صدر كتاب «في صحة الفراغ أنطلوجيا الشعراء الشباب» بمناسبة مرور أربعين عاما على تأسيس أسرة الأدباء والكتاب، هذا وتم نشر الكتاب تزامنا مع مهرجان الشعراء الشباب العرب الأول المقام في البحرين في الفترة من 7 - 9 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وذلك احتفاء بالخصوصية التي تجعل من الشعر استمرارية لجذوته الشبابية، وليس اعتراضا على الهرم والموت؛ بل هو انحياز للحياة الدائمة فقط.
فمنذ تأسيس أسرة الأدباء والكتاب العام 1969، وهي تتخذ الحداثة منهاجا أدبيا؛ لتتفاعل مع الأفق العربي والعالمي في ذلك الزمن، زمن الأحلام الكبرى بالتغيير، والثقة العالية بغدٍ أفضل، زمن النسوية، حركات التحرر، تمرد الطلبة، فرقة البيتلز، وجودية سارتر، والآن وبعد أن أخفقت الأحلام أو تحوّرت، أين يجد الشاعر الشاب نفسه وهو يفتح عينيه على ما يعتقد أنه حداثة شعرية.
نحن هنا لا نعطي جوابا بقدر ما نفتح الأسئلة، أبواب الأسئلة تدفع بالأحلام خارجها، والقصيدة/ إشكالية المعاصرة/ الواقع/ التجاوز، أسئلة القصيدة الراهنة، أسئلة مستمرة تحاصر كيان النص الحديث.
هل تواصل القصيدةُ الحديثة أحلامها متجاوزة الواقع؟
هل تسفهُ القصيدةُ الأحلامَ القديمةَ لتنسجَ أحلاما جديدة ؟
هل هي العودة إلى الماضوية في المضمون بتقنيات شعرية حديثة أم هي الذهاب إلى ما بعد الحداثة؟
هل تلتف القصيدة حول ذاتها وفساتينها اللغوية وأقراطها الجمالية معطية ظهرها العاجيَّ للواقع؟ هل إخفاق الكثير من تلكَ الأحلام يعني أنها أسئلة غير مشروعة، وأن الشاعر الشاب لا يستطيع مناقشتها بصيغٍ جديدة؟
هناك من يقول: بأن الأدب الإحيائي هدفهُ بعث الماضي بصيغٍ جديدة، بينما الحداثة تنظرُ إلى المستقبل، فهل الشاعر الشاب اكتفى بالحاضر الآني مع بصيص خافت للمستقبل؟
أخيرا، لا يمكن أعطاء توصيفات دقيقة للشعر الذي يتكون الآن، لابدّ من مسافةٍ زمنية كي نستطيع أن نرى المشهدَ كاملا، وكي نستطيع أيضا أن نقرأ التباينات بين المشاريع الشعرية.
وقد اقترحنا اسم «شعراء الألفية الثالثة» إشارة إلى الشعراء الشباب من أعضاء أسرة الأدباء والكتاب، وعلى رغم ما يوحي بهِ الاسم من تصنيف زمني فإنه قابل لشحنه بدلالات أخرى، وحتى نجد تسمية أخرى بعد اكتمال المشهد تقبلوا منا هذهِ التسمية الاعتباطية.
أما عن منهجية الكتاب ، فقد تم اختيار الشعراء الشباب من أعضاء أسرة الأدباء والكتاب فقط، وذلك لأنه معيار قابل للحصر، وأما عن النصوص فقد تركنا للشعراء حرية اختيار نصوصهم التي يشعرون أنها تمثلهم، أخيرا، تم ترتيب الشعراء أبجديا تفاديا لأي تقييم ذاتي.
العدد 2652 - الأربعاء 09 ديسمبر 2009م الموافق 22 ذي الحجة 1430هـ