في حوار خيري جرى بين عدد من القائمين على بعض الصناديق الخيرية من مناطق مختلفة، بشأن مفهوم العمل الخيري، فكانت الآراء كثيرة وفي بعض جزئياتها متوافقة وفي بعضها الآخر متباينة، ولكن الرأي الأبرز كان يقول إن كل عمل يراد منه وجه الله سبحانه وتعالى، يكون في دائرة العمل الخيري، فدائرته واسعة ومتعددة المعالم، في العمل الخيري مساعدة للفقراء والمساكين وفيه مساعدة للشباب لإكمال نصف دينهم بالزواج، وفيه مساعدة للمرضى وتهيئة سبل العلاج لهم، وفيه دعم للفعاليات الاجتماعية التي توثق العلائق الاجتماعية، وفيه مساعدة للمعوزين في ترميم أو بناء منازلهم، وفيه تذليل العقبات التي تحول بين طموحات الشباب وحصولهم على وظيفة، وفيه إنقاذ المرضى من خلال إقامة حملات التبرع بالدم، وفيه دعم الطالب المدرسي والجامعي لتمكينه علميا وثقافيا في وسط مجتمعه، وفيه تنظم المشاريع التي تعطي نتائج إيجابية في مختلف الاتجاهات الاجتماعية والنفسية والمعنوية والاقتصادية، وفيه يوجد وضع إنساني واقتصادي يبعد الحرج عن الأسر المتعففة بشتى السبل والوسائل المشروعة، وفيه ينظر إلى الفقير بنظرة راقية، ويتعامل معه بأنه هو السيد في العمل الخيري، وهو الذي بفضله يكسب المشتغل بالعمل الخيري الأجر والثواب.
جميل ما سمعته من رئيس اللجنة الاجتماعية بصندوق مدينة عيسى الخيري محمد جميل آل رضي، وهو يتحدث إلى فريق عمل اللجنة المكون من ست نساء فاضلات يتمتعن بأخلاقيات عالية وإنسانية راقية ومتمرسات في العمل الخيري في اتجاهاته المتنوعة منذ زمن ليس بالقصير، تتقدمهن هدى رحمة والتي تقوم مع بقية أعضاء الفريق بعمل دراسات لحالات الأسر المتعففة، قائلا لهن، يجب أن نبرز جميعا حقيقة أخلاقيات وأدبيات العمل الخيري بكل تفاصيله وحيثياته، نريدكن أن تتعاملن مع الأسر المتعففة بأقصى ما يمكن من الإنسانية التي عرفتم بها، وليس عيبا أن أقول لكن: إننا نعمل كل ما في وسعنا من أجل توفير أفضل الخدمات لهذه الأسر، نريد أن نجعل الأسر المتعففة شركاء حقيقيين في الأعمال التي ينفذها الصندوق، وأن نبين لها مكانتها الحقيقية في العمل الخيري، وأن نعلمها بحقوقها التي يجب عليها أن تطالب بها في حال تأخر الصندوق عن تلبيتها، نريد أن يأتي اليوم الذي يوصل فيه الصندوق حقوق الأسر المتعففة عند طلبها، وأورد الكثير من الأمثلة، إذ قال لهن لو رأيتن من خلال زياراتكن الميدانية لبيوت الأسر المتعففة أن هذه الأسرة بحاجة إلى مكيف هواء والثانية إلى ثلاجة والثالثة إلى غسالة والرابعة إلى فرن غاز والخامسة ترميم بيتها والسادسة إلى علاج أحد أفرادها والسابعة إلى مساعدة أبنائها لإكمال دراستهم والثامنة دعمها ماديا لتطوير وضعها الاقتصادي من خلال عمل تجيده ولكنها لا تملك رأس المال لتنفيذه وهكذا مع بقية الحقوق والواجبات، في مثل هذا الحال لا ننتظر الأسر المتعففة للتقدم بطلب لتلبية طلبها أو النظر فيه، مادمنا رصدنا حاجتها يكون لازما على الصندوق القيام بواجبه الإنساني تجاه هذا المطلب من دون أن يطلب من الأسر تقديم طلب بهذا الخصوص، بهذا العمل والكلام نكون قد حققنا طموحات مجلس الأمناء الإنسانية وحفظنا كرامة وعزة الأسر المتعففة وأبعدنا عنها ذل السؤال، وأردف قائلا: «علينا جميعا أن نقوم بتأسيس ثقافة العمل الخيري بكل تفاصيلها وحيثياتها الإنسانية، وأن نبين للأسر المتعففة حقيقة واحدة، أن تطور ونماء العمل الخيري يعتمد على مدى فهمكن للمعاني السامية للعمل الخيري، وبإمكانهن المساهمة بفعالية منقطعة النظير في زيادة الموارد المالية والعينية بأساليب وآليات متنوعة ومتطورة، وكلما طرأت زيادة في موارد الصندوق تطرأ زيادة على الخدمات التي يقدمها لهن، فالأسر المتعففة تحوي الكثير من الطاقات البشرية المؤهلة التي بإمكان الصندوق الاستفادة منها في تطوير أعماله الخيرية»
وأضاف، لقد بدأ مجلس أمناء الصندوق بتنفيذ هذه الثقافة في شهر رمضان المبارك، واعتمد على بعض الكوادر من الأسر المتعففة في انجاز مشاريعها الرمضانية، كانت نتيجة هذه الخطوة إيجابية إلى أبعد الحدود فاقت كل التصورات والتوقعات، وأضاف نريد أن نعمل يدا بيد مع مختلف فئات وأطياف المجتمع ومع أبناء الأسر المتعففة من أجل ترسيخ المفهوم الحقيقي للعمل الخيري بكل أبعاده الإنسانية، ونحن نتعامل مع الناس بشفافية، نريد أن نبرز للناس ما يدور في خواطرهم عن عمل الصندوق قبل أن يطلبوه منا، وهذا ما قام به الصندوق من عرضه للتقرير المالي في كثير من المؤسسات والأماكن في منطقة مدينة عيسى، الذي يبين حجم الإيرادات وعناوينها والمصروفات وأبوابها، وقد تركت هذه الخطوة أثرا إيجابيا في أوساط الناس من خلال تقريره المالي، نحن سعداء بتفاعل المجتمع مع الأعمال التي يقدمها الصندوق، وقد أعطينا صورة واضحة وجلية للمجتمعات الأخرى من خلال الأرقام الكبيرة في الإيرادات والمصروفات والفائض من الإيرادات التي عرضت في التقرير عن إنسانية مجتمع مدينة عيسى والمؤسسات والشركات التجارية والبنوك والمصارف الداعمة للأعمال الخيرية، لم يكن هدف الصندوق من وراء إصدار التقرير المالي التباهي والفخر بالعمل الذي يؤديه، ولكن كان هدفه التباهي والفخر بالنفوس الطيبة التي تتمتع بإنسانية ليس لها حدود التي يحويها مجتمعنا البحريني العريق، ويعتقد أن الصندوق استطاع تحقيق هذا الهدف الرائد بنسبة كبيرة.
وفي الختام قدم الشكر الجزيل لكل من أبدى ارتياحه أو أعطى ملاحظاته ومقترحاته البناءة التي تفيد الصندوق وتسهم في تطويره، ما أردت قوله في هذا المجال، إن العمل الخيري يؤدي دورا كبيرا ومهما في مختلف محافظات مملكة البحرين، حتى أصبح ثقافة راسخة عند الناس لا يمكنهم تجاهلها أو تناسيها أو التغافل عنها في كل الأحوال والظروف، فلهذا نطلب من مؤسساتنا التربوية والتعليمية وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم الموقرة الالتفات إلى هذا الجانب الإنساني المهم ووضع مساحة في المناهج الدراسية لإطلاع الطلبة والطالبات على مفهوم العمل الخيري في وطنهم الحبيب، وأن تقوم بتشجيعهم للمساهمة بفعالية في الأعمال الخيرية في مناطقهم، وأن يبينوا إليهم مدى الاستفادة التي سيحصلون عليها في الدنيا والآخرة، ولا بأس بعمل حصالات للأطفال بالتعاون مع مجالس أمناء الصناديق الموجودة في مناطقهم، وتوزيعها عليهم لتعويدهم على الإنفاق في سبيل الخير، هذا إن فعل في مدارسنا سيكون علامة بارزة ومضيئة في سماء التربية والتعليم.
سلمان سالم
جَرْحُكْ غَزِيْرْ يا وَلَدْ مالَهْ عِلاجْ وُشِفِهْ
وِاللي تِظِنِهْ يِدُوْمْ ، مِنِّـكْ لِغِيْرَكْ لِفِـهْ
وُاليُومْ غِيْرَكْ أَخَـذْ اِللي تِظِنِّهْ لَــكْ
خَلِّكْ عَدِلْ يا وَلَدْ وُأسْلِكْ طِرِيْجْ اِلْوِفِهْ
@@@
حَسْرَهْ وُنَدامَهْ وُأَسَفْ تَحْرِقْ شَرايِنِهْ
عاطِلْ بَليّا عَمَلْ زايِدْ عَلِيْهْ ديْنِهْ
شَهادَةْ اِلمَدْرِسِهْ ما فادِتِهْ يابُوْكْ
مادامْ واوْ اِلعَمَلْ ماتَمْلِكَهْ إِيْدِيْنِهْ
@@@
دِنْياكْ هاذِي تِدُوْرْ ما دامَتْ إِلْغِيْرَكْ
لِبْرُوْشْ ما يِنْفِعِكْ لي كَلْكُصُوا طِيْرِكْ
خَلِّكْ فِطِيْنْ وُفِهِيْمْ وُارْفَعْ جِبِيْنِكْ فُوْقْ
وُتْعِيْشْ حُرْ وُشَرِيْفْ ما يِنْدِهِنْ سيْرِكْ
@@@
اِلْنَــذِلْ يِبْقَى نَــذِلْ لُوْ لَبِّسِيْتَهْ عْكَـالْ
وُاْلْشَرِيْفْ يُبْقَى شَرِيْفْ رَيّالْ وُخُوْشْ رَيّالْ
هاذي صِفاتْ اِلْبَشَرْ ما هِي سُوَى يا فْلانْ
إِتْبَعْ جَمِيْلْ اِلْطَبِعْ وُأْتْـرِكْ طَبِعْ لَنْــذالْ
@@@
أَهْلْ اِلْنِفاقْ إِكْثَرَوْا وُأَهْـلْ اِلْرِياءْ إِبْـزُوْدْ
وُاْلْصَحْ أَصْبَحْ غَلَطْ وُلِصْغِيْرْ صايِرْ عُـوْدْ
هاذا اِلْلِي صايِـرْ يُبَهْ وِاْلْكِـلْ بِـهْ دارِي
زادْ اِلْبُخُـلْ بِيْنِنا وُقَـلْ اِلْكَـرَمْ وِاْلْجُـوْدْ
@@@
راحَتْ رِجالْ اِلْكَرَمْ ياتْنِهْ رِجالِنْ هاتْ
مَحْبُوْبْ راعِى اِلْكَرَمْ مَرْحُوْمْ يَالْلِى فاتْ
وِالديْنْ أَصْبَحْ سِبِيْلْ لِلِّى يِرِيْدْ يْعِيْشْ
وُناسِنْ بَلَيّا سَلَفْ فِى هَالزِمَنْ هَيْهاتْ
@@@
حَسْرَهْ وُنَدامَهْ وُأَسَفْ تَحْرِقْ شَرايِنِهْ
عاطِلْ بَليّا عَمَلْ زايِدْ عَلِيْهْ ديْنِهْ
شَهادَةْ اِلمَدْرِسِهْ ما فادِتِهْ يابُوْكْ
مادامْ واوْ اِلعَمَلْ ماتَمْلِكَهْ إِيْدِيْنِهْ
@@@
ياغافِلِيْنْ لى مِتِهْ مَحَّدْ دَرَى بْحُوْلِهْ
لاهِيْنْ بِنْفُوْسِكُمْ وُعْيُونِكُمْ حُوْلِهْ
ياكُبْرَهَا عِيْنِكُمْ بَسْ لِلأسَفْ ماتْشُوْفْ
الماى زايِدْ تَرَى وُلِطْحِيْنْ ُمُبْ حُوْلِهْ
@@@
يا دابي صُوبْ الشِكَرْ تَمْشِي عَلَى الشِيْرِهْ
مَعْرُوْفْ بِيْنْ اِلبَشَرْ لا سُمْعَهْ لا سِيْــرِهْ
فـي الضِيْجْ مالَكْ بَيانْ وِعِنْدْ السَعَهْ تِظَهَرْ
عَيّارْ في كِلْ شَي مِنْ عُوْدِهْ وِصْغِيْـــرِهْ
@@@
يا خالي إمْنْ الضَمِيْرْ فِعلِكْ فِعِلْ شِيْطـانْ
كِلْ شَيىءْ عِنْدَكْ حَلالْ ، وُمْخالِفْ اِلقُرْآنْ
دِنْياكْ هاذِي تَـرَى يا فْلانْ ما تِسْـوَى
إِذْكُـرْ عَذابْ اِلقَبُرْ وِمْحاسَبْ اِلدَيّــانْ
@@@
يا فْلانْ أَنا آنْصُحُكْ خَلِّكْ عَزِيْزْ اِلــرآسْ
لا تْصِيْرْ رَزِيْلْ وُخَفِيْفْ تِضْحَكْ عَلِيْكْ اِلناسْ
يِسْتِغِلُّوْنَكْ لُهُـمْ بِالفُرْصَــهْ وِالبَسْمِــهْ
وِانْتِـهْ خَبَرْ خِيْرْ يُبَهْ وَلا بِنَفْسِكْ حــاسْ
@@@
يا ضارِمِيْنْ اِلْلَهَبْ طَفُّوْا الْلَهَبْ بِالرُوْحْ
اِلْسِنْ بِالسِنْ تَرَى وِلْجُرُوْحْ بِجْــرُوْحْ
وِاللـي بِيِشْعِلْ لَهَبْ مَلْزُوْمْ عَلِيْهْ يَطْفِيْهْ
وِالكِلْ ياخِذْ جَزاهْ إِمّا فَـرَحْ أَوْ نـوحْ
من يتحمل أن يكون غير ما هو عليه؟ ومن يستطيع عيش حياته غير مقتنع بأحداثها وموقعه فيها، الحياة لها فلسفة غير منتهية، تحدها في عقلنا تجاربنا أو لا يحدها لون أو شكل، نحن من نغمرها بلون تجاربنا الثقيلة والرمادية أو نلونها بألوان الفرح الزاهية، وفي الغالب بين الإثنين، وحين يواجهنا الموت لا معنى للرمادي ولا للألوان؛ لأن الحياة تكون بلا ألوان.
فاطمة حسن الحلال
أحيانا نصادف أناسا رغم بعدهم عنّا إلاّ أنهم قريبون...
رغم أنهم لا يمتون بصلة القرابة لنا،
إلا أننا نحسهم بجزء من عالمنا هذا...
نشتاق لهم عندما يغيبون...
نتسآءل عنهم كل ما أحسسنا بأنهم سيقعون في حفرة من الضيق...
نحاول أن نبعد عنهم الهم...
فهم يعنون لنا الكثير...
ونخشى أن نراهم حزينين...
فنحن هنا...
فكما يقول المثل:
الناس للناس
ومن لا خير فيه للناس... لا يستحق أن يبقى بينهم ويعامل كما يعاملون...
ولو غبت عنكم ورحلت عن هذه الدنيا
سامحوني...
واعذروني
فمازلت لا أعرف ربما جرحت أحدكم أو ضايقته من دون شعور
منى علي
نعم تعرفنا عليها في العراق ولبنان وفلسطين، فهي من نزعت أرواحنا، فرقتنا عن أحبابنا، قتلت أطفالنا، وبعثرت أشلاءنا، وأزهقت أنفسنا حسرة على قلوب أمهاتنا الثكلى، تلك هي حضارة القنابل الذكية.
ماذا بها حضارتنا، ماذا به إسلامنا؟ وعروبتنا؟ هل قتلت؟ وهل هم لم يقتلوا؟ هل جهلت؟ وهل هم لم يجهلوا؟ هل منعت وهل هم لم يمنعوا، ما حضارتنا؟ وما حضارتهم؟
نحن حاربنا بالسيف، نقتل فردا أو اثنين في البطشة الواحدة، حرم علينا ديننا قتل الطفل والمرأة والشيخ والعجوز، ومن لم يحمل السلاح.
وهم يقولون إن دينهم أحل لهم ذلك، قصف المدن وقتل الطفل والشيخ وكل من في الارض جميعا مقابل حفنة من المال، بل دون ذلك، فهل قتل الطفل وهو يلهو على قارعة الطريق، في حضن طفولته البريئة بهدف؟ وهل قتل المزارع المسالم بين شجيرات عمره بهدف؟ وما ذنب أشجار الزيتون، وسعف النخيل، هل قتلها بهدف؟
وعلى رغم ما يقولون، أحضارتنا الجاهلة خير أم حضارتهم؟
نعم أقعدتنا سنين الظلام وأخرنا جموح الغلمان، وسرقت الولدان، ولكننا رغم معرفتنا بها، فما جهلناه نحن لم يغب عن أئمتنا وعلمائنا، ولم يغب عن وحينا وخزائن علمنا، غير أننا لم ولن نصنعها وهو ليس عجزا منا ولكن قوة فينا، وجزءا من عظمتنا.
فإن قالوا لم نكن نستطع، فنحن اليوم قادرون على ذلك ولكننا حرمناها على أنفسنا مثلما حرمنا كثيرا من الرذائل خوفا على أرضنا من الفساد والهلاك.
واليوم نطلب منهم الجلاء عن أرضنا وترك خيرنا لنا وحضارتهم لهم لا نريد منها شيئا فنحن بناة حضارة وعمار أوطان، فارحلوا بكل شيء واتركوا أرضنا نحن أحق بها منكم تحلو لنا ونحلو لها، حرها برد عندنا وبردها سلام في أجسادنا، اتركوها ونحن نعمرها بعيون أطفالنا الآمنة وبمرح نسائنا الناعمة، وبفتوة شبابنا الفاعلة، اتركوها ونحن نعيدها جنة الله في الأرض ونصبغها وقارا من وقار شيوخنا، وأصالة من نبع أصالة تاريخنا. اتركوها سنعيدها سيرتها الأولى، منارة للناس في ظلمة الليل، ومنبعاَ للعلم في صحراء الجهل، وملاذا للفكر ومقرا للعلماء ومفزعا لهم في يوم الذل.
سلمان حمزة
لوحظ في السنوات الأخيرة الانجراف نحو المسار التجاري في المرحلة الثانوية، إذ أصبح هناك عدد هائل من الطلبة الذين يختارون المسار التجاري مقارنة بكافة المسارات، في البداية كان هذا الأمر طبيعيا، ولكن مع مرور السنوات أصبح هذا العدد في تزايد بشكل غير مألوف، فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا كل هذا الكم الهائل من الطلبة أصبح يميل للمسار التجاري؟ فما سبب الزيادة المستمرة لنسبة الطلبة المسجلين في المسار التجاري في السنوات الأخيرة ؟ وما سبب التفاوت في عدد الطلبة بين المسار التجاري وكافة المسارات كالمسار العلمي والصناعي والأدبي؟ بغض النظر عن الأسباب المعتادة مثل اتباع الأصحاب أو تقليدهم في اختيار المسار في المرحلة الثانوية أو لحب الطالب للمواد التجارية أو غيرها من الأسباب المتعارف عليها في البيئة المدرسية هناك أسباب أشد خطورة من هذه الأسباب، فلقد أصبحت تهدد الحياة التعليمية بشكل خطير جدا قد يغفل عنه البعض أو يتناساه البعض الآخر.
فأحد أهم هذه الأسباب هو ضعف المواد التجارية المقررة على الطلبة في المسار التجاري، فهي للأسف لا تؤهل الطالب لحياة جامعية في المستقبل فبدل من أن تهيأ الطالب أصبحت تصنع عنده ما يسمى بالكسل! فللأسف أن الطالب لا يلاحظ هذا إلا عند دخوله في الحياة الجامعية وتفاجئه بالمواد المقررة عليه فقد يعتقد أنها في غاية الصعوبة ومختلفة بشكل كلي عن ما كان يدرسه في المرحلة الثانوية، أيضا أحد هذه الأسباب التي أصبحت تصنع فجوة في طريق التعليم هو فقدان الضمير إذ أصبح عند بعض مدرسين المسار التجاري شعور اللامبالاة وتولد لديهم إحساس بعدم المسئولية! فلقد أصبح طلبة هذا المسار يعانون من الإهمال بشكل ملحوظ فهناك ضعف من قبل الأستاذ في كيفية التدريس ولكني فعلا لا ألوم هذه النوعية من المدرسين(فمن أمن العقوبة أساء الأدب)، أي نعم أن هناك دين يحكمنا ويزرع فينا الضمير الحي ولكن مازال يوجد الكثير من ضعاف الإيمان الذين هزتهم نفوسهم ، فلقد أصبح المعلم ينحرف بشكل معاكس مبتعدا عن مفهوم التدريس السليم (وكاد المعلم أن يكون رسولا )وليس إنسانا جهولا؛ فبالتالي أصبحنا نعاني من تدهور في مستوى الطالب الدراسي، فلقد تولد شعور في نفس الطالب أن المسار التجاري في غاية السهولة ولا يحتاج لأي مجهود ما جعله يميل لهذا المسار.
من وجهة نظر شخصية، لقد تفاقمت هذه المشاكل سنة تلو الأخرى بسبب غياب الرقابة أولا من قبل وزارة التربية والتعليم، وثانيا من قبل الإدارات المختصة في بعض المدارس، فسكوتهم عن هذه المشكلة الخطيرة قد يسبب تدهور وضعف في مستوى التعليم سنة تلو الأخرى و أيضا قد يسبب غياب الكوادر المتميزة عن ساحة الوظائف في المستقبل البعيد، فبالتالي ينتشر الفساد في المجتمع ككل ، في النهاية أحب أن أقول أن هذا الكلام ليس مجرد كلام ( فلا يوجد دخان من غير نار ) فهو مدعوم بشهادة الكثير من المدرسين القائمين على إدارات المدارس، فأتمنى أن لا تكون المواد التجارية اسما على مسمى موادا تجارية لا أصلية من دون ضمان يوفر للطالب التعليم كما يجب أن يكون.
علي تلفت
في زمن من الأزمان، كانت حواء طفلة صغيرة، تجلس وحيدة في زمن مظلم، يطل على عالم الأسرار، تتأمل الناس وتناظرهم بأعين بريئة، براءة الطفل الذي لم يتجاوز عمره خمس سنوات. والآن خمسة عشر قرنا قد مضت، وكبرت حواء لتصبح امرأة خالدة، لا تذبل في وجه الصعاب، ولا حتى في وجه المحاربين الذين يسعون الى تطويق حريتها، وجعلها حامية للبيوت وللأطفال.
فقديما كانت المقولة السائدة بين الرجال (المرأة مكانها في البيت وخدمة الرجال) دعونا نقف قليلا أمام هذه المقولة القديمة، ونتساءل هل هي صحيحة أم طوى عليها الدهر، فاليوم الرجال أصبحوا يرتعشون عند الاقتراب من المرأة، ويتلعثمون عند التكلم معها، وينصاعون إلى أوامرها، ترى لماذا؟ لأن المرأة اليوم أصبحت في مرتبة السمو والرفعة في مجال العمل، وأصبحت تحاكي الرجال بالأمور السياسية والاقتصادية حتى ظن الناس أن حوّاء قد تحولت إلى أسطورة من أساطير الروم المحاربة، قوية شجاعة مقدامة تجعل المستحيل واقع و ترسم بأناملها المستقبل الموعود، ليطل على عالم مشرق منير يدعو الى إنصاف المرأة في الحياة العملية، فهناك نرى القاضية و المذيعة اللامعة و الناقدة البناءة، فلا تنزعجوا يا معشر الرجال من كلامي لأني و بكل صراحة أحب التفاخر في جيل المرأة لأنها أصبحت نجمة من نجوم هوليوود يشار إليها بالبنان، فاسمحوا لي أن نقف وقفة احترام لها و تقدير، على كل الجهود الكبيرة التي تبذلها لأن حوّاء اليوم تقول كلمة أخيرة في مدح المرأة.
نورة صقر
ويلي على شوق الغرام الي فيني
ويلي على قلب زاد شوقه للأحباب...
ويلي على دمعة شارفت وسط عيني...
بين الجفن..والخد..وحزن الأهداب!
هذا قدر يوم انخطب من ضنيني...
ونفس القدر... خلاه يصدني وغاب
غيبة حبيبي، ومنيتي، وياسميني
رحلة بدت كلها عذاب بعذاب
قال القدر اسمه حسن بجبيني
وقال البشر بيرجع وكأنه ما بعد غاب!
مادري أصدق قول البشر بضنيني
ولا اصدق قدَر ما يوم قد خاب
شفت بغيبة شعلة حنيني
لما تركني والشعر شاب
راح عني راح شمعة سنيني
حسبي الله على فِراق كذاب!
لكن أدري بيرجع يبيني
بياخذ الحب بلا عتاب
حسن الي بكلشي يعنيني
حتى لابتسامي ابي منه أسباب
أدري بيرجع بجاوب أنيني
(أدري بميزني من بين الأغراب!)
انتظر بسمة حسن تحيي سنيني
لأن قلبي بالعشق ذاب
أحن لأيامه ويكبر حنيني
كنه مثل وردة! تسقيها الأهداب!
حسن كمَل لي ديني نصف
وهو بلسم جروحي وأغلى الأحباب
غفران محسن
العدد 2653 - الخميس 10 ديسمبر 2009م الموافق 23 ذي الحجة 1430هـ