بكل تأكيد لا تعني الكتابة الصحافية نقل تقارير حول آخر الأحداث والمستجدات وحسب، هي في واقع الأمر تتجاوز ذلك لتحليل تلك الأحداث وصولا للواقع المحيط بها والذي ينتجها. والصحافة الثقافية ليست بمعزل عن باقي أنواع الصحافة الأخرى سياسية كانت أم اجتماعية أم اقتصادية أو غير ذلك، هي فقط وجه آخر من الكتابة، لكنها تملك الأدوات والأساليب ذاتها.
ربما تكون التحديات التي تواجهها مختلفة في تفاصيلها الصغيرة لكنها بكل تأكيد تقع ضمن نطاق التحديات التي تواجه الصحافة بشكل عام. لكن لعل أحد أكبر المآزق التي يقع فيها صحافيو ومحررو الشأن الثقافي يتمثل في لا إمكانية الفصل بين دورهم وعملهم كصحافيين ناقلين للحدث، محللين له ناقدين لكل أوجه القصور فيه، وبين أن ينشغلوا بجماليات الحدث وجانبه الأدبي الثقافي، ليجدوا أنفسهم وقد تحولوا لموظفي علاقات عامة همهم الأول والأخير تقديم الإطراء والمديح وإضفاء هالة ساحرة على أي حدث ثقافي تتم دعوتهم إليه. هذا المأزق يواجهه محررو الثقافة كما لا يواجهه سواهم، انتقاد أحد الأحداث الثقافية التي يبدو كثير منها مخمليا يعني في نظر البعض الحرمان من الحصول على دعوة «ذهبية» أخرى. آخرون يبررون وقوعهم في فخ تلك الإشكالية بحجة الرغبة في تشجيع الثقافة والأحداث الثقافية التي تبدو مهملة في كل مكان، على الأخص في عالمنا العربي، ولذا يجب وينبغي ألا تثار حول هذه الأحداث أي نقاط اعتراض أو حتى تضمين إشارات لنقص في تلك الفعاليات.
بكل تأكيد لا يتناسب ذلك مع أساسيات ومبادئ العمل الصحافي وينقل ذلك الصحافي إلى خانة موظف العلاقات العامة الذي يتحرك من منطلقات تختلف تماما عن تلك التي ينطلق منها الصحافي.
الصحافي قطعا لا يركز على تفاصيل الحدث وحسب بل وعلى الشكل الذي قدم به، والأهم الهدف الذي أقيم منه، والإطار الذي يدور فيه تقديم ذلك الحدث، والمنطلقات التي يتحرك منها منظمو أي حدث وكل التفاصيل الصغيرة والمملة التي يتحرك منها أي صحافي يحترم مهنته في أي مجال.
الحدث الثقافي لا يعني مناسبة لمعاكسة أي طرف، هو يشبه أي حدث آخر وأية فعالية في أي مجال، وتغطيته الإعلامية تشبه أية تغطية إعلامية أخرى. والمحرر الثقافي ينبغي عليه أن يكون حذرا من الوقوع في فخ التطبيل والتصفيق لأية جهة على حساب نقل الوقائع والحقائق.
الثقافة على أية حال، لا تعني حفلات موسيقية ولا أفلاما سينمائية ومسرحيات وعوالم خيالية يهرب إليها بعض «مرتاحي البال»، تلك تعريفات قديمة للثقافة وتسطيح لمعانيها.
الثقافة في واقع الأمر نمط متكامل من المعرفة البشرية والمعتقدات والسلوك، هي مجموعة من الاتجاهات والقيم والأهداف التي تميز أية جهة. هي باختصار أسلوب ونمط حياة يناقش من جهة صلته بكل أساليب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكل أنماط الحياة الأخرى.
إقرأ أيضا لـ "منصورة عبد الأمير"العدد 2645 - الأربعاء 02 ديسمبر 2009م الموافق 15 ذي الحجة 1430هـ
الحمد لله على السلامة من زمان ما قرأنه ليش شي 2
طبعاً انا ضربت مثل بشريحة الشعراء ولكني اقصد الحالة العامة ومن العصر الجاهلي إلى ايام الأستاذ كنت اقصد منها الاستمرارية، ومو معنى هذا ان الحالة كلش كسيفة الحين، لا لا بس للأسف المتصدر للنشاط الثقافي هلأيام صاير صدره ضيق واجد !! وانا الي افهمه ان رموز الثقافة لازم يكونون اكثر الناس اهتماماً بآراء الآخرين، ترى حته الفكرة أو النقد الهدام ممكن يكون سبب للابداع، وفوق هذا كله حتى تعليقات الجهال ممكن تفتح لينا آفاق واسعة نحو النجاح. مع خالص تحياتي فاضل عباس
الحمد لله على السلامة، من زمان ما قرأنه ليش شي
طال عمرش كبار الشعراء في العصر الجاهلي كانو يعرضون قصايدهم على نقاد ديك الايام عشان يبدون رايهم فيها، مثال على ذلك زهير بن ابي سلمى في قمة نضجه كان يعرض قصايده على النابغة الذبياني -مع انه اقل منه منزلة- وبعدين يعدل القصيدة مستأنساً برأي الذبياني .. ومن ديك الايام إلى القرن الماضي كان إبراهيم العريض أكبر شعراء الخليج يعرض كل قصيدة يكتبها على اشخاص معينين -وهم قلة- مو موجود حالياً منهم إلا تقي البحارنة.. لكن اليوم من من مدعي الثقافة يقبل احد يوجه ليه نقد بناء .. ولا المشخال ايطلع ليش احد
منصورة يا منصوره
كتاباتج محل اهتمام الكثير من المثقفين وبا التوفيق .......... نهيان