دعا خطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر في خطبته أمس إلى التوقي عن المعاصي والذنوب، مبينا أن من أهم سبل الوقاية من المعاصي هي لزوم التقوى والاشتغال بالطاعات والعبادة.
وقال ينبغي على المسلم بل يجب عليه إذا ما أصيب بمرض معنوي قلبي روحي بسبب الذنوب والمعاصي، التي لا يسلم منها أحد غير الأنبياء ورسل الله تعالى، أن يبادر إلى طلب العلاج والدواء الناجع لها.
فالذنوب للقلب بمنزلة السموم للبدن إن لم تهلكه أضعفته، فمن أراد عافية الجسم فليقلل من الطعام والشراب ومن أراد عافية القلب فليترك الآثام.
وأردف أن من أقوى الوسائل والطرق للوقاية من الذنوب، والمعاصي التي تسبب الانحراف، هو تقوى الله تبارك وتعالى، كما قال في سورة النساء: «وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ...» (النساء: 131).
والتقوى أن تجعل بينك وبين غضب الله وقاية بامتثال الأوامر واجتناب النواهي.
وفسر الإمام علي بن أبي طالب التقوى بقوله الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل.
واستشهد على ذلك بقوله الله عز وجل في سورة مريم:
« فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّا* ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّا* ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّا* وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْما مَقْضِيّا* ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّا». (مريم: 68-72).
وبقول أبي ذر رضي الله عنه: قال لي رسول الله (ص): «اتق الله حيثُما كنت وأتبِعِ السيئَةَ الحسنة تمحها وخالِق الناسَ بخلُق حسن».
وورد في الصحيحين: «قيل يا رسول الله من أكرمُ الناس، قال: أتقاهم «.
ودعا مطر المؤمنين إلى تحصين أنفسهم من الشيطان والنفس الأمارة بالتقوى والمراقبة، وقال: احمِِ نفسك من الذنوب بالتقوى، وعالج أمراض قلبك بالتقوى، ففي التقوى وقاية، وحصانة،وحماية وعلاج وفوز ونجاح وفلاح دنيوي وأخروي، نعم كل ذلك في التقوى وليس في الجاه ولا المال ولا الحسب والنسب وغيرهما من الحطام الزائلة الفانية.
وتحدث مطر عن إشغال النفس بالطاعة والعبادة، وهو من سبل الوقاية من الذنوب، وقال إن نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالباطل، فيجب إشغالها بأداء الفرائض ومن ثم إكمال النقص بالنوافل، وغيرها من أنواع الطاعات، الصلاة، الصيام، الزكاة، الصدقة، برالوالدين، صلة الأرحام، طلب العلم النافع، الأمر بالمروف والنهي عن المنكر، إرشاد، نصح، تعليم، مساعدة الآخرين، توبة، استغفار، الذكر والتسبيح، الصلاة على النبي المصطفى... وغيرها من العبادات التي تطهر القلب وتنهى المسلم عن الآثام والذنوب والمعاصي والفحشاء والمنكر والبغي، فالعبادات عون وسند وتأييد وتثبيت للعبد.
العدد 2654 - الجمعة 11 ديسمبر 2009م الموافق 24 ذي الحجة 1430هـ