في التقرير الحكومي الصادر في العام 1954، ذكر المستشار تشارلز بليغريف أن الأمطار الغزيرة في ربيع وشتاء العامين 1953 و1954 تسبّبت في فيضانات في مدينة المنامة، وبسبب ارتفاع منسوب المياه كان صعبا التخلص منها، وقد وظفت الحكومة شركة استشارية لوضع خطة للمجاري، وقالت الشركة إن المشروع يتطلب مليون جنيه إسترليني، وبسبب الكلفة المذكورة فإن مشروع مجاري الطرق لم ينفذ. وقالت الشركة أيضا إن إنشاء مجارٍ في جزء من المدينة يكلف 100 ألف جنيه إسترليني. وعقّب بليغريف قائلا: لقد تبنّت إدارة الأشغال العامة خطة مؤقتة لاستخدام مضخّات مياه للتخلص من مياه الأمطار.
بعد خمسة وخمسين عاما نرى أن مشكلة الأمطار، حتى لو لم تكن غزيرة، تتسبب في مشكلات جمّة، ونرى صورا محزنة للمناطق التي تتعطل بسبب مياه الأمطار، كما نسمع ونرى قصصا مأساوية لعوائل بحرينية. ففي يوم أمس كانت إحدى العوائل التي تتكون من سبعة أشخاص في قرية الشاخورة تتكدس في حجرة واحدة متهالكة، بعد أن هطلت الأمطار ودخلت وسط المنزل القديم، وانقطع التيار الكهربائي، ووصلت آثار التوصيل إلى الأرض بحيث تمثل خطرا على أفراد المنزل في حال عاد التيار إلى العمل. صورة أفراد العائلة في منزلهم لا يمكن أن تكون في بلد مثل البحرين، إذ يُخيّل للمرء أن مثل هذه الصورة توجد في بلد إفريقي فقير.
المطر يعتبر رحمة، ولكن مع انعدام الإمكانات يتحول إلى نقمة، وهذا الحديث عن هطول اعتيادي، وليس ذلك المطر المصحوب بعواصف كما حدث في سنوات سابقة... ففي تلك الحال تتعطل البحرين كلها وليس فقط المناطق والمنازل الشعبية. ولو تابعنا مجريات المؤتمر العالمي الذي يبدأ حاليا في كوبنهاغن لمعالجة التغير المناخي على مستوى كوني، فإنه من الواجب علينا أن نعيد طرح الموضوع على مستوى وطني لكي نستعد للمتغيرات المناخية.
ولكن لو كانت الحكومة قد اتخذت الخطوة الجريئة في خمسينيات القرن الماضي، فلربما كانت البحرين تحظى حاليا بمجاري تصريف مياه الأمطار في الطرق في كل مكان؛ لأن ما هو موجود مازال نظاما غير متكامل والمياه التي يتم تسريبها إلى الأرض في بعض المناطق يعني أن المياه لا يستفاد منها، وهذه الترتيبات لا تستطيع التعامل مع العواصف أو متغيرات المناخ. إننا بحاجة إلى شبكة مركزية للتعامل مع مياه الأمطار بصورة متكاملة بحيث يتم توصيل هذه المياه إلى محطة لتنقيتها وإعادة ضخّها للاستخدام في الري أو حتى الشرب. نعم، إن مثل هذا المشروع يكلف الكثير، ونقرأ عن كلفته في مطلع الخمسينيات لمدينة المنامة فقط، ولكن إذا كنا سننتقل بالبحرين إلى مصافّ الدول المتطورة فإن تصريف هذه المياه لم يعد مسألة كمالية، ولاسيما أن تغير المناخ قد يعني أننا سنواجه في سنوات مقبلة أمطارا غزيرة كما حدث مؤخرا في مدينة جدة السعودية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2649 - الأحد 06 ديسمبر 2009م الموافق 19 ذي الحجة 1430هـ
التجنيس
كله من التجنيس
Khums & Zakah
الى صاحب التعليق المحترم الذي تحدث عن الخمس والزكاة والاستفادة من هذه الموارد لهذه الامور وعدم الاعتماد على الحكومة اقول ان هذه الامور من دور الحكومة والموارد التي باختيار الحكومة من نفط وغاز وما الى ذلك لصرفها على حاجيات الناس.
اما مسألة الزكاة والخمس فلنفترض ان الناس يصرفون اخماسهم وزكاتهم لمحتاجيها فاذن اقول انظر كيف ان حتى الزكاة والخمس باتا لا يكفيان.
هناك مسألة جوهرية حول دور الحكومة وهي لادراة وحل مشاكل الناس وعادة عندما تكون الحكومة من الناس تكون المسألة أسهل لأنهم يعيشون الامهم.
شكرا
نعم هنالك مصائب لم تراها يادكتور ولين تروها !! كل الموازيين تصب في صالح التجنيس اخرتها بنشتغل كولية ولبلوش والهنود مدراء علينا !!
Zakah
Decthor; Thank you for this article. By the way where is Al Khoms and Al Zakah from the poor family in villages . This money should go to these people and stop blaming the Government
عمال النظافة
في الطريق العام شفت عمال النظافة اذا يخمون التراب يقطونه في فتحات المجاري
من زمان
من زمان دكتور واهلي القرى المهمشه تطالب ببنية تحتية من شوارع مبالطه ومجاري بس المسئؤلين ما منهم تجاوب مع الاسف وترى المشاكل كل سنة بسبب عدم الاهتمام في المناطق القروية
سنوات مقبلة أمطارا غزيرة
نحن نحتاج الى بنية تحتية لتضمن لنا سنوات من التعثر مع الأمطار التي كما أسلفت في حال تحولها الى نقمة !
حسافة يالبحرين
"البيزات" تنصرف على استجلاب وتوطين حثالات المستوطنين, اللي جشعهم يخليهم يفكرون انهم جايين الجنه.
مثال
تم الانتهاء من بناء جسر المحرق الجديد قبل الشروع في بناء جسر ستره الجديد
لماذا ؟
الاجابه في احتفال افتتاح الميناء
لو كان هناك فائده من مشروع المجاري سنة 1954
لكان المشروع على قيد الحياة لكن ماذا سوف يستفيد المتنفذون من مجاري ( بواليع )
جعفر
صباح الخير لقراء الوسط تخيل عزيزي الدكتور منصور ان شوارع لم يمضي على انجازها سوى اشهر قليلة لا يوجد فيها مجاري لتصريف مياه الامطار ..اين التخطيط
شوارع إسكان الشاخورة
شكراً دكتور منصور وللعلم يمكنك أن تحظر لمنطقة إسكان الشاخورة الجديد لترى بإم عينك بأن هناك ما يفوق ما تتصور من تدهور في الشوارع مما اضطر أحد القاطنين الجدد وبالتحديد مقابل حظائر الخيول عدم مقدرته على ذخول بيته أو كل ذلك محتاج لزيارة ثانية لرئيس الوزراء
تكلفة المشروع
الا تكفي يا دكتور قيمة الاراضي المدفونة للقطاع الخاص والمتنفذين للمشروع؟ دفن ما يعادل ربع مساحة البحرين ولم يستفد المواطن العادي شيء من قيمة الدفان والخسائر اليومية لطيران الخليج تزيد على المليون دولار بدون ان تدر اي فائدة على المواطن ... بالشفافية والمراقبة المالية الحقيقية يكون لدينا ما يزيد بكثير عن قيمة هذا المشروع