العدد 2649 - الأحد 06 ديسمبر 2009م الموافق 19 ذي الحجة 1430هـ

بحرين النرويج والنيجر!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

كثير من الناس استبشر خيرا بالأمطار التي هطلت على البحرين أمس (الأحد) والتي تستمر بحسب الأرصاد الجوية على مدى اليومين المقبلين أيضا، والمطر من دون ريب هو ظاهرة طبيعية تدعو إلى التفاؤل بالخيرات والنعم والبركات، ولكن أمطار البحرين تكشف مفارقة يتوقف عندها المتابع فلا يبرح مكانه.

في جولة سريعة على مناطق البحرين أمس وعلى رغم استمرار هطول الأمطار الغزيرة تبدو بعض الأحياء المخملية جميلة جدا، وزادها رذاذ المطر جمالا فكأنها درر خرجت من قيعان الخليج للتو فترى الماء يتقطر من جوانبها، وما إن تقع عينك على هذه الأحياء لا تصدق بأنها في البحرين فهي مزودة بنظام صرفي جيد لمياه الأمطار، والبيوت محصنة تحصينا لا يسمح لقطرة الماء أن تلج من بين جوانبها.

بعد النظر إلى هذا المشهد انتقلت عيني على مشهد آخر يختلف عن سابقه اختلاف الليل والنهار، فكأنني هويت من على قمة إفرست إلى قعر المحيط الأطلسي، وما أظن نفسي إلا كنت متجولا في أحد أحياء النرويج أغنى دول العالم، وفجأة وجدتها في أحد أزقة بيوت الصفيح في النيجر أكثر دول العالم فقرا!

لا أعرف كيف أسمي هذا المشهد غير السوي أهو اختلال في ميزان توزيع الثروة، أم هو اعتلال في قرينتي وشبكيتي التي أستعين على ضعفمها بنظارة طبية؟!

من بين المشاهد النيجرية رمقت مشهدا لامرأة مع أولادها وبناتها يسكنون بيتا لا يقبل به البعض مستودعا لأعلاف حيواناتهم الأليفة، وقد نشرت اليوم «الوسط» جانبا من هذا المشهد، فقد باتت هذه المرأة في ظلام دامس مساء أمس لأن التيار الكهربائي لم يصمد أمام زخات المطر التي عجنت أسلاكه عجنا، ولا يزال بعضٌ يصرون على أن البحرين خالية من هذه المظاهر، فليتهم يستقطعون من أوقاتهم الثمينة بضع دقائق لنأخذهم في جولة على بعض القرى والبيوت التي غرقت في مستنقعات يصعب اجتيازها إلا على ظهور الخشب!

لا أزال أعتقد أن المطر خير وبركات، ومن بركاته وخيراته أنه يكشف الستار عن الوجه الحقيقي لمشهد الحياة في بعض القرى، وأيضا من بركاته أنه يذكرك بقول الإمام علي (ع) ما جاع فقير إلا بما متع به غني!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 2649 - الأحد 06 ديسمبر 2009م الموافق 19 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:08 ص

      Al Khoms

      Where is the Al Khoms from this Shia Family???! or the khoms is sent to Iran or Iraq or lebanon. Where is Al Zakah from this family. May be Al Sadeh and Mullaz are keeping them for the future for the final Shia / Sunni war.

    • زائر 4 | 3:03 ص

      هل هذه البيوت في مملكة البحرين؟؟؟

      بالنيابة عن عضوة الشورى أقول: كل كلامك محض إفتراء.. ولا وجود لمثل هذه البيوت التي تدعي وجودها في مملكة البحرين.. وإن لقطت عدستكم بعضاً من تلك الصور فبالتأكيد هي صور لبيوت مفتعلة مهجورة ليس بها من ساكنين.. والمرأة مع أولادها لابد وأنهم يتصنعون الفقر لتشويه سمعة المملكة خارجياً.. ومن الماكد أنهم يملكون فلة غيره بيتهم هذا الذي يطمعون في بناء الدولة له لكي يكون مصدر دخل لهم زائداً على رواتبهم الفلكية وعلاواتهم الشهرية.. كفاكم تصنعاً للفقر فقد كشفت عضوة الشورى تصنعكم وازاحت النقاب عن مخططاتكم

    • زائر 3 | 1:59 ص

      استاذى الفاضل

      تنفخ فى قربة مقضوضة الفقر اجمل واغنى من الغنى اليوم لسبب بسيط القول الذى تذكره ذاته للامجد العلي المعلي حبيب قلوبنا ونور عيوننا ابا الحسن (ع) الذى لولاه لماتت الامم ومبروك بعيد الغدير الاغر - ان لم يوجد فقير فلا مكان للغنى فى الحياة ولولانا لما عاشوا وعاثوا فيها فسادا هم يتمنون لو يعيشون لحظة من احلامنا وطيبتنا للكن ما فى ايدهم حيلة خلقوا اغنياء حسب وصفهم -والحكمة بين الفقر والغنى معانى جمة لايعيها ولايلمسها ولايدركها الا الفقير فهم بغناءهم خواء بردخى

    • زائر 2 | 1:19 ص

      فضائح بالجملة

      لا ندري من نعاتب .. الحكومة على عدم التوزيع العادل للثروة .. أم الشركة المسؤولة عن بناء البيوت الآيلة .. أم وزارة الأشغال التي أغرقت شوارع البحرين بضعف شبكة المجاري وتصريف مياه الأمطار .. يبدو أن على الحكومة منع صلاة الاستسقاء في البحرين .. يكفيها فضائح !!

    • النعيمي2 | 12:50 ص

      ما جاع فقير إلا بما متع به غني والله سألهم عن ذلك !

      ما جاع فقير إلا بما متع به غني!
      فعلا هو أجمل ما سمعت من أقوال سيدي علي بن أبي طالب ع .. ليتهم يتبصرون من حولهم قليل قبل الحكم على أننا بلاد لا نعاني ولا يوجد بيننا أهل عوزة !!
      (أين نواب الدنانير)؟؟؟؟

    • زائر 1 | 10:36 م

      الى متى

      وبالماقبل هناك مدن الآن تبنى للاجانب (المجنسين) الذين جلبوا من شتى البقاع فنحن سنرضى بقدرنا لو كان الظلم موزع علينا بالسوية حسب المقولة المأثورة اما حالنا اليوم فلا يسر صديق ولا غدو

اقرأ ايضاً