يشهد مساء الخميس 17 ديسمبر/ كانون الأول الواجهة البحرية لكورنيش الملك فيصل وبرجي مركز البحرين للتجارة بانوراما هندسية ضوئية صوتية رائعة من خلال لوحة استعراضية تجسد أبعاد الحضارة في البحرين بدءا من زمن سحيق مغرق في القدم من عصور دلمون وتايلوس وأوال التي كانت تختلط فيها الحقائق بالأساطير، مرورا بعصر النهضة والبناء وحتى عصر المملكة الجديدة والإنجازات الوطنية الرائدة في ظل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في إطار الاحتفالات بالعيد الوطني المجيد والذكرى العاشرة لجلوس جلالته.
وعلى مدى 70 دقيقة سيترجم هذا المشهد التاريخي الذي يشارك فيه 150 استعراضيا محترفا مع مجموعة من شباب الجامعة، ويشرف عليه المخرج والمصمم العالمي وليد عوني بالتعاون مع اختصاصي عروض «الملتيديا» توما فرناندوز، وفريق عمل يضم 8 جنسيات مختلفة، سيترجم الهوية البحرينية على مدى هذه الحقب التاريخية المختلفة، من خلال تقنيات الجرافيكس الحديثة والوسائط المتعددة وفنون الإبهار التقني والحركات الاستعراضية.
ومنذ وصوله إلى البحرين في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي تنقل فرناندوز كثيرا بين المتاحف والمواقع الأثرية ليتمكن من تجسيد بصمة واضحة لما ينوي تقديمه في الاستعراض، وهو الذي يتمحور دوره في العمل حول كل ما يتعلق بالإضاءة والمشاهد وتصاميم الجرافيكس ويقول»كل عرض يحمل كيانه وتاريخه وزمانه، لقد عملت مع فريق العمل جاهدا على توفير البيئة المناسبة وأنا نفسي متشوق كثيرا لمشاهدة العمل في صورته النهائية، وأحاول دائما تقديم شيء يبهرني شخصيّا قبل الآخرين».
وأكد فرناندوز الذي عمل ممثلا مسرحيّا في بداية حياته ثم اتجه لتصميم عروض الملتيميديا مع نهاية السبعينات.
إن تعاونه مع وليد عوني سيمكن العمل من الخروج بشكل فني يرقى إلى التوقعات، وخاصة أن عوني يعتبر من كبار الكوريغرافيين العرب وهو من أبرز التجريبيين على مساحات الرقص وطوبوغرافية العرض والإيقاع أيضا منذ نهاية السبعينات.
وقال فرناندوز: «عملت مع وليد في 3 استعراضات سابقة، افتتاح مكتبة الاسكندرية، الأولمبياد العالمي واليوم الوطني في القاهرة، ما يمكننا من العمل معا بتناغم وإضافة البصمات اللازمة ليخرج العمل بصورته المطلوبة».
وعلى رغم خبرته الطويلة وتقديمه عشرات استعراضات الصوت والضوء في أماكن مختلفة في العالم، فإن هذا العمل كان بمثابة تحد جديد له، موضحا أن «هذه التجربة مختلفة تماما، حيث سيكون العرض على ستة أشرعة على المسرح المعد على الكورنيش إضافة إلى البرجين، وهذا كان بمثابة تحد، لذلك كان علينا الخروج بحلول تقنية لا توفرها لنا أنظمة التشغيل والأجهزة التقليدية، وبكثير من الجهد والتصميم تمكنا بالفعل من إيجاد حلول إبداعية ممتازة، ولذلك ففي هذا العمل سأجعل المبنى يتكلم»
العدد 2655 - السبت 12 ديسمبر 2009م الموافق 25 ذي الحجة 1430هـ