اختتم منتدى «حوار المنامة» فعالياته أمس، دون ضجيج ولا مفاجأة غير متوقعة، إلا أنه نقل مشاعر دول الخليج وتحفظها إزاء تجاهلها من عملية المفاوضات بين مجموعة (5+1) وإيران مع ملفها النووي المثير للجدل إقليميا ودوليا.
وقد عبّر عن ذلك وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في إحدى جلسات المنتدى، موضحا أن فشل هذه المفاوضات يرجع لغياب دول المنطقة رغم أنها تتمتع بعلاقات جيدة بين كلا الطرفين، مشيرا إلى أنه بإمكان دول الخليج أن تقدم وجهات النظر التي تصب في صالح جميع الأطراف بمختلف النواحي.
المقترح البحريني ليس بجديد - بحسب الأوساط الدبلوماسية - التي نوّه بعضها إلى أنه تجاهل مقصود، وآخر يشير إلى التقليل من حجم دول المنظومة الخليجية، وفي كلتا الحالتين تصبح دول الخليج في موقف حرج في حال أي تحرك يقبل عليه المجتمع الدولي كموضوع فرض العقوبات على إيران.
المنتدى لم يأتِ بشيء جديد في دورته السادسة وخصوصا فيما يتعلق بالتصريحات الإيرانية التي تدور في الدائرة نفسها، إلا أنه نقل بكل تأكيد هواجس ومخاوف دول الخليج التي تريد أن تلعب دور الشريك في قضايا تخصها ولكن هذا قد لا يحدث ببساطة لأن هناك مصالح لا تتلاءم مع مشروعات استراتيجية بالمنطقة أو لا ترى في دولها شركاء مؤثرين وذلك وفقا لوجهات نظر معينة.
إن منطقة الخليج تشهد ومازالت الكثير من المتغيرات كما هي التقلبات السياسية، ولأنها منطقة مهمة من ناحية الطاقة والبعد الاستراتيجي فإن الانتقال من دول في طور النمو إلى دول طموحة تبحث عن أسلوب خاص لصورتها السياسية وحتى بالنسبة إلى آرائها يعد واحدا من التحديات المقبلة لهذه الدول، الراغبة في رسم صورة الشريك أي شريك حقيقي يشارك ويفاوض ويجادل سواء أدى ذلك بنتيجة أم لم يؤدِّ.
ولعلّ المقترح البحريني يعبّر عن ذلك التوجه والانتقال من مرحلة سياسية نامية إلى مرحلة سياسية متقدمة، لكن في كل الأحوال فإن عملية القبول والرفض ليست بيد القوى الكبرى بقدر ما هي بيد مصالح المجموعات التي تعمل داخل مواقع صنع القرار بالإدارة الأميركية.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2656 - الأحد 13 ديسمبر 2009م الموافق 26 ذي الحجة 1430هـ