العدد 2649 - الأحد 06 ديسمبر 2009م الموافق 19 ذي الحجة 1430هـ

أوباما وسياسة الغرق في أفغانستان!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

إننا نعيش لحظة تاريخية... فنحن على أبواب مرحلةٍ قد تشهد غرق الامبراطورية الأميركية العظمى في أفغانستان.

فمع إكماله العام في البيت الأبيض، أعلن الرئيس باراك أوباما عن خطته «الجهنمية» في أفغانستان. وعندما انتخب أوباما، كان ما يهمنا كمسلمين في سياسته ثلاث بؤر ملتهبة تعاني من الاحتلال: العراق وفلسطين وأفغانستان.

في البداية تحرك أوباما على العراق، ليركّز قوته في أفغانستان، على أمل أن يحقّق نصرا أو نصف نصر، يحفظ ماء الوجه للأميركيين، استعدادا للانسحاب التام من المستنقع. أما في فلسطين، فلم نكن ننتظر أيّ تغيير إيجابي لصالح الفلسطينيين، وهذا ما أثبتته الأحداث، حيث انتهت مناورات الإدارة الأميركية بالخضوع للإرادة الإسرائيلية، حتى في مهزلة الإيقاف المؤقت للاستيطان.

اليوم تعود أفغانستان إلى الواجهة مع إعلان أوباما خطته لتعزيز قوّاته هناك، بمباركة حلفائه الغربيين (برلسكوني وساركوزي والمستضعف البريطاني جوردن براون). ولكن منطق التاريخ يؤكد أن ما فشل فيه جورج بوش من العمل والضغط العسكري المتواصل ست سنوات رغم وجود 70 ألف جندي، لن ينجح فيه أوباما بإرسال 30 ألف جندي إضافي لمدة عام ونصف العام.

المفارقة التاريخية التي يجب التوقف عندها، أن الصراع هنا يجري بين أقوى دولةٍ في العالم، عسكريا واقتصاديا، على أرض أفقر دولةٍ لا يتجاوز دخل الفرد فيها الدولارين يوميا. وهذا المبلغ لا يضمن للأميركي شراء علبة بيبسي، بينما على الأفغاني أن يعمل أسبوعا كاملا ليوفّر ثمن وجبة «فاست فود»!

والتعزيزات الجديدة لن تذهب للقتال ضد جيش نظامي مكوّن من كتائب وألوية وفرق، ويملك دبابات ومجنزرات ومقاتلات، وإنما لقتال بضعة آلاف من الطالبان، تتزايد أعدادهم مع استمرار المعاناة وزيادة الفقر والدمار. فأوباما إنّما يحارب مجاميع من المقاتلين، ليس لديها شيئا تخسره، وهذا ما ينذر بإسقاطه حتما في أفغانستان، كما أسقط من قبل الامبراطورية السوفياتية في 1989، والامبراطورية البريطانية في 1899.

قبل أشهر، حذّر بعض العسكريين الروس الأميركيين من زيادة قوّاتهم، لكنهم عادوا قبل أيام لتأييد هذه الخطة، وكانوا صادقين في المرة الأولى دون الثانية. فقد آن الأوان ليشمتوا بالأميركيين وهم يرونهم يشربون من الكأس المر الذي ذاقوه قبلهم بعشرين عاما.

اليوم، ليس هناك أكثر من 51 في المئة من الأميركيين يدعمون خطة أوباما في أفغانستان، مع تزايد كلفة الحرب والأزمة الاقتصادية والمشاكل الداخلية التي تنهش في لحم الأميركيين وتؤذيهم أكثر مما يزعجهم زيادة أعداد الضحايا من العراقيين أو الفلسطينيين أو الأفغان.

اتجاهات الصحف الأميركية اليوم، تتراوح بين الحديث عن تضاؤل الدور الأميركي في العالم، والهروب من نيران الحروب التي يشعلونها، والحديث عما يجري في أفغانستان هل هو انتصار أم هزيمة نكراء. وبعضهم انتقد أوباما لأنه حدّد موعدا للانسحاب، دون أن يضع في اعتباره النتيجة في حالة الاندحار والإخفاق.

الصوت العقلاني الوحيد في كل هذا الضجيج، طالب باعتماد استراتيجية بناء المدارس ونشر التعليم والسعي لنيل ثقة الأفغان، والمؤكد أنها صرخة في وادٍ... لتسير الامبراطورية الأميركية المستبدة إلى مصيرها برجليها... ليقضي الله أمرا كان مفعولا.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2649 - الأحد 06 ديسمبر 2009م الموافق 19 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 10:21 ص

      إن ينصركم الله فلا غالب لكم

      إن ينصركم الله فلا غالب لكم . لقد تحطم الأتحاد السوفياتي بكل جروتة في إفغانستان و قبلها بريطانيا العظمى و دخلت في إيران إلى خراسان . فالمحارب الأفغاني باع الدنيا بالأخرة و لا يخشى من الموت فمطلبة أحدى الحسنين يا أما الشهادة أو النصر . و ستضاف مقابر امريكية إلى المقابر الروسية و البريطانية . و غدا لناظرة لقريب . و سنرى أي منقلب ينقلبون .

    • زائر 8 | 8:56 ص

      الزائر رقم 3 مرة ثانية

      صراحة انا من رأيي تطويق القطوة الشيرازية من الشرق و الغرب- افغانستان و العراق - و نشوف ويش بتسوي!
      الاميركان فشلوا في المرة الأولى - نشوف المرة الثانية شلون - 30000 جندي شيء ممتاز - و بلا كذب انت وياه بلا دموع التماسيح --انتم اخر من يهمه الافغان كلش كلش بتخلونهم يغسلون سياراتكم التويوتا و النيسان. يا ربي صعبان عليكم المسلمين قال!

    • زائر 7 | 7:52 ص

      انا الزائر رقم 3 الحاقد الطائفي - شكرا للناشر المحترم

      قاسم حسين حبيب قلب البحارنة
      يا جماعة انا واحد ولد اسرة شيعية أبا عن جد - تربيت في المواتم و المساجد معاكم و حضرت دروس تعليم الصلاة و القرآن
      و اعرف شلون تفكرون و شلون يفكر قاسم حسين. انتم لا تشكلون اي خطر على الحكومة فقد حيدتكم. الخطر الوحيد الذي تشكلونه هو على انفسكم و من يحيط بكم. و غريبة هذي قصة حاقد طائفي . يا اخي خلني اعيش في حقدي انت وش عليك؟ من واحد يتكلم بحرف عن ماما ايران ينط لكم عرق و كأن اللي على راسه بطحة يتحسهها .. قول هذا الشخص مريض طائفيا عافاه الله و انتهى. شكرا يا ناشر!

    • زائر 6 | 7:15 ص

      غصب على اعدائك

      الكاتب شخص مقتدر ومتابع للشأن الدولي وتشهد له كتاباته بذلك، وليس بحاجة إلى شهادة شخص طائفي، يموت غيظاً من الحقد.
      اكتب يا سيد ولا تهتم من هالاصوات النشاز.

    • زائر 5 | 7:07 ص

      توارد خواطر؟

      غريبة اليوم شفت كاريكاتير المحرقي يتكلم عن نفس الموضوع بالضبط.

    • زائر 4 | 7:00 ص

      صدقت يا رقم 3

      نعم صدقت يا رقم 3، ترى بعض الناس عقدتهم ايران، مع ان الكاتب يتكلم عن بلدان عربية واسلامية محتلة إلا ان بعض الحاقدين لا يرون إلا بمنظار طائفي. أصلاً السيد لم يذكر اسم ايران بالمرة، فلماذا تدخلها في الموضوع؟ صراحة عيب هالحقد والعصبية الجاهلية.وانصحك تروح للمنتديات الطائفية وليس للصحف المحترمة.

    • زائر 3 | 6:12 ص

      حقد طائفي

      الرسول الكريم يقول: هلا شققت عن قلبه؟ وأنت تقسم بالله على كلامك؟ أم ان الاحقاد لا يمكن نزعها من قلوب بعض الناس الطائفيين؟

    • زائر 2 | 4:27 ص

      انشر يا حضرة الناشر المحترم بارك الله فيك

      واضح يا قاسم انك تفهم في كل شيء -- والله الذي لا إله إلا هو انت لا تهمك لا العراق و لا افغانستان و لا فلسطين -
      الموضوع و ما فيه انك قلق على محاصرة جمهوري اسلامي ايران.
      اقول خلك في موضوع التجنيس و مسجات الموبايل ابرك لك - بارك الله فيك
      صلوات و شكرا للناشر المحترم

    • النعيمي2 | 12:43 ص

      الرئيس باراك أوباما

      فعلا لقد اخفق اوباما بخياراته السريعة ولكن لازال عندي بصيص أمل في هذا الرجل الوعي المثقف الذي أنسانا ذلك التافه بوش لعنه الله !

    • زائر 1 | 12:27 ص

      نعم القول ما قاله قاسم

      نعم سيدنا العزيز .. الامبراطورية الامريكية الشريرة متجهه لا محالة نحو الافول التدريجي ( ليقضي الله امرا كان مفعولا ) صدقت والله صدقت
      وكما لمح سيد المقاومة السيد الصادق الامين ان امريكا تتجه نحو الاندحار . وربما نشهد الانتصار الكبير قريبا انشا الله تعالى

اقرأ ايضاً