العدد 2641 - السبت 28 نوفمبر 2009م الموافق 11 ذي الحجة 1430هـ

«البحرين في مأمن»

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يشهد العالم أزمات متلاحقة متعددة ومختلفة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والصحية وغيرها حتى الرياضية، وهذه الأزمات في ظل عالم صغير جدا وعولمة لا محدودة أصبحت بلا أوطان ولا أديان ولا ثقافات بل أزمات عابرة للحدود والقارات في لمح البصر.

المسئولون في مملكتنا الحبيبة لم يتعلموا بعد من أخطاء الزمن الماضي ولم يتعلموا كيف يتصرفون وكيف يتعاملون مع الأزمات العالمية، ويحتاجون فقط لدورات فعلية في «فن إدارة الأزمات» وضبط النفس وعدم التسرع، وإتقان العمل الجديد من خلال خطط واقعية مدروسة لا تصريحات إعلامية.

المسئولون في مملكتنا في كل أزمة عالمية يخرجون علينا بكلمة واحدة «البحرين في مأمن» وكأنهم خارج الأطر العالمية أو أن البحرين على كوكب آخر غير كوكب الأرض.

مع مطلع الأزمة المالية العالمية التي بدأت بالولايات المتحدة الأميركية، كثرت تصريحات الجهات الرسمية في البحرين وعلى مختلف مستوياتها بأن البحرين بعيدة كل البعد عن هذه الأزمة، وأن السياسة المتحفظة التي تنتهجها الدولة حالت دون وصول هذه الأزمة، وسرعان ما تهاوت هذه التصريحات مع إعلان المصارف عن خسائرها، وتسارع وتيرة تسريح العمال في الشركات وضياع الملايين من الدنانير في مراهنات اقتصادية لم تكن كما قيل تنتهج سياسة متحفظة.

ومع درس الأزمة المالية لم يتعلم المسئولون بعد من ضبط النفس وعدم الاستعجال في التصريحات التي لا تمت إلى الواقع بشيء أبدا، ومع ظهور أول بوادر أزمة «أنفلونزا الخنازير» في أميركا اللاتينية سارع مسئولو الدولة إلى تكرار ذات العبارة «البحرين في مأمن» ولا داعي للقلق أو الخوف، فهذا المرض سيتم السيطرة عليه ومنع دخوله ومحاصرته بمراكز الاحتجاز.

ولكن مع مرور الوقت أصبح لدينا سبع حالات وفاة بسبب المرض ونحو ألفي إصابة مؤكدة، كل ذلك و»البحرين في مأمن» من المرض وأن الإجراءات الاحترازية بلغت ذروتها للحد من انتشاره حتى تراجعت الحكومة عن تصريحاتها لتقول بان المرض أصبح وباء محليّا، ولا داعي لأجهزة كشف الحرارة في المطارات لفحص الداخلين للبلد، فالمرض انتشر في البلد كالنار في الحطب، وكل ذلك و»البحرين في مأمن»

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2641 - السبت 28 نوفمبر 2009م الموافق 11 ذي الحجة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:14 ص

      تعرف أمينه؟

      هاني ، ترى البحرين في أيدي أمينه ، وهذي أمينه كلنا نسمع عنها لكن ما نشوفها ، مثل بيض الصعو تسمع عنه وما تشوفه ، فأمينه هذي أختنا الله يساعد قلبها علينا ، متحملتنا وتحافظ على مصالحنا ، وبعدين الكل يعتب على أمينه.

    • زائر 4 | 1:44 ص

      البحرين بمنأى عن تداعيات أزمة دبي

      العنوان عبارة عن مانشيت إحدى الصفحات الإقتصادية لإحدى الصحف المحلية لمسؤول بحريني. اللي في السوق يعرفون ان بنك الخليج وقفت محاولتها للحصول على 500 مليون دولار و البنوك المحلية لازم تدفع مبالغ أكبر للتأمين .. يعني إشلون إحنا بمنأي .. إحنا بمنأى إذا صرنا نفس النعام ووضعنا رأسنا في الأرض

    • زائر 3 | 1:33 ص

      الإستثمار العقاري في مأمن

      الجزر الجديدة و اللعب في البيئة المحلية في مأمن؟؟ العقار الدبوي وصل الى الحضيض و ذهبت ثروات هائلة و أصبحت الرؤية بدون أموال .. والله فلوس البترول تم إستثمارها في العقارات و العقارات ... طبعا خسروا إستثمارات في الدول الغربية لكن عبالهم المواطنون بيدفعون أسعار خيالية لمشاريعهم العقارية

    • زائر 1 | 10:02 م

      من يقول أن البحرين في مأمن

      اخي الفاضل إن الهدف الاساسي من إطلاق عبارة ان البحرين في مأمن ليس طمأنة المواطن فالمواطن لاقيمة له وإنما الهدف جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين الاجانب ليعملوا في البلد وياكلوا هم والمسؤلون الكيكة دون الاهتمام بحقوق المواطن لو الحكومة تريد الخير لمواطنيها شان أسقطوا ديون الناس أو زادوا رواتبهم حالهم حال الدول المجاورة ولكن نرفع يدنا في كل حين ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل

    • زائر 2 | 10:02 م

      من يقول أن البحرين في مأمن

      اخي الفاضل إن الهدف الاساسي من إطلاق عبارة ان البحرين في مأمن ليس طمأنة المواطن فالمواطن لاقيمة له وإنما الهدف جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين الاجانب ليعملوا في البلد وياكلوا هم والمسؤلون الكيكة دون الاهتمام بحقوق المواطن لو الحكومة تريد الخير لمواطنيها شان أسقطوا ديون الناس أو زادوا رواتبهم حالهم حال الدول المجاورة ولكن نرفع يدنا في كل حين ونقول حسبنا الله ونعم الوكيل

اقرأ ايضاً