لا يخلو أي بلدٍ من التمييز. إذ نراه في كل مكان، في أشكالٍ عديدة: قديمة وجديدة، مُستَترةٍ وسافرة، عامة وخاصة. وقد يظهر كعنصرية متأسسة، أو كصراع عرقي، أو كحوادث تعصُّبٍ ورفض، أو كنسخة وطنية رسمية لتاريخ يُنكر هوية آخرين.
والتمييز يستهدف الأفراد والجماعات التي هي عُرضة للهجوم: المعوقون، والنساء والفتيات، والفقراء، والمهاجرون، والأقلِّيات، وكل أولئك الذين يُنظر إليهم نظرة اختلاف.
فهؤلاء الناس المستضعفون غالبا ما يُقصَوْنَ عن المشاركة في أوجه الحياة الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية لمجتمعاتهم.
والتعصب الذي يؤدي إلى وصْم هؤلاء وإقصائهم يمكن استغلاله من قبل المتطرفين.
وفي بعض البلدان، نشهد تصاعد أنشطة سياسية جديدة ترتبط بكره الأجانب.
غير أن ضحايا التمييز هؤلاء ليسوا لوحدهم، فالأمم المتحدة تقف معهم، ملتزمة بالدفاع عن حقوق الجميع، ولا سيَّما الأَشَدُّ ضعفا. فتلك هي هويتنا ومهمتنا.
ومجتمع حقوق الإنسان الدولي ما بَرِح يتصدى للتحيِّز والكراهية.
وأدّى الوعي العام إلى وضع معاهدات عالمية تُتيح حماية قانونية من التمييز والمعاملة دون المساواة.
بَيْدَ أَن الالتزامات النظرية المجردة ليست كافية. وواجب علينا مواصلة التصدي لعدم المساواة والتعصب أينما وجِدا.
وهكذا، فإنني في يوم حقوق الإنسان أدعو الناس في كل مكان، وعلى جميع المستويات، إلى الانضمام إلى الأمم المتحدة والمدافعين عن حقوق الإنسان في شتى أرجاء العالم في مكافحة التمييز.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 2652 - الأربعاء 09 ديسمبر 2009م الموافق 22 ذي الحجة 1430هـ