هل تحتاج لجنة المسابقات باتحاد الكرة إلى أمور خارقة خارجة عن العادة حتى تعرف بنفسها أن الفئات العمرية خصوصا فئتي الأشبال والناشئين لها التعامل الخاص حين وضع جداول المباريات في مسابقات الدوري ولا ندري من هو المستشار الذي قامت اللجنة باستشارته لتضع الجدول بهذه الطريقة الخاطئة.
هل يعقل لفئة الأشبال أن يتوقف دوريهم بسبب فترة الامتحانات الدراسية التي انتهت يوم الأربعاء الماضي، بل هناك البعض ممن لم ينتهِ بعد من الامتحانات، وبعد يوم واحد فقط حلَّ علينا عيد الأضحى المبارك لثلاثة أيام، ولكن لجنة المسابقات تصدر جدولها في استئناف المباريات هذا اليوم الإثنين، ولم تكن هناك أية فرصة لإعداد جديد وتأهيل الصغار لهذه المباريات حتى لا يتعرض هؤلاء الصغار إلى الإرهاق والتعب والإصابات التي تنهي الصغير مبكرا، إذ ظل الأمر كما هو عليه من دون تغيير. الأمر المدهش والغريب أن هذا الشبل الصغير سيلعب خلال 12 يوما 4 مباريات بواقع كل 4 أيام مباراة وهذا لا يحدث للفرق الكبيرة (الأول) ولا حتى المحترفين في العالم إلا في استثناءات خاصة ولو كان كذلك فمن المؤكد يقل الأداء الفني وتكثر فيها الإصابات، فما بالك هذا الوضع إذ سيكون لفئة الأشبال الصغار الذين يحتاجون فقط إلى المتعة في اللعب بعيدا عن الضغوط النفسية التي تجلبها هذه الفترة الزمنية القاتلة. فبدلا من رفع شعار صناعة أبطال للكرة يكون قتل المواهب نهارا جهارا من دون أن يقف أي فاهم في أبجديات الكرة بصراحة ضد هذه القرارات غير المدروسة البعيدة عن الأمور العلمية المدروسة. نحن نسأل أين الاختصاصيون والفنيون من مثل هذه القرارات غير المنطقية ولا واقعية؟ ولماذا لم يقم الاتحاد بدعوة المدربين الوطنيين المختصين في الفئات العمرية بالإضافة إلى الاختصاصيين في الأمور النفسية للتشاور معهم حتى يتم الوصول إلى النتائج الإيجابية لوضع جداول المباريات ولإعطاء الشبل الصغير الفرصة الكافية في الإعداد النفسي والبدني والفني وأن تكون أيضا الفرصة كافية للمدربين لإعداد هؤلاء الصغار من جديد لا أن نجرهم إلى وضع لا يحمد عقباه.
نتائج منتخباتنا الوطنية في الفئات العمرية لن تتطور مادام نحن نفكر بهذه الكيفية وستخسر الكثير من المواهب بهذا الأسلوب الظالم. نحن نطالب قبل أن يقع الفأس على الرأس وحينها لا ينفع الندم والحسرة ولا يجوز أن نسير هذه الفئة في دوريها من أجل أن ننهي الدوري في فترة زمنية قياسية لا تكون مع الكبار فكيف مع الصغار؟! فبدلا من استنزاف طاقات هذه الفئة الصغيرة علينا أن نجعلها تلعب للمتعة الكروية ونعلمها كيفية اللعب بالمهارات الفردية وغيرها من أمور الكرة. نحن على ثقة تامة برجالات الاتحاد الكروي المتمثلة في لجنة المسابقات أن تعيد النظر بشكل طارئ في وضع الجدول قبل أن تخسر مواهبنا والجلوس مع الفنيين والمختصين واستشارتهم عن كل الأمور المتعلقة بهذه الفئة حتى تكون قراراتنا وخطواتنا سليمة وتصب في صالح هذه المجموعة الصغيرة.
ولدت لتكون بطلا ومتميزا ومتألقا وفارسا يطلبه الجميع للإنقاذ. بزغت نجوميتك لتكون الأفضل بين أقرانك محليا وخارجيا. عرفناك قتاليا في أدائك ومخلصا داخل الملعب ورومك المعنوية والحماسية لا يضاهيها أحد ولذلك كنت ملفتا للنظر أينما كنت بتعقبك الإعلام ليرسل ضوءه نحوك معترفا بأفضليتك في الأداء والقتالية، فروحك لا تقبل الانهزامية وترفض الخسارة دائما وتبكي حين لا يتحقق الهدف الصعب لحبك وغيرتك على وطنك، فالدموع شاهدة على وفائك لبلدك عند الخسارة لأنك دائما تود أن تساهم في رفع راية الوطن الحمراء. إضاعة ركلة جزاء ليست نهاية العالم، فهناك من سبقوك وهم على أعتاب العالمية وما باجيو عنك ببعيد يوم أضاع الركلة الحاسمة أمام البرازيل فخسرت فيها إيطاليا كأس العالم وليس التأهل! ولكن بقي باجيو رمزا وطنيا في ايطاليا يتغنى به كل ايطالي إذ لم ينسَ ما قدمه لمنتخبهم في المستحقات التي سبقت كأس العالم.
ونحن أيضا لن ننسى ما كنت عليه قبل لقاء نيوزيلندا وما اختيارك وصيفا للياباني وإن بعدت النقاط إلا شاهد ودليل على أحقيتك لهذا المركز الآسيوي الكبير. ولا نقولها بفصيح القول لا تهتم يا سيد محمد عدنان ومهما حصل فأنت بطل لا يلغيك إضاعة ركلة جزاء ونحن على ثقة تامة من أنك ستعود بسرعة البرق كما كنت متألقا وبارزا وبارعا ومبدعا تسرعون الناظرين لمستواك مع الخور أو مع المنتخب الوطني ونقولها بوضوح... مهما حصل يا سيد فأنت بطل.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2642 - الأحد 29 نوفمبر 2009م الموافق 12 ذي الحجة 1430هـ