لا أجد أي تفسير منطقي وعقلي لما تعرض له العضو البلدي علي منصور من اعتداء على ممتلكاته وحرق جزء من منزلة وسيارته، خصوصا إذا ما علمنا أن العضو البلدي من أهالي قرية المالكية ومن العاملين على خدمتها، حتى لو اختلفنا على مستوى الخدمة التي يقدمها أو الآراء التي يحملها.
إلا أن تلك الآراء والمواقف تبقى حقا شخصيا له لا يمكن لأي منا أن يعاقبه عليها، وإلا فإننا سندخل في دائرة الاتهامات ذاتها التي نحملها دائما إلى السلطة التي اعتادت على محاسبة الكثيرين فقط لأنهم يحملون فكرا ورأيا يعارض توجهاتهم.
التبرير للعنف غير مقبول، ولعنف يولد العنف، وبالتالي أصبح العنف له سمات خاصة قد يراها البعض تبريرا، ولكن في حالة العضو البلدي علي منصور، فالسؤال يطرح نفسه، أي عنف بدأ به ليواجه بهذا العنف ر الذي كان سيودي بحياة عائلة كاملة لو لا مشيئة الله سبحانة وتعالى التي تدخلت، ومنعت كارثة إنسانية حقيقية.
ما تعرض له العضو البلدي، يكشف حقيقة واحد، قد لا يراها غيري، ولكن أصبحت مؤمن بها لدرجة كبيرة جدا، وهو أن ما حدث نتيجة تراكمية لما أسميه بـ«صراع القيادات» الذي أصبح ظاهرة علنية في مجتمعنا بشكل كبير، قد لا تراها القيادات نفسها، إلا أن جمهورهم يتلمسها من خلال تصريحاتهم وتعليقاتهم وخطبهم المختلفة، ويأخذها بكل أشكالها وتفسيراتها ويعكسها على أرض الواقع.
هذا الصراع الخفي للقيادات، ظاهر وعلني للجمهور، أصبح التصادم والتسقيط والتخوين سمة من سماته في حراكه السياسي، وفقا لنظرية الرئيس الأميركي السابق جورج بوش «إن لم تكن معي فأنت ضدي».
عندما يتحول المجتمع من متماسك موحد الصفوف إلى منقسم متصارع في ذاته، فإن حوادث العنف لن تتوقف أبدا، وسيتحول الحراك لمواجهات داخلية لن يقدر أحد السيطرة عليها، أو الحد من تفاقمها، ما دام هناك من يصب النار على الزيت دائما.
حادث المالكية أعطى درسا حقيقا لأهالي المالكية وعلمهم أن العنف لن يكون الحل للكثير من مشاكلهم، ولكن هذا الدرس تعلمته المالكية وحدها فقط، ولم يستفد منه المجتمع الباقي أبدا حتى تصل النار إلى رجله، فنحن في مجتمع قد لا يأخذ العبر ولا يتعلم من أخطاء الآخرين، لأن قياداتهم هي ذاتها لا تريد أن تتغير ولا تريد أن تتعلم من أخطائها أيضا.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2654 - الجمعة 11 ديسمبر 2009م الموافق 24 ذي الحجة 1430هـ
ردا على ولد سترة
نعم احنا ويش عندنا غير الوفاق اذ من المفترض هالحركات اللي يسونها من اعتصامات وكتابة على الجدران وحرق التايرات ان تكون داعمة للوفاق قلبا وقالبا وخصوصا عند طرح الملفات الحساسة وليس استخدامها ضد الوفاق والرموز
ولد سترة
يا استاذ هاني ويش عندنا من حل يمثلنا غير الوفاق وما هو البديل حتى تتحكم فينا مجموعه من المراهقين الملثمين ... غير الوفاق ما عدنا
هذه نتيجة التنظيرات الفارغة
اخي ماذا تنتظر من عقول صغيرة ومراهقة تتلقى تنظيرات ومديح وتبريرات من شخصيات كبيرة في نظرهم . فهل من العقل والحكمة ان ينظر احدهم لهؤلاء فيفهمهم بأنهم عليهم ان يفكروا بعيدا عن اي قيادة او رمز ويستنتجوا تكليفهم بذاتهم ويعملوا بناء على هذا التكليف الذي استنتجوه!! اي مصيبة قادمة اذا انتشر هذا النوع من الفكر ! هل يعطى مراهق زمام الأمور ليفكر ويقرر لوحدة كيف يتحرك بشكل عملي في الساحة السياسية وغيرها!! وما حرق بيت العضو الكريم على منصور الا نتيجة هذا النوع من التفكير الخطير .
كبد الحقيقة
بوركت يا أخي الكريم "هاني" على تسطيرك لهذه الكلمات, التي بحّت أصواتنا ونحن ننادي للأخذ بها. وافر التحية لك عزيزي
على هامان يا فرعون
ليش ما تقول ان في شخص اغتنم الفرصة وسوى سواته عشان يسطاد في المياه العكرة على قولة المصريين
هوى القيادة
اتفق معك في التحليل، ونتمنى على أقل تقدير يسمعوا صوتنا (كفى مزايدات في العمل الوطني و اسعوا لوحدة الصف)
لا شئ يبرر العنف
بلاشك لا شئ يبرر العنف أبدا فهو غير مقبول بكل المقاييس ولكن ثمة سؤال دوما ماذا بعد ؟
ان يصل الامر لحد الاعتداء على بيت آمن في سواد الليل - مؤشر خطير جدا - ولا اظن يمكن ان يختلف اثنان على ذلك .. وأن نقتنع بأن هناك الكثير مما يختنق في النفوس ويثير الغضب لا يعني أن نبرر العنف .. وأن يستهدف شخص او شخوص معينة اي كانت واي تكون فهو امر غير مقبول ..
اتفق معك اخ هاني تماما بانه صراع القيادات ..