انطلق رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين عيسى أمين من رحلة جورج ف. سادليير إلى الجزيرة العربية، وهو الكتاب الذي قام بترجمته من مذكرات الكابتن جورج فورستر سادليير من الفرقة السابعة والأربعين في الأسطول البريطاني للغة العربية، والذي قام باستعراضه خلال أمسية استضافتها الجمعية في 14 يناير/ كانو الثاني الجاري وسط حضور كبير من المهتمين بالشأن التاريخي للمنطقة.

وذكر أمين من كتابه أنه في العام 1818 قد قررت السلطات البريطانية في الهند ولندن توجيه ضربة عسكرية شاملة للقوة البحرية العربية في الخليج ومواقعها الساحلية التي أطلق عليها اسم (ساحل القراصنة)، إذ كان القصد من هذه الحملة التي كان سيشترك فيها الإنجليز وإمام عمان إبراهيم باشا هو إنهاء الوجود البحري العربي بأي ثمن، وبأية طريقة، والعودة بأوضاع البحرية في الخليج إلى عهد البرتغاليين مع الاستبدال بهذه القوة الأجنبية سلطة جديدة تتكون من الإنجليز.

وأوضح أمين أن التحرك من أجل تنفيذ هذه الخطة بدأ في تحريك السفينة (إيدن Eden) في 9 يونيو/ حزيران 1818 من ميناء بليموت (Plymouth) في بريطانيا تحت قيادة القبطان فرانسيس ارسكين لوخ، متجهة إلى الخليج، وتحمل تعليمات السلطات في لندن وبومبي وكلكتا بصدد الحملة العسكرية المقررة.

ويبدأ دخول شخصية الكابتن جورج سادليير مع الفرقة السابعة والأربعين التي تحركت في 14 أبريل/ نيسان 1819 متجها إلى الخليج، ومن ثم إلى الجزيرة العربية لمقابلة إمام مسقط في الدرعية حاملا معه رسائل من السير إيفان نبيان بارت، يطلب فيها عقد حلف ثلاثي لضرب راس الخيمة من البحر والبر وتدمير الحلف السعودي القاسمي وإنهاء ما سمي بقراصنة البر والبحر.

من هنا تبدأ تدوينات جورج سادليير التي ترجمها المؤلف من مذكراته في المحاضرة التي حملت عنوان «رحلة سادير للرياض»، التي ترجمت أحداث تلك الفترة المهمة من تاريخ الخليج والظروف السياسية التي أدت إلى اتفاقية للأمن البحري وقعتها بريطانيا مع شيوخ ساحل الخليج العربي والبحرين العام 1820.

وذكر أمين أن اسم جورج سادليير قد نسي بصورة عامة، وسقط اسمه من سجل الشخصيات المرموقة، معبرا «تكاد تكون معلوماتنا عن حياته معدومة تماما».

وقد سجل سادليير الكثير من المعلومات والإحصائيات عن منطقة الخليج العربي بدءا بالقطيف على الخليج العربي إلى ينبع على البحر الأحمر، موثقا ذلك بجداول وإحصائيات وخرائط مرسومة تم تضمينها في الكتاب، والتي تم تجميعها من سجلات حكومة بومبي بواسطة ب- ريان الذي شغل منصب السكرتير المساعد للحكومة في مومبي، وتم طباعتها في بيكولا بمطبعة الجمعية التعليمية العام 1866