العدد 2643 - الإثنين 30 نوفمبر 2009م الموافق 13 ذي الحجة 1430هـ

إدانات واستنكار واسع لحظر بناء المآذن في سويسرا

أوغلو: تطور يشوه صورة دولة تزعم احترام التنوع وحرية المعتقد

أثارت نتيجة الاستفتاء السويسري لصالح حظر بناء مآذن في بلادهم ردود فعل وإدانات واسعة في العالم الإسلامي وبعض البلدان الغربية أمس (الاثنين).

فقد أدانت أكبر منظمة مسلمة في إندونيسيا نتيجة الاستفتاء على منع بناء المآذن في سويسرا معتبرة أنه ينم عن «كراهية» و»لا تسامح». لكن جمعية نهضة العلماء دعت في الوقت نفسه المسلمين في إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة في العالم، إلى «عدم المبالغة في الرد» على قرار السويسريين الذين صوت 57.5 في المئة منهم على حظر المآذن.

وقال نائب رئيس العلاقات الخارجية في الجمعية مشكوري عبدالله لوكالة فرانس برس «إنه دليل كراهية من قبل السويسريين حيال المسلمين. أنهم لا يريدون وجودا للإسلام في بلدهم وهذا الرفض يجعلهم غير متسامحين». وأضاف «انه أمر مؤسف حقا».

ودعا عبد الله المسلمين في إندونيسيا إلى الرد «بإبداء تسامحهم وتمسكهم بحرية العبادة». وأضاف «لكن من الصعب تجنب أن يتظاهروا ليعبروا عن استيائهم. نريدهم أن يفعلوا ذلك بطرق سلمية». وتضم الجمعية نحو أربعين مليون مسلم.

وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إن الاستفتاء يمثل نموذجا جديدا من العداء للمسلمين في أوروبا، ودعا المسلمين إلى التعبير عن رفض التدبير بالوسائل السلمية.

وقال بيان منه إن أوغلو «يعرب عن خيبة أمله وقلقه إزاء نتيجة الاستفتاء العام الذي انعقد في سويسرا... بشأن مبادرة لحظر بناء مآذن المساجد في سويسرا».

وقال الأمين العام للمنظمة التي تضم 57 دولة يعيش فيها أكثر من مليار مسلم حول العالم، إن الموافقة على المبادرة في الاستفتاء يشكل «تطورا مؤسفا من شأنه تشويه صورة سويسرا كدولة تحترم التنوع وحرية المعتقد وحقوق الإنسان».

وقال إن الحظر الجديد وغير المسبوق يعد «نموذجا جديدا يجسد مشاعر العداء المتنامي ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا من قبل جماعات اليمين المتطرف العنصرية والمعادية للمهاجرين وللأجانب، والتي تقف في وجه المواقف الحكيمة والمنطقية والقيم العالمية».

وذكر أنه مقابل انخراط المسلمين في مكافحة التطرف، «نرى أن المجتمعات الغربية أصبحت اليوم رهينة للمتطرفين الذين يستغلون الإسلام ككبش فداء وقاعدة لتنفيذ أجندتهم السياسية التي تكرس الاستقطاب والتشرذم في المجتمعات».

وناشد أوغلو المجتمعات المسلمة إلى «الالتزام بالوسائل السلمية والديمقراطية في التعبير عن آرائها بشأن هذه المسألة».

وفي القاهرة، أعرب مفتي مصر علي جمعة عن شجبه واستنكاره لتمرير مبادرة حظر المآذن. وقال جمعة لوكالة أنباء الشرق الأوسط: «لقد سمعنا بأسى بالغ عن هذه المبادرة التي لا تعتبر هجوما على حرية الاعتقاد فحسب، بل أيضا محاولة لإهانة مشاعر المجتمع الإسلامي داخل سويسرا وخارجها».

كما أعرب عن قلقه البالغ بشأن هذه السابقة الخطيرة التي يمكن أن تعمق من مشاعر الكراهية والتمييز ضد المسلمين لأنه لن يشمل إلا أماكن عبادتهم، في حين أن المباني التابعة لجميع الديانات الأخرى لم تتعرض لأي تقييد.

كما أدان المرجع الديني اللبناني السيد محمد حسين فضل الله نتيجة الاستفتاء في سويسرا، وأدرجها في إطار حملة «تشويه» للإسلام تؤدي إلى حالة من «العنصرية» ضدهم.

واعتبر فضل الله المعروف باعتداله في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي «أن حملة دعائية استهدفت إثارة الرأي العام السويسري بهدف تقديم صورة مشوهة ومخيفة عن الإسلام». وأضاف «أن التحريض المتواصل الهادف إلى إيجاد حالة من العنصرية في الغرب ضد المسلمين من شأنه أن يعود بالضرر على غير المسلمين».

وحذر المرجع الديني المسلمين من «أن يندفعوا باتجاه العنف تحت وطأة ذلك»، داعيا إياهم إلى «أن يكونوا إيجابيين مع مواطنيهم السويسريين، حتى مع الذين صوتوا لصالح قرار منع المآذن في سويسرا».

إلى ذلك، أدان المجلس الإسلامي البريطاني التصويت السويسري ووصفه بأنه «مأسوي ومؤسف». وقال الأمين العام للمجلس محمد عبد الباري في بيان إن التصويت كشف عن مدى «الفوز للجماعات العرقية اليمينية المتطرفة في معركة الأفكار بشأن مستقبل أوروبا».

وأضاف «تظهر نتائج الاستفتاء السويسري إلى أي مدى وإلى أي سرعة تمضي أوروبا في الاتجاه الخاطئ في مواقفها وسياساتها تجاه المسلمين والأقليات الأخرى في أوروبا».

وصرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنه «صدم قليلا» بتصويت السويسريين، معتبرا أن هذا الأمر «يعبر عن عدم التسامح».

وأعلن الفاتيكان أنه «على الخط نفسه مع الأساقفة السويسريين» الذين أعلنوا الأحد أن التصويت يشكل «ضربة قاسية لحرية المعتقد».

وفي المقابل، رحب اليمينيون في هولندا بنتيجة الاستفتاء السويسري وطالبوا بمنع بناء المآذن في بلادهم.

العدد 2643 - الإثنين 30 نوفمبر 2009م الموافق 13 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 2:11 م

      السلام زائر رقم 6

      اشرك علي ردك المؤدب ثانيا عطني عنوان مسجد للسنه معروف في طهران تصلي فيه الفروض واالجمعة وانه اسكت والله عطني مسؤل سني رفيع المستوى مثلا وزير !!!!!! واقولك انه غلطان

    • زائر 7 | 10:09 ص

      مجرد سؤال للزائر رقم 3

      ممكن تقول لنا متي اخر مره زرت طهران علشان نجاوبك وله بس تردد ماتسمعه

    • زائر 6 | 9:46 ص

      المشتكى لله عليهم

      اللله يشل ويغل ايادي كل من صوت وحظر بناء المآذن
      الله لا يوفقه لا دنيا ولا آخرة
      بالدول الاسلامية ماخذين كل راحتهم وكل شيء موفر لهم من الحلال والحرام !!!
      لكن الله على كل ظالم
      وفاجر
      يمهل ولا يهمل

    • زائر 5 | 7:09 ص

      قرار سيادي يجب أحترامه

      هذا قرار سيادي و يجب على المسلمين هناك أحترامه ومن لا يروق له القرار فيرحل الي بلاده الأصليه.

    • زائر 4 | 5:54 ص

      السلام

      للمرة الثانية ارجوا التكرم وتنزيل التعليق اتمنا ان يعمل استفتاء في ايران لاقامة مسجد للسنه في طهران!!!!!!!!!

    • زائر 2 | 1:48 ص

      الموضوع طبيعي

      القرار عادي ومايأثر على شي
      بس ثقافة العرب والمسلمين البسيطه تجعل الموضوع من اولى الاولويات
      وأساسا
      المناره ماكانت موجوده في صدر الاسلام
      وقبلة المسلمين الاولى "الاقصى" بلامآذن" أصلا
      فما المشكله؟؟
      حتى بيت الله الحرام
      لم يكن بمئأذن أصلا

    • زائر 1 | 1:45 ص

      الحرب على الاسلام

      الرجاء من الدول ذات الغالبية الاسلامية ان ترد على هذا القرار بقرار مماثل يتمثل في غلق الكنائس لكي تعرف هذة الدول بان ( العين بالعين و السن بالسن و البادئ اظلم ) , و هذا تمهيد لغلق المساجد .

اقرأ ايضاً