قال وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إنه من خلال الإبداع وفي مختلف حالاته وتحدياته نحتفل بالتاريخ الحضاري للإنسان المثقف المنتمي إلى وطنه وجذوره والمنطلق الى آفاق الفن والإبداع.

وذكرت، خلال افتتاحها معرض فلسطين «الابداع في كل حالاته» الذي ينظمه معهد العالم العربي وذلك مساء أمس بمعرض الفن المعاصر بمتحف البحرين الوطني، نلتقي معا مرة أخرى بعد أن تعددت اللقاءات التي حملت شعار القدس عاصمة للثقافة العربية وكذلك أيضا الأنشطة المشتركة مع معهد العالم العربي، فقد كان لحضارة دلمون لقاء في باريس ولثروة الخليج من اللؤلؤ معرض ولسيدة الطرب العربي أم كلثوم ولمعرض الإبداع الفلسطيني موعد مع محطة أخرى في مملكة البحرين.

وأشارت الشيخة مي إلى أنه في كل لقاء لنا ومع كل حدث يكون الإرث الإنساني والثقافة هما الهاجس الذي يجمعنا مع كل الحضارات وهما اللغة المشتركة التي يتخاطب من خلالها الإنسان في كل مكان وحين يلتقي المبدعون يتأكد لنا من جديد أن الثقافة وحدها هي السبيل وأنها في كل حالاتها فعل مقاومة.

من جانبه، قال رئيس معهد العالم العربي دومينيك بوديس إنه منذ العصور الوسطى وحتى القرن الواحد والعشرين وعلى امتداد عشرات القرون شكلت الجغرافيا والتاريخ الديني لفلسطين الروح التي ألهمت الفن الغربي، واليوم يرد الفن الفلسطيني المعاصر على هذا التأثير الوافر بالاختبار والعمل إذ إن خاصية هذا الفن أنه لا يمكن فصله عن الاحتياجات والاهتمامات للحياة والظروف التي فرضت على فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني، فلطالما كانت الفنون محط مزاولة واهتمام في الشرق الاوسط ولايزال فنانوه من خطاطين وفناني النمنمات ورسامين وغيرهم يبدعون باستمرار رافعين فن الأيقونة الى ذروته.

وأضاف أنه في أوائل القرن الواحد والعشرين بدأت العواصم العربية افتتاح معاهد وكليات الفنون الجميلة، مضيفا أن معهد العالم العربي ومنذ تأسيسه قام بإظهار وفرة هذه الأعمال الفنية الأصيلة وبشكل مستمر من خلال معارض للقرآن الكريم والخط العربي والأيقونات، بالإضافة إلى المعارض الفردية التي نظمها المعرض، وفي هذه المرة الجديدة يبرز دور المعهد الحاسم والمتميز من خلال إعطائه الفرصة للجميع أن يشاهدوا بانوراما مدهشة من هذه الأعمال المعاصرة بأيدي فنانين فلسطينين لا يكفون عن الإبداع ويكشفون معالم الجمال الفلسطيني المتناثر الذي فرض عليه أن ينمو ويزدهر في بلاد الغربة. على الصعيد ذاته، استمعت وزيرة الثقافة والإعلام والحضور إلى شرح قدمته مسئولة المعارض والمقتنيات بمعهد العالم العربي منى خزندار التي أوضحت أنه ومنذ اكثر من عشرين عاما عمل المعهد على تقديم الابداع العربي المعاصر في ميدان الفنون التشكيلية من خلال العشرات من المعارض ذات الموضوع الواحد أو متعدد الموضوعات (...) ويتابع المعهد هذه المسيرة فيما يقدمه الآن من أعمال حديثة لفنانيين فلسطينيين.

وأضافت أن المعهد ومن خلال هذا المعرض يشترك مع جامعة الدول العربية التي قررت أن تختار القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009م من جهة إذ يدرج هذا المعرض في امتداد معرض «فنانون فلسطينيون معاصرون» الذي أقيم العام 1997.

وقالت خزندار إن معرض (فلسطين الابداع في كل حالاته) يظهر اختلاف الجنس والأجيال والتقنيات عند المبدعين الفلسطينيين المعاصرين إذ يشهد الحضور الكبير للفنانات الفلسطينيات مثل ريم بدر ورنا بشارة ورلى حلواني ومنى حاطوم ونويل جبور، على تطور عميق للعقليات وللمجتمع وذلك من خلال استبطان عنف الحرب وتجسيد الصراعات عبر شهادات أبعد زمنيّا واكثر مأساوية وكأنها تمنحها امكانية الدخول الى الجهة الأخرى من المرآة إلى هذا المكان الآخر إذ تتجلى بشكل طبيعي تقريبا أكثر التناقضات قسوة.

وذكرت أن الفنانين الفلسطينيين المشاركين في معرض (فلسطين الابداع في كل حالاته) الذي يستمر حتى 10 فبراير/ شباط 2010م هم جمانة عبود (التوجه للصلاة، القدس)، تيسير بطنيجي (ابراج المراقبة)، رنا بشارة (تكريما للطفولة) ، كمال بلاطة (شبكات المربعات) ، فوزي عمراني (جلد وسنين)، سامية حلبي (حياتي داخل الاستوديو الخاص بي)، رولا حلواني (الجدار)، محمد الحواجري (تماثيل)، ستندي هلال فيلم (مشروع القصاص) و (مخيم فوار)، نويل جبور صور (مجموعة فلسطين)، رائدة سعادة (المرأة التي تعيش في دولة الاحتلال)، ستيف سابيلا (الاقتلاع) ، لاريسا صنصور (أمر مصادرة الأرض 6/24ت)، سهى شومان فيلم (بيارتنا)، هاني زعرب (تجربة شخصية بعيدة عن الصدامات السياسية ورموزها)، شريف واكد (نقطة الأناقة أزياء لنقاط التفتيش الاسرائيلية).