العدد 2654 - الجمعة 11 ديسمبر 2009م الموافق 24 ذي الحجة 1430هـ

حوار المنامة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ندوة «العربية» التي نظمت مساء أمس على هامش مؤتمر «حوار المنامة» الأمني كانت مهمة للغاية لأنها تطرقت للأزمة اليمنية وآثارها المباشرة على الأمن الإقليمي... وشارك في الندوة مدير مكتب رئاسة الجمهورية ورئيس جهاز الأمن القومي اليمني علي محمد الآنسي، ووزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ومساعد وزير الخارجية الأميركي جيفري فيلتمان والمسئول بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية مأمون فندي.

ولابد من أن أقدم احترامي وتقديري لما قاله الشيخ خالد الذي تحدث بدبلوماسية ولباقة لافتة بحيث أنه أرضى اليمنيين والأميركان والإيرانيين والخليجيين في آن واحد، إلى الدرجة التي قال لاحقا قنصل إيران السابق في لبنان إنه يوكل تمثيل وجهة نظر إيران إلى الشيخ خالد. وبعيدا عن هذا التعليق، فإن وجهة النظر البحرينية الرسمية ركزت على ضرورة إبعاد التحليل النمطي لمشكلات المنطقة وتصويرها وكأنها حروب طائفية، فالمواطنون والجماعات في كل بلد من بلدان المنطقة هم من أبنائها ولا يصح ربطهم بالأجنبي في أيِّ وقت تحدث فيه مشكلة سياسية، هذا مع الإصرار على احترام سيادة كل دولة لحدودها وإدانة أيّ اعتداء على تلك السيادة.

لقد كان واضحا أن المسئول اليمني ابتعد عن اتهام إيران بصورة مباشرة، كما أن المسئول الأميركي قال إن الأميركان لا يوجد لديهم أيّ دليل على تدخل إيراني مباشر؛ ما حدا بمأمون فندي إلى القول إذا كان هناك اتهام لطرف خارجي لا يمكن تسميته، فإنه سيتهم المريخ بالتدخل في شئون المنطقة من أجل إنشاء «هلال شيعي».

على أن هذه المقولة ليست عاقلة، وقد سمعنا أن تنظيم «القاعدة» اتهم الإدارة الأميركية بأنها تريد فرض الصليب المسيحي على المنطقة عبر حرب «صليبية»، سمعنا عن هلال لـ «القاعدة وطالبان»، وسمعنا أيضا عن هلال عثماني تسعى إليه تركيا، ونسمع أيضا عن «هلال شيعي».

المشكلة في هذه النمطية أنها تريح الطرف الذي يسعى إلى تحليل الأمور، وتعطي عقله إجازة، هذا في الوقت الذي تركز فيه دول المنطقة على الحلول العسكرية والقبضة الحديد، ومشتريات السلاح ومصروفات الأمن والدفاع بلغت الأعلى في العالم، إذ إنها تمتص أكثر من ثلث موازنات الحكومات (مقابل 5 إلى 10 في المئة في باقي دول العالم)، ولكن مع كل ذلك فإننا نخرج من أزمة لندخل في أخرى. ولقد أشار جيفري فيلتمان أمس إلى أن الحل للأزمة على المدى البعيد يجب أن يكون سياسيا.

وقد استذكر المديرالتنفيذي للمعهد الدولي جون تشيبمان كلمة الأمير سعود الفيصل في المؤتمر ذاته في 2004 عندما قال إن أمن الخليج يعتمد على مجلس التعاون بهيكلية متكاملة، وعراق مستقر، ويمن موحد، وإيران كجارة صديقة... وعقب تشيبمان بأن هذه السياسية هي التي نحتاجها حاليا أكثر من أي وقت مضى، وهي سياسة تحتاج إلى الابتعاد عن النمطية والاعتماد فقط على القبضة الحديد والحلول العسكرية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2654 - الجمعة 11 ديسمبر 2009م الموافق 24 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:29 ص

      أمن الخليج بين الواقع والخيال - ام محمود

      لا شك ان هناك تحديات سياسية وأمنية واقتصادية كبيرة ومصيرية تواجه دول مجلس التعاون وهم بحاجة الى الوحدة والاتفاق والمساندة خاصة ان الأوضاع تتدهور الى الأسوأ يوما بعد يوم وبالنسبة لكلمة سمو الأمير سعود الفيصل لعام 2004 فالعكس هو السائد فهيكيلية المجلس متناقصة خاصة وقت الازمات والعراق تسوده الفوضى والدمار وتنهشه الذئاب واليمن مقطع الأوصال منهوك القوى من الحرب الطويلة وفقدان آلاف القتلى وتدمير القرى وايران تبقى هي الجارة العدوة والخصم اللدود في أعين الكثيرون .. وحلوة ايران هي المريخ ! هي المارد

    • زائر 3 | 2:24 ص

      كفاية هلال واحد

      هلال واحد وحنامختلفين عليه فكيف بعدة اهلة وخاصة هذه المداخلة في اضافة هلال غير ااسلامي

    • زائر 2 | 2:07 ص

      ارجوا منك دكتورنا باحالة المتطفلين

      نعم التوصيف الادبى منك لهم فعلا فكر هم عقيم وآن لهم الرحيل فى إجازة طويلة كى لايسمموا مناخنا اكثر مما هو ملوث

    • زائر 1 | 12:41 ص

      المتملقين عندنا

      والله احنا عندنا الشيخ المعاودة يتهم ايران والحمد لله احنا ربعنا اصح لأن عندهم معلومات ومصادر خاصة تأتي بما لديها من وراء الطبيعة امثال هؤلاء يدعون انهم نواب للشعب

اقرأ ايضاً