اختتم المؤتمر الأمني الإقليمي «حوار المنامة» أعماله أمس بعد أن عقد عدة جلسات مغلقة وأخرى مفتوحة للصحافة... وقد عقب أحد الحضور أن المحتويات التي قيلت في الجلسات المفتوحة مكررة، لأنها متوافرة في وسائل الإعلام. ولكن المهم ما يجري في الجلسات المغلقة، وأهم من ذلك اللقاءات التي تتم خارج الجلسات كلها. وكان واضحا أن الأزمة اليمنية والوضع العراقي سيطرا على عدد من جلسات المؤتمر.

قائد القوات المركزية الأميركية ديفيد بترايوس أمسك بزمام الحديث في آخر جلسة، وتطرق إلى أمور عديدة، ولكن المهم أنه أشار إلى التوجه الجديد للسياسة الأميركية تحت رئاسة باراك أوباما، مؤكدا أن أميركا لا تسعى إلى إعادة هندسة خريطة الشرق الأوسط، وأنها تعمل مع الآخرين.

رئيس جهاز الأمن الوطني اليمني علي محمد الآنسي قال إن الفقر المدقع في اليمن سبب من أسباب الأزمة الحالية في اليمن، وطالب دول الخليج بفتح أسواق العمل لديها لتشغيل الأيدي العاملة اليمنية، والمساهمة من خلال ذلك في التخفيف من حدة الأزمة. ولكن من خلال قراءة التحليلات التي تطرق إليها الحضور فإن الوضع اليمني يبدو أكثر تعقيدا وأزمته قد تطول.

مستشار رئيس الوزراء العراقي صادق الركابي تحدث عن أن العراق مر بثلاث مراحل، الأولى بدأت منذ تأسيس الدولة في 1921 وحتى 1991، وخلالها كان العراق يبحث عن دور في المنطقة، ثم كانت الفترة من 1991 إلى 2003 وهي مرحلة احتواء العراق ومحاصرته، وبعد ذلك من 2003 حتى الآن وهي مرحلة شهدت تدخلا إقليميا في شئون العراق، والمرحلة التي يتطلع إليها العراق حاليا هي استعادة السيادة وإيقاف تدخل الآخرين وإقامة علاقة مع جميع دول الجوار قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأن العراق الديمقراطي الذي يتداول فيه أبناؤه السلطة دستوريا ليس خطرا على أي جهة، بل إنه خير للعراق وللمنطقة.

مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشئون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أكد ما قاله كل من الركابي وبترايوس أن الأوضاع في العراق تتجه إلى الاستقرار، وأن تنظيم «القاعدة» الذي فقد قدرته على التحرك كما كان في السابق يلجأ حاليا إلى أعمال إرهابية ذات صدى إعلامي. وأكد أن العراقيين بعد ثمانية شهور (وذلك في أغسطس/ آب 2010) سيتسلمون مهام حفظ الأمن في جميع المدن والمناطق العراقية بحسب الاتفاقية الأمنية المبرمة، وأن العام 2011 سيشهد خروج القوات الأميركية، وأن المستقبل الذي ينتظر العراق كبير وإيجابي على المستويين السياسي والاقتصادي.