من المخجل جدا أن نطلب استضافة أية بطولة عالمية كانت أو خليجية في ظل الحالة المزرية التي تعيشها الرياضة البحرينية والتي لا تتحمل في الأساس أية تبعات إضافية نظرا للأمراض المستشرية فيها.
وما مباراة المحرق والعربي الكويتي ضمن البطولة الخليجية للأندية التي استضافها نادي المحرق أمس على ملعبه بعراد، أو حتى مطالبات نادي الرفاع بتأجيل لقائه الأخير مع الأهلي في الدوري الممتاز لكرة القدم، إلا إشعار آخر على أن الرياضة البحرينية تعاني الكثير من الأمراض التي لا تجد لها آذانا صاغية من الطبيب المختص والمسئول عن شفائها.
بلد بأكمله يلعب على ملعب واحد فقط، وإن تعطل هذا الملعب فإن المباريات تعاني التأجيل أو النقل من مكان لآخر، وكأن الأندية (تشحت) لتلعب، والأدهى من ذلك فإن هذا الملعب يستخدم في كل شيء، للحفلات الغنائية والعروض الفنية، وفي جميع الاستعمالات، فبعد انتهاء هذه الأمسيات غير الرياضية، نبدأ من جديد في إصلاح ما خلفته هذه الأمسيات، بعد أن تهالكت الأرضية العشبية التي تتطلب العناية الفائقة، فكيف بنا نحن في البحرين التي لا نعرف الصيانة اليومية، غريب أمرنا يا جماعة، فما لدينا سوى منشآت رياضية متهالكة، أندية نموذجية ضعيفة الإمكانات، مراكز شبابية فقيرة، أندية تعاني إهمالا واضحا ومقصودا، كلها أمور تحبط الإنسان البحريني الساعي إلى خير هذا البلد، غير أن آخرين لا يسعون نحو ذلك وإنما يحبون الخير لأنفسهم فقط.
موضوع المنشآت الرياضية أحد الموضوعات المهمة والشائكة التي لم تلقَ الاهتمام المفروض من قبل المعنيين، وكأن هناك من يسعى إلى إيقاف مثل هذا التطور الذي سيكون بمثابة الطفرة النوعية في رياضة البحرين.
ما بالنا ونحن في دولة تعد من أقوى البلدان المصدرة للنفط لا نملك حتى مدينة رياضية واحدة تحمل آمال وتطلعات الرياضيين وتقفز بهم إلى المنافسة مع الجميع، حتى مدينة الشيخ خليفة الجديدة تكاد تكون منشأة قديمة قمنا بترميم ما يمكن ترميمه، وإعادة فقط ما عفا عليه الدهر، وهي حتى الآن خارج الخدمة حتى تصدأ.
شاءت الظروف والمناسبات الكروية أن تعيدنا لهذا الوضع المأساوي، بعد أن أجبر المحرق على لعب مباراته خارج ملعب البلد الوحيد (الاستاد الوطني) المشغول بحفل «البحرين أولا»، ليبدأ الجميع في تسوية أرضية ملعب نادي المحرق غير الجيدة أساسا، وتأهيل الإنارة الضعيفة التي لا تسمح بإقامة مباراة رسمية عليها، وإنما مباريات للدوري البحريني فقط، ولعل الجميع يعرف أن الكثير من المناسبات الخليجية والآسيوية السابقة التي كان فيها المحرق والبسيتين طرفا، كان المندوب الخليجي أو الآسيوي يمتنع عن الموافقة أو استخراج الصك الذي يسمح باستخدام الملعب، فكانت الأمور في الغالب تخضع للمزاج إلى أن تتم الموافقة على استخدام الملعب.
هذا الوضع يؤكد، أننا بحاجة ضرورية لمنشآت صحيحة غير معوقة كما هي حال كثير من الملاعب والصالات حتى الجديدة منها كما هو الحال في صالتي اتحاد اليد والسلة التي لا تستوعب الكم الكبير من سيارات الجماهير الحاضرة، وبالتالي بناء منشآت يحتاج الجميع، على أقل تقدير تمكننا من استضافة مشرفة ولو لمباراة واحدة على أقل التقادير.
لفتت نظري التعليقات التي جاءت على مقالي السابق بعنوان «يا كثر اللجان، وشو سوت»، وكانت جميعها تؤكد أنه في حال رغبت في قتل القضية فلتكن لجنة تحقيق، لأنها لن تأتي بأية نتيجة، التي فسرها آخر وأوجد النتيجة التي ربما سيصل إليها التحقيق أو لا يصل، بالتأكيد على أن فشل المنتخب الوطني في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا حدث نتيجة لإفرازات متراكمة هي»عدم وجود بنية تحتية، عدم وجود إعلام حر، كثرة الأندية والمراكز الشبابية، المخصصات المالية للأندية التي لا تفي بالغرض، لاعبون عاطلون عن العمل، التجنيس الرياضي»، هذه النقاط جاءت من شخص عادي، فكيف ستكون نقاط الشخصيات التي ستحتويها لجنة التحقيق؟.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2651 - الثلثاء 08 ديسمبر 2009م الموافق 21 ذي الحجة 1430هـ
وشفيك مستعجل
لا تنادى تتعب انته لو تنادى انته فى وادى وانا في غير وادى ........