إن أهم ما يميز لوحة الكاريكاتير الصحيحة والناجحة هو أن تكون متكاملة العناصر، أي أن تكون مكتملة العناصر التي تجعل القارئ يقبل أن يستقبلها بشكل طبيعي على الأقل، ولا تثير عنده الرفض والاشمئزاز.
وفن الكاريكاتير هو فن الوهلة الأولى، أي أنه بإمكاننا أن نعرف رأي المتلقي عنها خلال ثوانٍ معدودات من قراءته للكاريكاتير، ومن هنا تأتي براءة هذه النوعية من الفنون رغم قوتها وجرأتها.
ولو أتينا لنعرف أكبر سر لنجاح هذا الكاريكاتير وواحدة من أهم الحلقات في سلسلة نجاح الكاريكاتير المطروح، سوف نكتشف حجم التناقض الذي يطرحه الرسام في فكرته، فكلما خرج بآراء أو اقتراحات تحمل الطابع الفنتازي المبالغ فيه، كلما لمس المتلقي حجم المشكلة التي يطرحها الرسام، وكلما بالغ في طرح الحلول كلما عرف المتلقي صعوبة الحل.
فهل تتخيل مثلا أن يتم طرح أزمة المواقف في سوق المنامة مثلا أو المنطقة الدبلوماسية، وأن يتم طرح حل لهذه الأزمة مغاير جدا عن توسعة الشوارع أو توفير مواصلات متطورة تغني الناس عن استخدام سياراتها أو حتى العمل على توفير أنفاق تحت الأرض كفكرة استباقية وأن يلجأ رسام الكاريكاتير إلى المطالبة اللحوحة والسريعة بأن يتم تحويل المنطقتين إلى طابقين، الأول منهما للمحلات والمشاة والثاني (الطابق العلوي طبعا) مواقف للسيارات! واضعا في الاعتبار التركيبة المعقدة لسوق المنامة مثلا.
رغم كل هذه التناقضات التي تنجح الفكرة يظل الرسام طموحا بأن يوصل الحجم الحقيقي للأزمة رغم المبالغة بأنها أزمة معقدة، ويتكرر الحال نفسه على الأفكار السياسية العالمية وما القضية الفلسطينية والعراقية ببعيدة عن هذا الملعب.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2647 - الجمعة 04 ديسمبر 2009م الموافق 17 ذي الحجة 1430هـ
اعزم على أن تتحرر فكرياّ... تجد نفسك مستقلاً فنيّاً
من وراء الثبات بمهارة،تطلّ الإرادة بجسارة،وإليهما ينبغي الصمود للإرتقاء،والاحتفاظ بصفاء الذهن ووضوح الفكر كائنة ما كانت الدوافع والإحباطات ينتجان تقدماً محسوساً ومؤثراً ومحفزاً لتجديد خلق كاريكاتير التناقضات والانتقال به إلى أبعد أبعد مما كان،سابقاًً المؤشرات البيانية ومخترقاً جوامد التنمية الثقافية "مراحل السكوت"و لدكّ دكتاتورية الفكر بإيحاءات ضمنية ترصدها ريشة فن الديمقراطية(...)!نهوض
تحية لك يا فنان !
عزيزي الفنان حمد وفقك الله الى المزيد من الأعمال المميزة والممتعة للمتلقي ...