يعيش الفلسطينيون صراعا عمره أكثر من ستين عاما، يقاومون فيه أشرس قوة على وجه الأرض مدججة بالسلاح ومدعومة بلا حدود من الدول العظمى، كل يومياتهم عمليات وإعداد ومبارزة وتصدٍ، يسمع صغيرهم أصوات المدافع والصواريخ قبل كل شيء، ويتعرف على ثقافة الشهادة والتضحية والاستبسال والشرف والكرامة بعيدا عن الخوف والتردد والانبطاح.
الملفت في تاريخهم الطويل هذا أنهم لا يكثرون من الحديث عن كرامات وخوارق حدثت لهم في هذه المبارزة العظيمة بين الإسلام والصهيونية، ولم نألف منهم تجييرا لهذا الصمود الأسطوري باتجاه الكرامات والخوارق، لكننا حين نقرأ بعض الجرائد والمجلات والكتب المرتبطة بالحرب التي خاضها المجاهدون ضد الجيش الروسي في أفغانستان نرى العجب العجاب.
نعم تشير الكثير من قيادات المقاومة والتحدي في فلسطين إلى كرامة عظيمة منحها الله لشعب فلسطين، وهي كرامة الصبر والتحدي والاستقامة ضد العدو مع كل عنجهيته، وهي كرامة لا يختلف عليها حر من أحرار العالم.
أمامي الآن ملف كبير ومليء بالقصص والكرامات من أحداث الأرض الأفغانية في حربها السابقة ضد الروس، والتي لا يمكن للمرء إذا قرأها إلا أن يقفز صارخا ومكبرا لله سبحانه وتعالى على عظيم مننه ونصره للمجاهدين، أو يجفل متوقفا أمام الكثير من المنقولات والقصص والكرامات التي لا تخلو من دراما مثيرة وجاذبة، ومدغدغة للمشاعر والسواكن الروحية، دون أن ينكر أصل الصمود والاستبسال الذي حصل هناك.
ينقل الأستاذ سعود البلوي قصة سمعها في محاضرة تحت عنوان (الشباب بين فقه الطيور والجهاد) ذكر محاضرها فيها قصة المجاهد أبوزيد القمري، الذي دمّر دبابة روسية فتوجهت نحوه دبابة أخرى لكنه «وقف أمامها ووقفت أمامه، والرجل يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) ضربت الدبابة تلك الضربة التي لا يشك أحد أنها ستمزق أشلاءه، فإذ بها تمر بجانبه بردا وسلاما) جريدة الوطن السعودية 14/12/1429
وكتب الدكتور خالص جلبي مستنكرا (ومما أتذكر من قصص مجاهدي أفغانستان أن المقاتل كان يوجه البندقية فيأتي الملاك فيوجه سبطانة البارودة فينال مقتلا من الجندي الروسي، وأن كثيرا من دبابات الروس احترقت بنيران عجيبة كانت تخرج من بطن الأرض فكان الجنود الروس يهربون منها مذعورين يزعقون لرؤيتهم أشباحا تهجم عليهم.
ويومها خرج العزام ـ رحمة الله عليه ـ بكتاب في الخوارق عن كرامات المجاهدين الأفغان، التي حدثت في هذه الحرب المقدسة (عفوا الأميركية)، وأن الحمام كان يطير ويحمل البشرى للمجاهدين) الاقتصادية 14/3/1430.
ولدي قصاصات لبعض التحقيقات والمتابعات الصحافية الميدانية التي تقول إن بعض جثث المجاهدين التي تبقى لأيام كثيرة لعدم إمكانية الوصول إليها، تبقى محتفظة بتماسكها رغم صعوبة المناخ أحيانا إلى أن يتمكن المجاهدون من دفنها، حيث يشمون منها رائحة المسك والعنبر التي تفوح لمسافة بعيدة.
قلت في بداية المقال إن المرء إذا قرأ تلك القصص فإما أن يقفز صارخا ومكبرا لله سبحانه وتعالى على عظيم مننه ونصره للمجاهدين، أو يجفل متوقفا أمام الكثير من المنقولات والقصص والكرامات، لكني هنا أرى نفسي في موقف المتسائل.
هل أرض أفغانستان تحوي قبلة المسلمين الأولى، وهل هي أرض باركها الله كما بارك حول المسجد الأقصى «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»؟، ولو قلنا إن الأرض لا علاقة لها بتلك الكرامات، بل الكرامات من نصيب الصالحين والمؤمنين فهل تفتقر أرض فلسطين بمجاهديها لهذه النماذج الصالحة والمؤمنة؟ وإذا كانت الكرامات تثبيتا للمؤمنين أمام عدو همجي فهل كان الروس أشد كرها وعداوة للمسلمين من الصهاينة الذين قال الله تعالى عنهم «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَة لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ»؟
هل يمكننا القول إن تلك الكرامات أتت في سياق تجيير سياسي؟
وهل يمكن للكرامات أن تجير ضمن سياقات أخرى؟
للمقال صلة!
إقرأ أيضا لـ "الشيخ محمد الصفار"العدد 2656 - الأحد 13 ديسمبر 2009م الموافق 26 ذي الحجة 1430هـ
خالد الشامخ: رد علي المسمي العشق الالهي
هل يأتمر (صاحب الزمان) بحسن نصرالله؟
فيتوقف عن قتال الصهاينة عند خروجهم من لبنان ولا يستمر لتحرير فلسطين؟؟؟
الى رقم 5 والعشق الالهي
لعن الله الشاك مقولة لا اساس لها من الصحة والا اكثر الناس ملعونين الفقهاء لانهم اكثر الناس في مناقشة الرواية والتاكد من صحتها قبل القبول بها ,, اما بالنسبة لكتاب القصص العجيبة فهناك فقهاء يحرمون قراءة الكتاب , وفي هذا الكتاب قصة عن البحرين مضحكة فعلا ( غيمة توزع عيش على قرى البحرين في فترة الحرب العالمية الاولى ) كتاب مايصلح حتى فلم هندي (جنوساني)
حدار
حدار من خلط الامور فحزب الله شيئ و الجهال شيء اخر و الله ينصر من يشاء فليزن كل دي عقل الامور بميزان المراجحه فلا يعقل ان نضع حزب الله بمقرنه طالبان ولا الامير بمعاويه و الكاتب كان يقصد شيء و ما يتصيده الياءسين شيء اخر
الى الزائر 4
اقول اطلع منه لان مستواك (رياض الاطفال) هذا اذا فرضنه يبين من كلامك ان مو بس ماتأمن ماجاء فى المقال بل لا تأمن بالله ورسوله ايضا اقول لك لو تتحفنه بسكوتك احسن لان نوعك مفضوحين فى كل مكان نعرفكم زين من ريحتكم العنصريه وشعاركم الدائم (تفرقة المسلمين) ولكن هيات وهيات توصل لمرادك
روح بابا وراك حضانه روح تعلم وبعدين اكتب
العشق الإلهي في الصميم صراحة
أتمنى من سماحة الشيخ أن يفرد موضوعه القادم ليتطرق لهذه الكرامات و المعجزات. لو جماعتنا مرفوع عنهم القلم
أين كرامات الوعد الصادق؟؟
مقالك رائع يا شيخ .. فحقا هناك كرامات في بعض الحروب .. لكن لما لم تكتب عن كرامات الوعد الصادق ؟ والسيد حسن نصر الله البطل ""الله يحفظه"".. حيث خرج الصهاينة مذعورين مما رأوه في المعركة الى مستشفى الأمراض النفسية حيث كان الامام صاحب الزمان يقاتلهم فلا يرون الا سيفه .. كما اعترف الجنود الصهاينة بأنفسهم بذلك .. اللهم ارحمنا برحمتك يا كريم وانصرنا على أعدائنا ..
الشيعة عندهم حديث او مقولة عن احد الأئمة (رض)
لعن الله الشاك .. تقال لكل من يحاول التشكيك في الكرامات و المعجزات المروي عن حدوثها لأهل البيت (رض). و أنا أمامي الآن كتاب لكاتب ايراني مشهور اسمه السيد عبدالحسين دستغيب و اسم الكتاب القصص العجيبة ... وهي فعلا قصص عجيبة .. يروي الكتاب الكرامات و المعجزات التي حدثت لأهل البيت و شيعتهم و الموالين لهم! لا تعليق فقط: رمتني بدائها و انسلت!!!!
الله الرجال ميت قلبه على الفلسطينيين
بس على مين دموع التماسيح دي؟
تحياتي للمجاهدين الأفغان و المقاومة العراقية ضد الاحتلال الصهيوامريكوصفوي.
ههه
نعم, عندما تقف امام دبابة و تنفجر فانها تتحول الى غبار من النيتروجين السائل.
على شفى حفرة
يا شيخ كتاباتك دائما محترمة وانا من المتابعين لمقالاتك لانك تحمل فكر وسطي تنويري هذا ما اتضح لي من خلال ما اقرا في ما كتبت ,, (( كلامك صحيح ولاكنك تعلم بان الحروب التي خاضها حزب الله واخرها حرب تموز اُلفت كتب كثيرة تفوق ما سرته هنا ,, تتكلم عن ملائكة وجنود من السماء والامام الحجة (ع) يقاتل في الجنوبو الكثير وانت تعلم ذالك ,, فلا تزلق لشفى حفرة من الطائفية
صحيح !
فعلا ، فكل تلك الخزعبلات المروية ما هي الا تكتكات سياسية تخدم من ألفها و نشرها ..