قدم منتخبنا الوطني الأول للكرة الطائرة نفسه وبقوة في بطولة الخليج المقامة حاليا في العاصمة العمانية مسقط واستطاع خطف الأنظار من كل متتبعي البطولة بعدما كان الخوف والحذر يسيطر على الشارع الرياضي العاشق للكرة الطائرة وذلك بعد حالة المنتخب الغير مستقرة في الفترة الأخيرة جراء الإصابات والاعتذارات الاضطرارية بالإضافة إلى نتائج مباريات المعسكر التي لم تكن مشجعة كثيرا والنقيض الذي كان موجودا لدى منتخبي عمان وقطر مثلا، ولم يأت أداء اللاعبين من فراغ بل برغبة وحماس وقتال داخل الملعب بهدف إثبات الذات، ومعهم المدرب الوطني يوسف خليفة الذي اعتمد طريقة أداء مغايرة عما كان يعتمد عليها منتخبنا على الأقل في السنوات القليلة الأخيرة.

إذ كان تحويله لفاضل عباس إلى مركز (4) وتغيير مركز جاسم النبهان إلى (2) مجازفة كبيرة لدى الكثيرين ومنهم أنا وبكل صراحة وذلك لأن التغيير سيكون هدفه تقوية حوائط الصد والهجوم من أطراف الملعب كما هو الحال في وسط الشبكة – نعم-، ولكن السبب الذي جعلني أتخوف من هذا التغيير هو حال الكرة الأولى وكيف ستكون عليه في المباريات خصوصا الكبيرة منها وأمام منتخبات قوية منافسة، ولكن ما حدث هو المستوى الجماعي الكبير الذي اعتمد عليه المنتخب وتمكنه من الإطاحة بحامل اللقب منتخب قطر والأخضر السعودي على التوالي وبأداء فني تصاعدي عال جدا، والسبب وراء ذلك هو استقرار الكرة الأولى – أيضا- وبنسبة كبيرة، ولكن السؤال الذي سيطرح نفسه هو هل سيكون لاعبو منتخبنا بالتركيز نفسه بعد العودة من يوم الراحة وهل ستكون الكرة الأولى سليمة دائما؟ هذان السؤالان نتمنى أن نرى إجابتهما إيجابية في بقية اللقاءات من أجل إعادة اللقب الخليجي إلى الخزائن البحرينية من جديد، لأن بالفعل الكرة الأولى مهمة جدا لتشكيلة مثل هذه التي تعتمد على الأداء السريع جدا، ويجب أن نتعلم من الشوط الثالث مثلا مع السعودية إذ عندما تدهورت الكرة الأولى عانينا الكثير ولكن يحسب للمجموعة بأكملها عودتها للتركيز مجددا في الشوط الرابع والسيطرة طولا وعرضا عليه وتحقيق الفوز في اللقاء الصعب.

الآن تبقت (3) لقاءات نأمل أن يكون منتخبنا فيها في الموعد ويجب ألا نظن أنفسنا قد حسمنا اللقب حتى يكون التركيز هو نفسه من أول لقاء لآخر لقاء، وأخيرا بالتوفيق يا منتخبنا يا أحمر الطائرة وبإذن الله ستعودون باللقب الخليجي لأرض الوطن قادمين من عاصمة السعد على الطائرة البحرينية مسقط العمانية.