احتضنت قاعة المرقاب بفندق «فور سيزون» بالدوحة، وبدعوة من شركة «ميزة»، مؤتمر قمة ابتكارات تكنولوجيا المعلومات، الذي شارك فيه نخبة من رواد قطاع تكنولوجيا المعلومات وقادة الشركات، مثل شركة «فودافون قطر» ومؤسسة «غارتنر للأبحاث» وشركة «صلتك» وشركة «سيسكو». وشركة «ميزة» كما تعرف نفسها هي مشروع مشترك مع مؤسسة قطر، و «هي مزوّدة لخدمات وحلول إدارة شئون تكنولوجيا المعلومات، وتقدم مجموعة واسعة من الخدمات للزبائن، بدءا من إنشاء وإدارة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات وانتهاء بتقديم الاستشارات الخاصة بالتقنية». وتسعى شركة ميزة إلى المشاركة في تعزيز نمو قطر والمنطقة، من خلال تقديم خدمات وحلول إدارة تكنولوجيا المعلومات إلى هذه السوق، وقد وظّفت شركة ميزة استثمارات كبرى في البنى التحتية التقنية، وهناك الآن مراكز بيانات إضافية يجري تأسيسها في قطر ستجعل من شركة ميزة مقدّم الخدمات السحابية المميز في جميع أرجاء المنطقة.

وقد كان موضوع «الحوسبة السحابية»، (Cloud Computing)، هو المحور الذي تركز حوله محتوى معظم الأوراق المقدمة، التي نجح معدوها في شد انتباه الحاضرين، إما بفضل التعريفات المتميزة لبعض المفاهيم الجديدة التي بدأت تقتحم أسواق الإنترنت، أو نظرا إلى الخدمات المتميزة، ذات القيمة السوقية العالية، التي باتت تولدها «الحوسبة السحابية»، وتوفرها، وبأسعار مناسبة تلك «السحابة».

ومن بين الأوراق المميزة كانت تلك التي قدمها الزميل في شركة غارتنر ديفيد ميتشل سميث، والتي حملت عنوان «سيناريوهات الخدمات السحابيية: استنباط قيمة الأعمال»، (Cloud Computing Scenario: Extracting Business Value From the Hype). ويُعرّف سميث الحوسبة السحابية على أنها «نمط من الحوسبة التي يتم من خلاله توفير إمكانيات معززة بتقنيات المعلومات، وتتسم بالمرونة وبقابلية التطور والارتقاء، لتقديمها (كخدمة) إلى زبائن خارجيين يستخدمون تقنيات الإنترنت».

ويحدد سميث خمس خصائص تتميز بها الحوسبة السحابية وهي «ارتكازها على الخدماتية، تميزها بالمرونة والقدرة على التطور والارتقاء، قدرتها على التشاركية، تقاس بالاستخدام، تعتمد على تقنيات الإنترنت». ونجح سميث في تبسيط الكثير من أشكال الخدمات والمنتجات التي توفرها تلك «السحابة»، في أذهان الحاضرين.

بعدها قدم جيمس فانيلا، وجواد الخالقي، وكلاهما من شركة «ميزة» ورقة مشتركة متميزة حملت عنوان «الخدمات السحابية لسوق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة». واستهلا مشاركتهما بلفت النظر إلى نسبة مساهمة تلك المؤسسات في الاقتصادات الوطنية في الوقت الحاضر، والتي تصل إلى 47 في المئة في الولايات المتحدة، و26 في المئة في المملكة المتحدة، و15في المئة في دول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدين أن «مستقبل منطقة الخليج يستقر في الشركات حديثة النشأة التي بحوزتها أفكار جديدة وبوسعها جلب بضائع وخدمات جديدة للسوق في فترة زمنية سريعة قياسيا». ثم ينتقلان بعد ذلك وبشكل ذكي ومشوق، كي يحددا متطلبات تلك الشركات، والتي كما يريانها تتمحور حول أربعة مرتكزات أساسية، هي «التركيز على لب الأعمال، الاستفادة من الحجم للاحتفاظ برشاقة التحرك، تحمل الأكلاف في خلال عمليات التجهيز، الارتكاز على الحلول السريعة والمتحركة».

بعد هاتين الورقتين جاءت ورقة شركة «صلتك» وقدمها المدير التنفيذي للشركة ناثانيال فيلدز، سوية مع مدير الشركة التنفيذي للتكنولوجيا تشارلز ناجي. كانت الورقة في غاية الإمتاع، وغنية بالمعلومات المتعلقة بمشروعات الشركة الناجحة الموجهة أساسا للشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وكان هناك عنصر مشترك يجمع بين ورقتي «ميزا» و «صلتك»، وهو الحديث عن «توفير البرمجيات كنوع من الخدمات» (SaaS)، والذي هو عبارة عن قيام الشركة المعنية بتقديم البرمجيات كخدمة يستفيد منها، باستخدام المنصة ذاتها أكثر من زبون، الأمر الذي من شأنه، كما ترى الورقتان، رفع كفاءة تلك الشركات، والاقتصاد في نفقاتها في آن. وكما اتضح من المداخلتين هناك الكثير من المشروعات المنتجة التي تخاطب الشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي يسيرها ويملكها الشباب، التي بوسعها أن تستفيد من خدمات «ميزة»، و «صلتك».

بعدها كانت مداخلة مشتركة قدمها طارق غول من شركة سيسكو، وأيان كروس من شركة ميزة، وحملت عنوان «شبكة الأبحاث والتربية لدى مؤسسة قطر: إبداع عالمي في دولة قطر». وشملت المداخلة الكثير من القضايا التي تستدعي التوقف عندها، ومن بين أهمها: متطلبات وآليات، وإشكاليات،إلى جانب أساليب، نقل مجتمعات دول المنطقة من أشكال إنتاجها التقليدية، إلى تلك الرقمية من خلال الاستفادة من ثورة تقنية الاتصالات والمعلومات، وفي القلب منها تقنيات وبروتوكولات الإنترنت.

آخر المداخلات كانت من نصيب مدير إدارة الخدمات في شركة «ميزة» جون غرينوود، وكانت بعنوان «مركز الاتصالات: التأثيرات التي ستحدثها مراكز الاتصال على نمو قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة، ونجاحها في المنطقة». ونجحت الورقة في تشخيص العلاقة المطلوبة بين تلك المراكز وقطاع الشركات التي تخاطبها، من خلال تسليط الضوء على الخدمات التي بوسع مراكز الاتصال تأمينها لتلك الشركات، وارتباط ذلك بتحسين أداء تلك الشركات والاقتصاد في نفقاتها.

باختصار شديد، يمكن القول إن شركة «ميزة» نجحت في إقامة هذه الفعالية، وأكثر من ذلك نجحت أيضا في اختيار موضوعاتها، وفوق هذا وذاك كانت موفقة في اختيار المتحدثين، فكان محصلة ذلك كله فعالية ناجحة بكل المقاييس.