعا من أنصاره الموزعين في بغداد والمحافظات الجنوبية، فقد شن حملة واسعة ضد مجلس الحكم الانتقالي معتبرا اياه صنيعة للاميركان، واعتبر الصدر كل من يتعاون مع المجلس عميلا للاحتلال.
وأثار هذا التعارض بين ابرز تيارين للشيعة في العراق حالا من الارباك بين العراقيين، إذ استقطب هذين التيارين المختلفين أعدادا ليست قليلة من شيعة العراق، الأمر الذي ترك انطباعا لدى المراقبين بأن احتمالات التصادم تتصاعد يوما بعد يوم، وربما سيعجل تشكيل الوزارات والحكومة المؤقتة بهذا التصادم، إذ سيشعر كل طرف من الاطراف المتصارعة على استقطاب الشارع العراق ان الوضع اصبح يقترب من لحظة الفرز وتوظيف الموقف شعبيا
العدد 338 - السبت 09 أغسطس 2003م الموافق 10 جمادى الآخرة 1424هـ